إعلان

مشاهد الوداع في الحوادث الإرهابية: "سلامًا للإنسانية"

11:53 م السبت 14 نوفمبر 2015

الحوادث الإرهابية

كتبت-رنا الجميعي ودعاء الفولي:

لا تستثني الحوادث أحدا؛ نيران الإرهاب طالت الجميع في عامي 2014 و2015 من أستراليا، مرورا بفرنسا، الولايات المتحدة، تونس، مصر، وباكستان. أشخاص رحلوا في لحظات، تاركين خلفهم مشاهد يودعهم بها الآخرون؛ باقات زهور بنفس المكان الذي قُتلوا فيه، دموع لا تنضب، شموع تُضيء عتمة القلوب التعيسة، لافتات تتحدى المسلحين، ابتسامات تتمنى غد أفضل، وأرواح تتحامل على نفسها لئلا تسقط فريسة الخوف.

في هجمات باريس التي حدثت أمس، 14 نوفمبر، عدد من صور الوداع من مختلف أنحاء العالم، حصيلة ضحايا أمس تعدى عددهم 120 شخص، بجانب الإصابات العديدة، ست هجمات تمت منذ العاشرة مساء، وظلت مستمرة بعد منتصف الليل، بدأت عالم التواصل الاجتماعي في التضامن سريعًا، بهاشتاج "الباب المفتوح" لاستضافة كل من لا يقدر للوصول إلى بيته، بعد قرار الحظر، وهاشتاج "صلي لأجل باريس"، أما اليوم فبدأ التضامن على الأرض، الورود والشموع تكريمًا لكل من فقد أرواحهم، الكلام الخطيّ للتعزية.

1

خطّ الرئيس الألماني "يواخيم جاوك" رسالة في كتاب التعازي، في السفارة الفرنسية ببرلين

2

في طقس ممطر، سيدة تضع باقة من الورود أمام السفارة الفرنسية بروسيا.

ضحايا "العودة" للوطن:

بداخل سيناء المصرية سقطت طائرة ركاب روسية، بأكتوبر الماضي، حادث أليم آخر مات فيه 224، تناثر الحطام على مسافة بعيدة، وهم المسئولون الروس والبريطانيون بالذهاب لمكان الحادث، الوجوه يكسوها الجد، غير أن ذلك لم يمنع وردة وُضعت قريبا من الحطام، تعبيرا عن المواساة.

3

كانت صورته مسجيا على وجهه جريمة تُضاف لجرائم داعش، الطفل السوري آيلان كردي يرتدي "تي شيرت" أحمر ويبدو مستسلما لقدره الذي ألقى به على سواحل تركيا دون أن يدخلها، لم تمر صورة الطفل –المأخوذة أول سبتمبر المنصرم-بسهولة، جمعت قدر كبير من التفاعل، لكنها دفعت 30 فنانا مغربيا كي يُجسدوا معاناة الطفل الصغير؛ إذ ناموا على بطونهم كأنهم ميتين قبالة شاطئ البحر، علّهم يلفتون أنظار العالم لقضية سوريا وأهلها.

4

40 شخصا راحوا ضحية الاعتداء الإرهابي على فندق "امبريال مرحبا" بمدينة سوسة، في مارس الماضي، وأمام الفندق وضع المتضامنون شموع على الرمال، فيما كانوا ممسكين بشموع وعلم تونس.

5

وقت المساء، ربما كانوا عائدين للتوّ من الجامعة، يتناولون طعام الغداء أو يشاهدون التلفاز، شخص ما يقرع الجرس، يذهب أحدهم، فيتلقى رصاصة في الرأس، يسقط صريعا، ويلحق به الاثنان الآخران، في 10 فبراير 2015، راح شادي بركات، رزان أبو صالحة، يُسر أبو صالحة، ضحية جريمة "كراهية"، إذ أطلق عليهم أحد جيرانهم الرصاص، وكان معروفا من قبل بعداءه مع الإسلام.

رغم أن الحادث ليس جديدا من حيث الفكرة، غير أنه لاقى تعاطف سكان "نورث كارولينا" الأمريكية، إذ تجمعوا عقب الحادث بنفس المكان، أشعلوا الشموع، ووضعوا شاشة عملاقة عرضوا بها صور للأختين والزوج، ولم ينسوا باقات الورد.

شارلي إبدو: ضحايا الرعب

استيقظ العالم في السابع من يناير الماضي، في الحادية عشر صباحًا، على حادث على موقع الجريدة الساخرة "شارلي ايبدو"، أسفر الاعتداء الإرهابي على 12 قتيل، اهتز العالم للحادث الإرهابي، انتشرت بكل الأرجاء صور لهاشتاج "أنا شارلي" بكل اللغات، كما وقعت أكبر مسيرة تضامنية بالعالم.

6

نحو 3 ملايين شخص اشتركوا بالمسيرة التضامنية، بدءًا من رؤساء العالم، في مشهد ضخم.

7

"لست خائفًا".. هي الكلمة التي انتشرت بالمسيرة التضامنية، في إشارة لقهر الإرهاب.

8

بتمثال ماريان، وهو رمز باريس، وقف عدد من المتضامنين، أحدهم يرفع القلم عاليًا.

مجزرة بيشاور:

في ديسمبر 2014، نفذت حركة طالبان هجوم وحشي على مدرسة يديرها الجيش، بمدينة بيشاور، راح ضحية الهجوم 130 تلميذ.

9

مئات من الهنود تضامنوا مع ضحايا الحادث، رغم المشاحنات بين الهند وباكستان، إلا أنها أزيحت جانبًا، حيث تضامن عدد من الأطفال الهنود، رافعي لافتات منها؛ "لا تهاجم الأطفال، إنهم مستقبلنا"، و"الأطفال هم نذير السلام".

سيدني "رهينة":

كانت مدينة سيدني بأستراليا تستعد لاحتفالات نهاية عام 2014، حين كدّر صفوها مُسلح، باقتحامه أحد المقاهي في 15 ديسمبر، وإجبار رهائنه على رفع علم "القاعدة"، ساد الرعب، ولم ينتهِ الموقف إلا بتدخل الشرطة وقتلها المُسلح، فيما سقط شخصين من الرهائن خلال تبادل النيران، واُصيب أربعة.

10

فيما بعد عُرفت هوية مرتكب الجريمة، هو مسلم متشدد من أصل إيراني، وقتها ضجت الساحات باحاديث مساندة المسلمين والترحيب بهم داخل أستراليا، والتشديد على أن الإرهاب لا يمت للدين بصلة، ذلك في الوقت الذي تكاتف فيه مسلمو أستراليا مع القتلى؛ ذهبوا لمكان الحادث، وضعوا الورود، قرأوا فاتحة الكتاب، وتمنوا الرحمة للمفقودين.

بجسارة قررت منال قاسم أن تلغي احتفالات زفافها عقب حادث سيدني، فقط قررت أن تعرج بفستانها الأبيض على موقع الحادث لتضع باقة ورود، مع زوجها محمود الحمصي، كما جاء بجريدة الديلي ميل البريطانية.

11

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان