إعلان

''أم النور''.. حان الوقت لـتُنيري شمعة لضحايا أتوبيس المريوطية

07:42 م السبت 21 مارس 2015

حادث أتوبيس المريوطية (2)

كتبت - رنا الجميعي:

كانت تجاوره في رحلاته القادمة من وإلى العمل، تطل عليه بنظرتها الحزينة الحنونة، ممسكة بوليدها الصغير بيد تخشى أن تضيعه، تلحق أم النور بنظراتها رجل مهنته القيادة في بلد تطارد أبنائها باستماته، وعلى طرق حاصدة لأكبر عدد ضحايا في العالم.

يتخذها السائق بركة تقر بها عيناه، وتشفع له يوم تخرج فيها روحه ليلقى ربه، ظل ملصق السيدة مريم قريبًا له في رحلاته اليومية ينقل عمال الشركة لمقر عملهم، ينظر إليها في بداية يومه ليصطبح بمرآها، وخلاله متأملًا إياها باعثة بروحه السكينة، ويختم يومه بها لتريح عنه عناء الشقاء، تعلم هي أن أبنائها في ''عرض'' نظرة عطوفة منها.

في أتوبيس ضم مسيحيين ومسلمين يربطهم الأرض وحكاية شقاء واحدة، لم تكن السيدة مريم ترسل نورها لأبناء الديانة فقط، ولكن لكل من نطق بحبها، ويأتي للكنيسة يشعل شمعة لتسكن بها روحه، داعيًا للسيدة.

''جاز في نفسي سيف'' .. هي ترنيمة مسيحية تحكي الآلام التي مرت بها السيدة مريم لحظة صلب ابنها المسيح، تعلن الكلمات عن حيرتها لصلبه هو الذي مسح متاعب قومه، والذي قال ''طوبى للودعاء''، فمسيرة الطيبون بمصر تحتمل الموت في حوادث تأخذ أرواحهم.

يعلم السائق أن السيدة مريم شهدت أيامًا عجاف حتى رأت وليدها يُصلب، دمعًا ذرفته تعبًا لما أنجبته، وعبرات تلتها يوم الصلب، لكنه لم يعلم أنها ستشهد أوقات عصيبة أخرى ترى أبنائها يصارعون الموت فيه بشتى الطرق، وأنها ستظل تحمل وليدها دون خدش يلم بها أو مياه تبلل الملصق، وتصبح هي الشاهدة الصامتة على عمال حادث المريوطية، وربما تلفظ أحدهم قبل الموت تضرعًا لله ''أبانا الذي في السموات، ليتقدس اسمك، ليأتي ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما في السماء كذلك على الأرض''.

ddd

فيديو قد يعجبك: