إعلان

''خليل''.. ساحر الأطفال بالفيزياء

12:01 ص الأربعاء 10 سبتمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

ماذا تعرف عن الفيزياء؟ مادة ثقيلة في الثانوية العامة؟ أو مادة متعلقة بالمعامل ودارسي العلوم؟ الفيزياء ليست كذلك، هى كل شيء من حولك.. حركتك، سريرك، طعامك الذي تأكله، وحتى أسفل حذائك ودموعك التي تسقط من عينيك، عليك فقط أن تبحث عنها في الطبيعة من حولك، كلها حكايات تتعلق بالفيزياء.

هكذا رأى ''محمد خليل'' دنيا الفيزياء، بدأ الشغف يتسلل إلى قلبه منذ الطفولة، ليبدأ الأمر بسؤال عن جدوى الأشياء ''لماذا تسقط هذه ولماذا يأتي الليل وكيف''، أسئلة عديدة في ذهن طفل صغير لم تتوقف، دارت وكبرت معه حتى الأربعين من عمره، فصار ينقل متعة الفيزياء إلى أجيال أصغر، بنفس شغف الكبار.

الطريقة لنقل حب الفيزياء بدأت منذ أن كان ''خليل'' طالبًا بكلية العلوم قسم الفيزياء في 1990، ليبدأ عقبها في سرد ''حدوتة'' لزملائه، من خارجها قصة ومن داخلها فزورة فيزيائية تتعلق بالسقوط في حفرة وحساب الارتفاع، ليجد تجاوب من زملائه للحل، ليتيقن وقتها إن الفيزياء بالحكايات أبسط وأسرع للفهم، ليبدأ في كتابة قصص مسلية عن تبسيط العلوم، تجمع بين الحكاية والمعلومة.

انطلق خيال ''خليل'' في كتابة القصص، يهديها إلى ''أصدقاء ظرفاء لم أصحبهم وإلى أساتذة لم يشرحوا لي وإلى أيام جميلة كانت لي في كلية العلوم لم أعشها''، بعد أن ساقته الظروف إلى الدراسة والعمل في مجال الحاسب الآلي، ليكتب حوالي 15 قصة قصيرة مثل '' ثانية أو ثانيتين أو ثلاث ثوانى'' و '' كوباية الشاي صغيرة ولا كوباية الشايى كبيرة'' وغيرها من القصص القصيرة، خلف كل واحدة منها قانون للفيزياء.

استمرت القصص تُكتب، ليطرق ''خليل'' دروب نشرها دون جدوى، حين تطورت الحكاية عندما قابل أحد الأطفال من جيرانه، ليحكي ''خليل'' للطفل ''محمد ياسين'' تجربة حية من دنيا الفيزياء في الواقع، ليطلب الطفل تجربة أخرى، ليفعلها ''خليل'' مستمتعًا وممتِعًا للطفل، وتتردد حكاية محب الفيزياء في منطقته الصغيرة، لتبدأ جلسات في حب الفيزياء له مع أطفال منطقته بمدينة المحلة بمحافظة الغربية.

بدأت من أحد المساجد، اجتمع محب الفيزياء مع الأطفال، من أبناء المنطقة من الإبتدائية والإعدادية، ينظرون له وتملؤهم الدهشة من تجارب السحر الفيزيائي، قوانين يدرسها طلاب الثانوية العامة فطنها الأطفال في لحظات بسيطة، لتجر التجربة تجارب أخرى، ليصبح في جُعبة الرجل عدد من التجارب يحكيها للأطفال، ويحبها الكبار بعدما انتقل لشرحها أيضًا في معسكرات للكشافة اتسعت لأهالي الأطفال.

مواد منزلية بسيطة يلجأ لها ''خليل'' في تجاربه الصغيرة، بالونات وأكواب وخشب وشمع وعيان خشبية، بجانب الخل واسمه العلمي ''حمض الهيدورليك'' وأكياس البيكنج باودر ''بيكربونات الصوديوم''، يذكر محب الفيزياء إن تكاليف الجلسة الواحدة للتجارب تصل إلى عشرين جنيهًا، ليذكر أن هناك تجارب أخرى يُمكن تنفيذها، لكنها تحتاج إلى معامل وتمويل مادى.

''أفضل ما في التجارب إنها بتدي للأطفال أسئلة أكثر من الإجابات''.. فتح مجالات للأسئلة والإكتشاف لدى الأطفال هو ما يبغيه ''خليل''، يروي إنه ليس بالضرورة إن يعطى الأطفال كل الإجابات في الجلسة الفيزيائية، ليدفع الأطفال للبحث عن الحلول لما يدور بذهنهم، تاركًا لهم مواد علمية على أقراص مدمجة اليكترونية مناسبة لسنهم، مثل فيديوهات مبسطة للأطفال، ومواد من كتب مثل ''الفيزياء المسلية'' للكاتب الروسي ياكوف بيريلمان، والذي ينقل روح الفيزياء في صور مبسطة.

تحولت الجلسات إلى نادي صغير اسمه ''فيزياء الأطفال'' يشرح فيها ''خليل'' تجاربه حينما تحين الظروف والمكان، مرة في مسجد أو في رحلة كشافة أو في تجمع من الأطفال يطلبونه،  أو من خلال جلسة بسيطة في حديقة، ليشرح للأطفال أيضًا قصص أبطالها من دنيا العلوم مثل نيوتن وغيره.

يذكر ''خليل'' أحد التجارب التي يصنعها للأطفال، باستخدام بيكنج بودر في زجاجة صغيرة ثم ملء بالون ببعض قطرات للخل، ثم وضع البالون على فوهة الزجاجة، لتسقط قطرات الخل على البودر، وتبدأ البالون في الانتفاخ تدريجيًا.

من خلال شبكة الإنترنت يسبح ''خليل'' في ملكوته الخاص من دنيا الفيزياء، يعرف من خلاله الجديد عن طرق الشرح، مواقع أجنبية يذكرها مثل ''الفيزياء الممتعة'' أو فيديوهات من خلال موقع اليوتيوب، ليستمر أيضًا في كتابة القصص مثل سيناريو عن ''الاستاذ فكري'' أستاذ العلوم الذي يواجه مشكلات هو وعائلته يخرج منها بحلول عملية، يتمنى ''خليل'' أن تخرج للنور من خلال أحد شركات الإنتاج.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان