إعلان

الإذاعة.. منبر لـ"ناصر" وشغلانة لـ"مرسي" ووجاهة لـ"السيسي"

05:42 م الأحد 22 مارس 2015

رؤساء مصر

كتبت-يسرا سلامة ودعاء الفولي:

حلقة من الناس تجتمع حول جهاز راديو صغير، يتحدث منه شخص، يخبرهم بحدث جلل، يوجه لهم خطاب تحفيزي، أو يوضح لهم تفاصيل غابت عنهم؛ كانت الإذاعة المصرية قبل بزوغ نجم التليفزيون هي البطل، يتجه لها الرؤساء المصريون للوصول إلى الجماهير، ورغم أن نجمها خفت في السنين الأخيرة مع تطور الوسائل الأخرى، غير أنها تبقى على قائمة المنابر الهامة، حتى توجه لها الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، لإلقاء كلمة بمناسبة عيد إذاعة القرآن الكريم.

محمد نجيب

لم تبدأ علاقة نجيب بالإذاعة المصرية منذ توليه الحكم، إذ تم الإعلان عن ثورة يوليو 1952 من البكباشي وقتها محمد أنور السادات.
ألف المصريون صوت نجيب من بيان ثان للثورة، الحديث عن تفشي الفساد، وتهديد سلامة وأمن المصريين، كان فحوى الحديث الأول عبر الإذاعة
من نجيب للشعب، والذي تم تصويره وإذاعته فيما بعد على التلفزيون المصري.

 

لم يكن البيان الثاني علاقة نجيب الوحيدة بالإذاعة، حيث ترك تراث إذاعي في جولاته بالمحافظات، مثل زيارته إلى الإسكندرية والزقازيق وغيرها من المحافظات، بجانب مؤتمرات صحفية للرئيس، وكذلك حديثه إلى الإذاعات الأجنبية مثل راديو ألمانيا، وهى ما طرحتها شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات فيما بعد عبر شرائط كاسيت، تضم تسجيلا لمقابلة "نجيب" لرئيس الوزراء على ماهر، كما ترك خطاب في ذكرى افتتاح الإذاعة المصرية وصوت العرب.

جمال عبد الناصر

في صورة مألوفة، يظهر بعض المواطنين الجالسين داخل مقهى، يستمعون إلى الإذاعة، أو أسرة تستكين بجانب جهاز الراديو في المنزل، ومعهم الجيران؛ في عهد الرئيس جمال عبد الناصر برز دور الراديو بشكل كبير، ففي عام 1964 تم إنشاء إذاعة صوت العرب، واستخدمها "عبد الناصر" لبث الخطابات الحماسية في الشعوب العربية، والحديث عن مناهضة الاستعمار الأجنبي.

كانت الكاريزما الخاصة بالرئيس الراحل تظهر حتى في صوته وليس على الشاشات فقط، كما أنه أنشأ إذاعة القرآن الكريم في عام 1964، لنشر قيم الإسلام الوسطي، فكانت الأولى من نوعها على مستوى العالم، وبثت الإذاعة المصرية جميع خطاباته، بداية من الأمم المتحدة وحتى خطابه الذي ألقاه عقب نكسة 1967.

قال الكاتب الصحفي صلاح عيسى، إن "ناصر" كان خطيبا بطبعه، يتعمد الارتجال أحيانا على المنبر الإذاعي ويلقى ذلك صدى جيد لدى الجماهير "مكنش حد يخلي الناس تقعد تسمعه وقت طويل في الإذاعة إلا أم كلثوم وعبد الناصر"، على حد قوله.

أنور السادات

بينما كانت الساعة تقترب من السادسة واثنين وثلاثين دقيقة صباحا يوم 23 يوليو وقف البكباشي محمد أنور السادات، داخل استديو الإذاعة المصرية، منتظرا كي ينقل بيان الضباط الأحرار، غير أن الإرسال انقطع، فما كان منه إلا الخروج من الاستديو، لحين عودة الإرسال، وبالفعل عاد بعد أربعين دقيقة، فدلف السادات وطلب من المذيع فهمي عمر تقديمه، إلا أن الإرسال انقطع مرة أخرى، فثار السادات قائلا "إيه دة تاني؟".

في السابعة وسبعة وعشرين دقيقة عاد الاتصال فتلى السادات بيان الثورة، بصفته مندوب القيادة، ثم غادر الاستديو، وتمت إعادة البيان فيما بعد على فترات بصوت الصاغ محمد محي الدين، وكان جزء من نصه "من اللواء أركان حرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري؛ اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.. إلخ".

في 20 ديسمبر 1964 كان السادات على موعد مرة أخرى مع الإذاعة، لكن متحدثا عن العيد القومي لمحافظة بورسعيد، مسترسلا في الكلام عن كفاح الشعب المصري وأهل بورسعيد في مواجهة العدوان الثلاثي، بدأت علاقة السادات بالإذاعة مبكرا قبل تولي الرئاسة واستمرت بعدها، فكانت
الإذاعة تنقل عنه الخطابات الهامة، وحواراته التليفزيونية مع المذيعة همت مصطفى.

 

حسني مبارك

أحاديث لمبارك على هامش الجولات الميدانية أو زياراته؛ كانت تلك علاقة مبارك بالإذاعة المصرية، ولم يخص الإذاعة من قبل بحديث، حيث يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسى أن ذلك بسبب نية مبارك بالابتعاد عن مخاطر الارتجال أمام العامة، بحسب رأيه، مشيرا إلى أن مبارك في بدايته كان نشطا في الجولات، ليبتعد في أواخر حكمه عن التواصل مع الناس.

ويضيف عيسى أن مبارك كان يفضل التواصل مع الصحافة المكتوبة، إذ أن حديث مبارك للصحف أكثر انضباطا، حتى لا يحدث أزمات.

محمد مرسي

رغم أنه مكث عاما في الحكم، إلا أن الرئيس الأسبق محمد مرسي قد اتصل بالإذاعة المصرية، وذلك عبر برنامج إذاعي اختار له موعد في شهر رمضان ببرنامج اسمه "الشعب يسأل والرئيس يجيب"، وقت أن طرحه للرد على استفسارات ومشاكل المواطن المصري.

مدة البرنامج كانت لا تتجاوز الخمس دقائق، يذاع البرنامج يوميا عقب آذان المغرب، وذلك في إذاعة البرنامج العام، بإشراف الإذاعية آمال فهمي، والتي كانت صاحبة فكرة البرنامج، حيث قالت وقتها إن الفكرة جديدة وتهدف لتناول القضايا السياسية والاجتماعية للمواطنين، لم يظهر رد فعل كبير تجاه برنامج مرسي طوال ثلاثين حلقة، وهو ما يفسره "عيسى" أن خطأ محمد مرسي، كان ظنه أن خطابه يلقى شعبية وسط المصريين، لكن في
حقيقة الأمر حديثه يملك شعبية وسط جماعة الإخوان المسلمين، وليس النخبة أو الشعب.

 

عبد الفتاح السيسي

في ذكرى إعطاء إشارة البدء في إذاعة القرآن الكريم، أدلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديث لأول مرة للإذاعة، بمناسبة عيدها الواحد والخمسين، اليوم، حيث تحدث عن ضرورة لفظ الأفكار الهدامة، وشدد على أهمية دور الإذاعة في نبذ التطرف.

وعن حديث السيسي إلى الإذاعة المصرية، فيرى "عيسى" أن عدد من مستشاري الرئيس وجدوا صدى إيجابي لأحاديث الرئيس للجماهير بشكل مباشر، ليكثر الرئيس من تلك الخطابات، مضيفا أن حديث الرئيس للإعلام يأتي بديلا عن حديثه للأحزاب السياسية، وهو ما ذكره من قبل الكاتب هيكل في وصف حديث عبد الناصر للإعلام.

 

فيديو قد يعجبك: