إعلان

بالصور.. حكاية أصغر شهيدة ماتت في حب ''الزمالك''

12:52 م الخميس 12 فبراير 2015

كتبت – يسرا سلامة:

في مساء الجمعة 6 فبراير، كانت ''هالة'' ابنة محافظة الغربية بقرية شبرا النملة في شجار مع والدتها، الأم تصر على رفضها لسفر الابنة، أما ''هالة'' الطالبة بالصف الثاني الإعدادي فكانت ترى في كل مباراة للزمالك فرصة للفرحة، التأييد، التهليل، الطفولة التي لا تجد مأوى بقرية تخلو من النوادي، وتشجيع نادي بمثابة الصديق لها، ''هالة'' تصر على الذهاب، تقول لوالدتها بعفوية ''نفسي أموت شهيدة''، لم تعبأ الأم على فتاة تلهو بتي شيرت أبيض ذي خطين باللون الأحمر، ولم تدرك أن ذلك سيصبح حقيقة.

 

مساء الأربعاء 11 فبراير، عقب وفاة 20 شخصا في مجرزة استاد الدفاع الجوي، أصبح الحزن يخيم على منزل ''هالة''، والدتها تقبع في غرفة وحيدة ترفض الطعام والشراب، دموعها لا تجف، والدها يتمنى لو كان معها قبل الموت، أن يرى الفرحة في عيونها قبل أن يودعها، شقيقتها وأقاربها يربتون على كتف عمتها، التي كانت بصحبة ''هالة'' في لحظاتها الأخيرة، لا تفارق العائلة الحزن على الفتاة الراحلة، بعد أن كانت تهلل لنادي الفارس الأبيض.

 

وراء الفريق ظلت ''هالة'' ابنة الرابعة عشر عاما ''كعب داير'' مع أولاد عمها وراء النادي بحسب قدرتها، لم تفرق بين بنت وولد في الدفاع عن الزمالك، لم تشهد له بطولات كثيرة في عمرها الصغير، لم يقلل من تشجيعها للنادي، ''صورة سيلفي'' لها مع تي شيرت النادي، وهنا في منزلها على الزمالك فوق دولابها، شعار النادي معلق على حائط غرفتها، توسلات للأم عقب اقتراب كل مباراة لناديها كي تحضر المباراة.

بصوت الحزن تتحدث عمتها ''أم محمود''، بعد أن تركت ''هالة'' وشقيقتها بلدتهما ''شبرا النملة'' متجهين مساء السبت لبيت العمة، تحمل ''هالة'' علم النادي ''يوم ما أبطل أشجع هكون ميت أكيد''، تقولها الفتاة دون أن تعرف ما يخبئ لها القدر، باتت ليلتها الأخيرة لدى العمة، ومنذ الصباح الباكر هللت كالأطفال لها ''ياللا يا عمتى نروح الاستاد''، لترد العمة ''لسة بدري يا بنتي الماتش الساعة سبعة''، لكن ذلك لم يهدئ من المشجعة الأصغر في صفوف ضحايا مجزرة استاد الدفاع الجوي.

منذ الواحدة ظهرا، تحركت العمة وولديها الصغار، وهالة وشقيقتها سارة من منطقة كفر السواح، مواصلة خلف الأخرى، تحركت العائلة لمكان أول مرة تذهب إليه، تملؤهم الفرحة، أمنية لـ''هالة'' أن ترى اللاعبيين يحرزون هدفا، كما تعودت أن تراهم في الملاعب تقول العمة ''دي مش أول مرة تروح ورا النادي، مرة سافرنا الغردقة وكذا مرة تيجي القاهرة تصمم تروح تشجع في الاستاد''.

 

لا ينسى ''عامر الحبيشي'' أبوها أوقات مباراة الأهلى والزمالك، تخرج العائلة تلفزيوناتها بجانب بعضهم البعض، وتدب في الصغيرة ''هالة'' الحماس كأنها بالملعب، تحضر أدوات الطعام والحلوى، تهزأ بروح طفلة ممن ينعت الزمالك بالخاسر المستمر، تقفز روحها وراء هدف من قدم لاعب، لو خسر النادي تحزن بشدة، يقول الوالد المكلوم: ''كانت في كل ماتش تستنى الزمالك يكسب، ولو خسر تبقى متضايقة وزعلانة وما تكلمش حد''.

 

مكالمة هاتفية أخيرة يطمئن الأب على الفتاة، بعد أن حصلت مع أشقائها على تذاكر المباراة، قبل أن تحجز موقعها في نهاية الحاجز الحديدي حسبما تقول عمتها، أمسكت ''هالة'' بتذكرة المباراة الأخيرة، تقول العمة ''كانوا شباب وبنات زي الفل واقفين ملياهم الفرحة بالفريق''، لكن الزحام في المقدمة جعل الأمن يطلب من الناس التراجع، لم يجعل الفتاة تفل من قدرها، الغاز المسيل للدموع أفقدها الوعي، والتدافع جعلها جثة بين يدي عمتها، ''جرينا بيها على مستشفى القوات الجوية''.

 

دموع العمة تفقدها القدرة على متابعة شهادتها، يلتقط ابن عمها ''أحمد نبيل'' طرف الخيط، تمضي ''هالة'' 6 ساعات بالمستشفى، محاليل وأدوية من الأطباء للمشجعة الصغيرة، يلتهم ملامحها شبح الموت، يتعادل الفريقين وتخسر الصغيرة حياتها في صباح اليوم التالي، يقول ''أحمد'' ''كانت بتعشق الزمالك بجنون، عمرها ما فوتت ماتش للنادي''، تترك الحزن بديلا عنها ببيتها ووسط أهلها، وشهادة تقدير تقدمها مدرستها ''شبرا النملة الإعدادية بنات'' اليوم، لا يتمنى الأب الحزين بعد إدلاء شهادته للنيابة إلا الدعاء لها، وأن يتسلم شهادة وفاتها وتقرير الطب الشرعي الذي لم يتسلمه إلى الآن.

تابع باقي موضوعات الملف:

شهداء ''الوايت نايتس''.. السلام أمانة للـ''74'' (ملف خاص)

1

أمام المشرحة.. أي رعب أكبر من هذا سوف يجيء؟

2

بالصور: أولها ''غربة''.. وتانيها ''تشجيع''.. وآخرها ''عم أمين مات''

3

مرتضى منصور.. صاحب نبوءة الموت المتحقق "بروفايل"

5

بالصور.. اللحظات الأخيرة في حياة ''محمد صلاح'' شهيد ''مجزرة الأولتراس''

6

شريف الفقي.. من الزمالك وإليه نعود "بروفايل"

7

بالصور.. مصراوي يكشف حقيقة وفاة شقيقين في مذبحتي ''بورسعيد والدفاع الجوي''

8

بالفيديو.. ''ضياء'' شاهد ''ممر الموت'' في مذبحة الاستاد: الله يرحم اللي عاشوا

9

أولتراس أهلاوي وزملكاوي: سنظل أوفياء لـ''الدم''

10

مصراوي يحاور ''أحمد لطفي''.. ''أمين'' خزانة ''مجزرة الدفاع الجوي''

11

التذكرة.. طريقك إلى الآخرة (بروفايل)

12

بالصور.. هل ارتكب أبناء ''شبرامنت'' مجزرة استاد الدفاع الجوي؟

13

أحمد الليثي يكتب.. لماذا قتلت الشرطة ''الأولتراس'' في مصيدة الفئران؟

14

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان