10 سنوات فعل ما يحب واكتفي.. عن خالد صالح
كتبت- نيرة الشريف:
فعل ما يحب ويرضي.. فاكتفي ورحل، هادئا كان حضوره، مباغتا كان رحيله، لم يكن صاخبا في التواجد ولا في الغياب، بكلمات يمكنك أن تلخص كل شيء إلا الحزن الذي سيطر على الجميع بخبر رحيله عن هذا العالم، من رآه وعرفه ومن لم يراه ويعرفه، سيطر الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي وعلي الصفحات الشخصية لزملائه وأصدقائه وجمهوره..
"اليوم رحل خالد صالح" كانت الجملة السابقة المسيطرة علي اليوم تلقاها البعض علي رسائله الخاصة، قالها البعض الآخر كلما التقي بأحدهم، كثيرين يريدون التأكد من أن الخبر قد حظي بالانتشار الكافي، هو قد رحل، بعد أن طمئن جمهوره برسالة صوتية تداولوها علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقاله، قال فيها رغم الوهن الذي بدي واضحا من صوته (أنا زي الفل، فيه شوية تعب الحمد لله ربنا يقدرنا عليهم) رحل بعدها كأنه قصد ألا يثير القلق لفترة طويلة، فطمئن الجميع ورحل!
بدأ مشواره في التمثيل في وقت مبكر من حياته، لكنه لم ينل الشهرة إلا متأخرا جدا، تحديدا بعدما تجاوز عامه السادس والثلاثين في الرحلة التي اكتملت عندما أتمّ عامه الخمسين، سنوات طويلة يحاول جاهدا أن يطل علي جمهور أكبر عددا من خلال عمل تليفزيوني أو سينمائي رغم وقوفه قبلها أمام الجمهور مئات المرات من خلال مسرح الجامعة ومسارح الهواة كالهناجر في دار الأوبرا المصرية، إلي جانب عمله بالمحاماة حيث تخرج من كلية الحقوق عام 1987، حينما قام بتقديم أول أدواره السينمائية خلال فيلم "جمال عبد الناصر" حيث قدم شخصية رجل المخابرات صلاح نصر عام 1999، وحينما قدم أول دور له في مسلسل تليفزيوني، حيث قدم دور مأمون الشناوي في مسلسل "أم كلثوم" في العام نفسه، لم يكن قد أخذ قراره بعد بالتفرغ النهائي للتمثيل، أخذ القرار بعد العملين بعام كامل، حيث قرر التفرغ التام عام 2000 ، لتأتيه الشهرة بعد هذا التاريخ بنحو أربعة أعوام، بعدما قدم شخصية الضابط في فيلم "تيتو"، عشرة سنوات فعل ما يحب واكتفي، وباغت القدر الجميع برحيله.
تضج الصفحات الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بالتعليق علي الأخبار السياسية، والخلافات والنقاشات الحادة، والسخرية اللاذعة أحيانا، تعرف قيمة من رحل حينما يتحول كل هذا الصخب علي اختلافه نوعيته سواء كان جدا أو هزلا، يصمت الخلاف، وتهدأ التعقيبات المتتالية علي خطابات الرؤساء خلال دورة الأمم المتحدة، ويتحول كل شيء لحزن تحتلف درجته من صفحة للأخري، وتتحول الآراء الحادة إلي جمل حداد، طويلة حينا قصيرة مقتضبة أحيانا أخري، هكذا تحول الأمر بعد انتشار خبر وفاة صالح.
(خالد صالح فكرة لن تموت) اسم مجموعة تأسست اليوم علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تجاوز عدد أعضائها وقت زيارتنا لها السبعة وأربعين ألف مشتركا.
أن تموت وأنت تفعل ما تحب، هكذا كانت الإشارة الأولي، حينما تعرض صالح لآلام حادة في منطقة الصدر، أثناء تصوير مسلسله الأخير "حلاوة روح"، دخل إثرها مركز لأمراض القلب حيث أخبره الأطباء بضرورة خضوعه لعملية القلب المفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب، رحل صالح بعد إجراء عملية تغيير صمام بالقلب أجريت له في مركز القلب بأسوان علي يد جراح القلب العالمي مجدي يعقوب، يمكننا أن نضع نقطة لأن العمر قد انتهي هنا.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: