إعلان

الشرطة في بيت ''سمورة''.. حملة أمنية أم تعدي على آمنين؟ - (فيديو)

06:46 م الإثنين 09 نوفمبر 2015

كامل محمد محمد موسى

كتبت – يسرا سلامة:

تصوير - محمود بكار:

نساء يجلسن على قارعة الطريق وسط أطفال باكية، عائلة "أولاد موسى" من إحدى عائلات جزيرة الوراق بالجيزة لا يملؤها إلا الغضب، من حملة أمنية قامت بها قوات الشرطة يوم الخميس الماضي، ألقت فيه القبض على كان "كامل محمد محمد موسى"، الرجل الستيني من جزيرة وراق العرب، أودعته بداخل قسم شرطة الوراق، على الرغم أن كل ما يواجه الرجل بحسب رواية ابنه هو تأخر في دفع غرامة عُرفت باسم "غرامة مسطحات"، تُفرض على أصحاب الأشونة من الرمال والزلط اللذين يلقون بمخلفاتهم بالقرب من النيل، ورغم الفشل الكلوي اتُهم الوالد بـ "مقاومة السلطات"، رغم دفعه للغرامة في ليلة الأربعاء، قبل القبض عليه.

1

القبض على الرجل المُسن جاء وسط حمل أمنية من عدد من رجال الشرطة في قسم الوراق، التابع لمحافظة الجيزة، وبحسب رواية ابنه "جمال" لـ"مصراوي"، لم تكتف الشرطة بالقبض على والدها، ليجد "جمال" الشرطة على رأسه وهو نائم تطالبه بتسليم سلاح، لم يملك إلا الإنكار، لتدخل الشرطة ثلاثة شقق سكنية للعائلة وتحطيم كل ما بها، بالإضافة إلى التعدي على ابن عمه "عمرو عبد القادر"، ويتسبب التعدي في قطع شبكية عينه اليسرى.

2

"الظابط قالي أنا عايز سلاح، لما قلت له معنديش قالي هتشوف هنعمل إيه، قالنا هتشوفوا يا ولاد موسى هنعمل فيكم إيه، ربنا فوق وإحنا تحت".. كلمات يذكرها جمال المعروف في منطقة وراق العرب باسم "سمورة"، مضيفا أن أحد رجال الشرطة أخرجوا ملابس نوم زوجته على الملأ بحسب روايته، قائلا "الظابط فاكر إنه داخل شقة دعارة، ده بيت محترم، الشرطة تعدت على الحريم واخذوا منا فلوس ودهب وعقد عربية بقيمة 64 ألف جنيه".

3

يروي عمرو، والمصاب في عينه ما حدث في تلك الليلة بداخل عمارة منزلهم السكنية، حيث سمع وهو في بيته صرخ لزوجة جمال، وينزل مهرولا ويسأل الضابط "هو فيه إيه يا باشا"، ليعنفه ضابط الشرطة ويتعدى عليه بالضرب صفعا، ويرد عمرو عليه بضربه بكوب من النسكافيه "الكوباية ما جتش فيه، بس لاقيته نازل عليا بشومة، جريوا بيا على مستشفى الرمد وقالولي هتحتاج عملية".

4

يملك "جمال" معارضات من النيابة تفيد بدفع كل ما تأخر عنه من مخالفات، تلك المعارضات تقوى موقفه القانوني بألا يتم إلقاء القبض عليه لإنه دليل على دفع المخالفات، يقول إن الشرطة قامت بتلك الحملة بسبب النزاع على أرض بداخل الجزيرة، والتي حكمت فيها المحكمة بأن عائلة "موسى" هى الوريث لها، والذي تقدم برفع قضية فيها "عمرو أبو رواش علي" من أجل امتلاك الأرض، وخسر القضية لتظل عائلة موسى الوريث الشرعي للأرض والتي عليها منزل العائلة، يقول إن تلك الأرض هى ملك للدولة، والعائلة ترث الأرض فقط، ولديها من الأوراق الثبويتة ما يثبت ذلك.

5

زجاج منثور بالشقق، حالة من الفوضي تعم المكان، تحولت الشقق إلى ركام بفعل الحملة التي شنتها قوات الشرطة، الزوجات يجلسن خارج تلك الشقق في أرض الجزيرة، رافضين الدخول لها بعد الحملة، يستعد عمرو إلى عملية جراحيه في عينه في مستشفى رمد وراق الساحل، غير معلوم إن كان يستطع الإبصار بها مرة أخرى أم لا، يقول "جمال" "إحنا مش مسجلين خطر ولا علينا حاجة للشرطة".

6

إثر تلك الحملة، تقدم عمرو وجمال بشكوى تلغرافية لكل من النائب العام ووزيرى العدل والداخلية، تفيد بالتعرض بالأذى من الشرطة دون سبب، بجانب إلقاء القبض على والدهم المريض أيضا دون مبرر، الشكوى التي وصلت في حوالي الخامسة والنصف مساءً يوم الحملة، تبعها إعلان القسم في 11 مساءً أن الوالد متهم بمقاومة السلطات، وأن الحملة كانت ضمن القبض على "مجرمين"، أما التهمة الأولى فحكمت فيها النيابة، وفقا لقرار بإخلاء سبيل والدهم "كامل محمد موسى" يوم السبت الماضي، والذي ظل محتجزا في القسم يومين بعد قرار إخلاء السبيل.

أما التهمة الثانية، الموجهة بشكل غير رسمي وهى حمل السلاح، يقول "محمد كامل"، الشقيق الأصغر لجمال إن تلك الاتهامات غير صحيحة، وإنه لا توجد أسلحة وسط العائلة، مضيفا "الناس كلها عارفة عيلة موسى في المنطقة، احنا وسط الحملة وضرب النار كنا بنحمي الناس من ضرب النار، والناس عارفة إننا ولا بتوع سلاح ولا غيره".

قسم الشرطة يرد "العائلة اعترضت قوات الأمن"

ومن جهته، قال مصدر مسؤول بقسم شرطة الوراق، رفض ذكر اسمه، إن ما تم يوم الخميس الماضي كان في خلال حملة أمنية تقوم بها القوات، بعد وصول معلومات بأن العائلة احتجزت أحد الأشخاص وتورع سكان القرية، مضيفا أن العائلة اعترضت قوات الشرطة ومنعت تنفيذ إذن النيابة بالتفتيش والضبط والإحضار، مضيفا "أحد رجال الشرطة اتقطع قميصه"، بحسب قوله.

وتابع المصدر في اتصال هاتفي مع مصراوي، أنه تم الإفراج عن والدهم المسن اليوم، وهو ما تأكد منه مصرواي في اتصال مع العائلة لاحقا، ونفى المصدر أن تكون الشرطة سببا في تصفية عين "عمرو عبد القادر"، مضيفا "إحنا عايزين نرجع الداخلية لقوتها، وإذا كان تم الاعتداء على أحد فليتقدم بشكوى لنيابة العامة، الناس دي سجلهم حافل بالإجرام"، بحسب قوله.

وأضاف أن الشرطة لم تجد أسلحة في الحملة الأمنية "لإن العائلة اعترضت قوات الشرطة"، وعن النزاع على الأرض قال إن تلك الأرض مملوكة لأحد أقاربهم، وهو نزاع داخلي بينهم ليس للشرطة أي علاقة به.

وتابع المصدر أنه بالنسبة للشكوى المقدمة من جانب العائلة، فإنها كانت بعد اتهامهم بحيازة أسلحة، مضيفا أن النيابة العامة لم ترد إليها أية شكاوى مثبتة منهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان