لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''إسلام''.. ''انفجار في الشبكية'' والسبب: ''جدع يا باشا''

02:52 م السبت 24 يناير 2015

كتبت- نيرة الشريف:

خرج إسلام صبري -26 عاما- ليعمل علي السيارة الأجرة التي يعمل عليها، فقط لأنه عرف أن اليوم ستشتد المظاهرات التي بدأت منذ أيام ثلاث، اليوم هو الثامن والعشرون من يناير 2011، والذي عُرف فيما بعد بيوم ''جمعة الغضب''، خرج إسلام ولم يكن ينتوي المشاركة في المظاهرات لهذا اليوم، فهو شارك في أول يوم اندلعت فيه المظاهرات، أما يوم جمعة الغضب فخرج ليوم عمل عاديا لأن أسرته لن تستطيع الاستغناء عن دخل يوما أخر يقضيه في المظاهرات.

ها هنا الإسكندرية حيث الاهتمام الإعلامي منصب علي ميدان التحرير بالقاهرة، ''أنا شاركت في مظاهرات يوم 25 يناير، بس يوم الجمعة كنت نازل اشتغل عشان البيت محتاج دخلي، أنا بشتغل سواق علي تاكسي بأجرتي، لكن اللي فوجئت بيه لما نزلت إن إسكندرية كلها بقيت كتلة نار، خلال اليوم وأنا شغال علي العربية وقفوني ناس وقالوا إن معاهم مصابين، ومحتاجين ينقلوهم فورا للمستشفي ومش لاقيين وسيلة ينقلوهم بيها، مكانش ينفع اتأخر عن ناس هتموت عشان نزلت تجيب حقها وحق بلدها وحق ولادها''.

كان يري إسلام أن من قام بالنزول في هذا اليوم وعرض نفسه للخطر قد فعل هذا بالنيابة عنه وعن غيره ممن لم يستطيعوا التخلي عن رزق أسرهم لهذا اليوم ''نزلت من العربية عشان أنقل معاهم المصابين وادخلهم التاكسي''.

رأى إسلام أن هذا هو ما يستطيع فعله، تخلي عن الرزق وقرر أن تكون مهمته لهذا اليوم هو نقل المصابين من أماكن إصابتهم إلي المستشفيات، المصابون في كل مكان، لم يستطع أن يراهم أمامه يتألمون لأنم بحثوا عن حقهم وحقه دون أن يمد لهم يد المساعدة، لم يستطع أن يستمر في خطته التي رسمها لليوم، فلن يكون هذا اليوم هو يوم جري وراء ''لقمة العيش''..''في واحدة من مرات نقل المصابين أخدت 3 رصاصات مطاطي، واحدة في جبهتي والتانية في عيني اليمين والثالثة في ايدي، والرصاصة اللي أخدتها في عيني عملت لي انفجار في العين وتمزق في الشبكية''.

يقول صبري محمد -57 عاما- والد إسلام ''أحنا ناس علي باب الله، أنا بشتغل نقاش بيوميتي، وابني بيشتغل سواق بيوميته، ومحدش منّا له دخل ثابت، حسب ما بنشتغل بناخد فلوس، إسلام يوم ما كان بيشتغل ال24 ساعة مكانتش يوميته بتعدي ال40 جنيه، والبيت معتمد تماما علي الدخل اللي بنجيبه احنا الأتنين، لأن محدش بيشتغل غيرنا.'' لدي إسلام ثلاث من الإخوة، قرر هو ووالده أنهم سوف يتعلمون ويحصلون علي شهادات عليا مهما كلفهم هذا الأمر من تعب ومشقة ''عشان يبقي حظهم أحسن من حظنا'' ،هكذا يعبر الوالد، ويضيف قائلا ''البنت اخدت الثانوية العامة واتخطبت، والولدين في التعليم، وواحد منهم وصل في التعليم للجامعة الحمد لله''.

ورغم اعتماد صبري التام علي إسلام إلا إنه لم يتمكن من منعه من المشاركة في المظاهرات يوم 25 يناير ''مكانش ينفع أمنعه، لأنه نزل يدافع عن حقه وحق أخواته في بلدهم، بس كل اللي قلته له إن يخليه وسط الناس، ومايقفش في الصفوف الأمامية، مكنتش اعرف إن الرصاص هياخد في وشه كل اللي هيلاقيه قدامه، ومش هيفرق بين متظاهر وغير متظاهر.''

تضيف كريمة محمد -53 سنة- والدة إسلام ''الولد يوم ما اتصاب جه البيت مكانش عاوز يقول إنه اتصاب، لقيناه رابط عينيه بشاش ومش عاوز يقول ايه اللي حصل له، ولما رجع والده سأل عنه وقال إنه عرف من أصحابه إنه اتصاب في المظاهرات، شيلنا الشاش من علي عينه لقيناها بتجيب دم كتير، جرينا بيه في المستشفيات، أبوه بيقول إن الأرض كانت مليانة حالات مصابة وأغلبها برضه إصابات عيون، وأـنا مش فاهمه استفادوا ايه لما ضيعوا عين العيال، كده فضوا المظاهرات يعني؟''.

تكلفت عائلة إسلام الكثير لكي تعود عين ابنهم كما كانت، إلا أن هذا لم يحدث، فلم تعد عينه كما كانت حتى بعد سنوات العلاج والكلفة.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان