مبارك ..من الصمت إلى الدفاع عن نفسه
كتبت-رنا الجميعي:
محطات عديدة مرّ بها المخلوع، منذ أن هتفت الجموع ضده في الميدان ''يسقط يسقط حسني مبارك''، وتمكنت من اسقاطه، رغم تهديداته ''أنا أو الفوضى''، واستجدائه الشباب بلهجته الجوفاء للاستمرار لتسعة أشهر ومن ثم الانتخابات، إلا أنه قد سبقته المعارك والجمال كلمته تلك، فارتفعت في وجه شاشات الميدان الأحذية، ويُصبح ذلك الخطاب هو آخر صوت يصدر عن رئيس امتد به الحكم لثلاثين عامًا.
''أسلمت الأمانة إلى مجلس القوات المسلحة'' ... بعض الكلمات تفوه بها المتهم ''حسني مبارك'' بنبرته القديمة المعتادة داخل قفصه، في إذاعة حصرية لقناة صدى البلد، لمرافعة المتهم عن نفسه في قضية قتل المتظاهرين، يوم الثالث عشر من أغسطس الماضي، تلك الأمانة التي أسلمها إلى المجلس أمكنته حينًا من الإقامة الجبرية في شرم الشيخ، حتى جاء حكم القضاء بعد تحقيقات بدأها النائب العام ''عبدالمجيد محمود''، حبسه في قضية قتل المتظاهرين، وسميت بمحاكمة ''القرن''، وينصب فيها ''أحمد رفعت'' قاضيًا.
وفي الثالث من أغسطس 2011 جاء ''مبارك''، أسود الشعر، محملًا على سرير، ومرتديًا الأبيض، ليجيب القاضي حينما استدعاه قائلًا ''المتهم محمد حسني مبارك'' ليرد بصوت مهزوز رافعًا يده ''أفندم أنا موجود''، ويُخفيه عن الأعين قليلًا أجساد علاء وجمال الممسك بالمصحف واقفين أمام سريره.
كلمات قليلة كانت تصدر عن المتهم، حينما يستدعيه القاضي فقط، لم يكن هناك مجالًا للحديث، كان الرأي العام في ذلك الوقت مهتمًا بالحديث عن هيئته، يأتي محملًا على سرير طبي، ومرتديًا الأبيض، وأضيف لشكله، نظارة سوداء يُخفي بها عيناه داخل القاعة المغلقة.
تراوحت جلسات المحكمة ما بين البث الإعلامي ووقفه، فتوقف البث يوم الخامس عشر من أغسطس، ثم أعيد مرة أخرى في الحكم النهائي لقضية قتل المتظاهرين، يوم الثاني من يونيو 2012، كان يرتدي النظارة السوداء أيضًا، وحوكم عليه وقتها بالسجن المؤبد.
أشهر قليلة كان السجن فيها هو وجهة ''مبارك'' تحوًل فيها ردائه من الأبيض إلى الأزرق، حينًا حتى أتاه اتهامه في قضية فساد القصور الرئاسية، وقتها أعيد مرة أخرى خلف قضبان المحكمة، واخلاء سبيله في قضية قتل المتظاهرين، في إبريل 2013 جاء الاستئناف، لتعاد محاكمة قتل المتظاهرين مرة أخرى، وأمام محكمة الاستئناف.
مع انتهاء عهد المجلس العسكري وقدوم ''محمد مرسي'' إلى الحكم، واتاه شبح الابتسامة على وجهه، في 13 إبريل 2013 كان بصحة جيدة، هكذا ارتآه الكثيرون، شعر مصبوغ بالأسود، ورداء أبيض، وعبوس اختفى عن وجهه، وحل مكانها الابتسامة والتحية لأنصاره، تلك التحية التي تكررت أكثر من مرة.
''حيا الله مصر، ورعاها، وأعلى رايتها، وحما شعبها الأبي الأصيل'' ... 25 دقيقة اتخذها المتهم ''حسني مبارك'' للدفاع عن نفسه، صوتٌ مرّ عليه كثير من الأحداث، وسُمع في مناسبات عدة، حتى صمت نهائيًا حين المحاكمة، حتى سُنحت له الفرصة للتحدث في عهد ''عبدالفتاح السيسي''، بخاتمة تُشبه حديث أيام ولت قالها ''مبارك'' محدثًا الجمع عن إنجازاته، غير أن صوته، وهو بعمر الثمانين، لم يقدر على تحمل خطاب طويل، فجاء النفس متقطعًا بين ثنياته
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: