بالصور- جائزة "شوكان" للتصوير.. القضبان هشة أمام "الكاميرا"
كتب - محمد مهدي:
القضبان هشة أمام الحضور الطاغي للحق والحرية والعدل، قد تمنع جسد متهما من العبور إلى الميادين الرحبة، لكن لا يمكنها تكميم الأفواه الناطقة باسمه، أو إخفاء تفاصيله المبعثرة هنا أو هناك، أو إرغام الآخرين على التخلي عن قضيته.
من أجل ذلك مازال اسم المصور محمود عبدالشكور "شوكان" يتردد رغم مرور نحو 900 يوما على حبسه منذ القبض عليه في أحداث رابعة العدوية، لأن زملائه يؤمنون بحقه في الإفراج عنه، ودعمه بطرق عدة "تلاقت أفكارنا أنا والمصور مصعب الشامي، إننا نعمل مسابقة لأفضل الصور في 2015 باسم شوكان من أجل قضيته" يقولها عمرو نبيل أحد مؤسسي مسابقة "شوكان" للتصوير الصحفي.
الانطلاقة الأولى للمسابقة بدأت بالإعلان عن المسابقة على جروب Egypt press photo- الخاص بالمصورين الصحفيين- "استحدثنا بعض الأفكار من شأنها زيادة المتابعة للصور والجروب منها التصويت للجمهور" اُختيرت الفكرة كآلية لترشيح الصور الأفضل للجولة الثانية، ثم جاء دور لجنة التحكيم المكونة من حسام دياب، خالد الدسوقي، مجدي إبراهيم، إيمان هلال، مصعب الشامي، لاختيار الصور التي تستحق الجائزة.
الهدف من المسابقة كما يوضح "نبيل" هو إلقاء الضوء على قضية "شوكان" الذي أُلقي القبض عليه على خلفية أحداث رابعة بتهمة القتل والتجمهر والانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وقضى نحو عامين بدون محاكمة قبل أن يقف أمام القاضي منذ شهر واحد "لم تشفع له مطالبة نقباء الصحفيين على التوالي بالإفراج عنه، أو شهادة وكالة أنباء "ديموتكس" بأنها كلفته بالتصوير في ذلك اليوم.
فور الإعلان عن المسابقة، تقدم أكثر من 100 مصور بـ 350 صورة التقطت جميعها خلال 2015 "وقررنا إنشاء صحفة خاصة بالجوائز، انتشرت بشكل مذهل، واستخدمناها للترويج لقضية شوكان"، وفي 6 أيام نجحت الصفحة في لفت أنظار الناس، حيث تابعها أكثر من 30 ألف شخص، وحصدت ما يقرب من مليون مشاهدة.
"مظاهرة صحفية بالصورة والكاميرا" هكذا يصف "نبيل" اهتمام زملاء "شوكان" من المصورين في الاشتراك بالمسابقة ودفعها خطوات إلى الأمام من أجل لفت الانتباه إلى قضيته "شوكان تحول إلى رمز وأيقونة لحرية المصور الصحفي"، قبل أن تُعلن نتائج المسابقة اليوم الأربعاء، من قِبل لجنة التحكيم، حيث فاز بالمركز الأول المصور "إسلام أسامة" بصورة رصدت مقتل شيماء الصباغ في ميدان طلعت حرب.
وفق بيان لجنة التحكيم، فإن اختيار الصور الفائزة تطلب المرور بـ 6 مراحل، الأولى هي استبعاد الصور غير اللائقة فنيا أو تقنيا أو غير المناسبة لمعاييرالمسابقة ومجال التصوير الصحفي، والثانية التأهل بصوت واحد من أعضاء اللجنة كحد أدنى، والثالثة هي التأهل بثلاثة أصوات من أعضاء اللجنة كحد أدنى، ثم المرحلة الرابعة وهي المقارنة المباشرة بين الصور المنتمية لموضوعات متشابهة واختيار الأفضل منها صحفيا وفنيا.
المرحلتين الأخيرتين في آليات اختيار الصور كانتا تقييم الصور بدرجات من كل محكم لكل صورة، وإعادة ترتيبها حسب المجموع الإجمالي من الأعلى إلى الأقل، ثم بالتقييم السري لكل صورة بناء على المعايير المتفق عليها بين لجنة التحكيم والمتعارف عليها في مسابقات التصوير الصحفي وهي تأثير الصورة والمعايير الفنية والتقنية، بحد أقصى ثلاث درجات وأدنى درجة واحدة، ثم ترتيب الصور في شكل نهائي حسب النقاط.
6 مصورين حصدوا جوائز المسابقة، "إسلام" في المركز الأول، وفي المركز الثاني "جهاد حمدي" لصورة ترصد احتفالات جماهير الزمالك، وفي المركز الثالث بلال دردير بصورة عن مقتل طفل أثناء تظاهره بعين شم، والمركز الرابع مكرر المصور سامح أبو الحسن عن صورة لبكاء إسراء الطويل، والسيد الباز عن صور لانهيار زوجة المقدم الوتيدي أثناء جنازته، وأخيرًا بلال وجدي في المركز الخامس بصورة مقتل متظاهر بناهيا في أول أيام عيد الأضحى.
وفي بيان صحفي، أفادت لجنة التحكيم بموعد حفل توزيع الجوائز في 16 يناير من العام المقابل بنقابة الصحفيين، متمنية أن تكون المسابقة التي تحمل اسم "شوكان" والمهداة له ساهمت في تسليط الضوء على قضيته وقضية زملائه الذين يغامرون بسلامتهم الشخصية كل يوم لتوثيق الأحداث المهمة كتلك التي سجلتها صور المسابقة.
فيديو قد يعجبك: