إعلان

البيان المصري ضد أمريكا.. اعتراض أم ''واحدة بواحدة''؟

10:01 م الأربعاء 20 أغسطس 2014

البيان المصري ضد أمريكا.. اعتراض أم ''واحدة بواحدة

كتبت- دعاء الفولي:

"تطالب الخارجية المصرية سلطة الولايات المتحدة بضبط النفس"، جملة ترددت في بيان أصدرته الخارجية المصرية تعليقًا على قمع احتجاجات ولاية "ميزوري" الأمريكية، التي جاءت إثر مقتل مراهق أسود بست رصاصات نارية من قبل شرطي، مما أدى لحدوث شغب واشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، لم يمر البيان على وسائل الإعلام الأمريكي التي اعتبرته "جرئ"، على حد قول صحيفة "هافنجتون بوست"، بينما علقت مجلة "فورين بوليسي" على البيان أنه "نكتة سخيفة أن تُعطي مصر نصيحة لأمريكا في كيفية تسيير الأمور"، كما ردت وزارة الخارجية الأمريكية على البيان المصري بأن واشنطن تحترم حرية التعبير أكثر من مصر، "واحدة بواحدة" هي الجملة التي علّق بها البعض على البيانين، بينما اعتقد آخرون أن البيان المصري يُعبر عن اتجاه جديد تحاول مصر انتهاجه مع الولايات المتحدة.

علّق طارق فهمي، أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية، على البيان أنه رسالة توجهها مصر إلى أمريكا أنها لن تصمت على ما قد يحدث من قمع، حيث وصف البيان بـ"القوي"، فلم يحدث وأن كان للرؤساء السابقين بالدولة المصرية أو لوزارة الخارجية اعتراضات حادة على سياسة أمريكا إلا في ذلك الموقف، موضحًا أن البيان ومردوده في الولايات المتحدة لن يؤثر بحال على علاقات البلدين الدبلوماسية، لأن الأخيرة تتعامل مع نصائح الدول باستخفاف وتعالي، كذلك فعلت عندما وجهت كلٌ من كوبا والصين النصائح لها بشأن حقوق الإنسان، معللة ذلك بأن تلك الدول هي مصادر أساسية للقمع والديكتاتورية، لذا لا يحق لها أن تعترض على سياسة أمريكا "بيتعاملوا بمنطق إن كل الدول عندهم قصور في حقوق الإنسان.. لكن إحنا لأ".

من جانبه اعتبر عبد الغفار شُكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان أن بيان الخارجية لا يُعتبر تدخل في الشئون الأمريكية "العالم أصبح قرية صغيرة... لا يوجد الآن ما يُسمى بالتدخل في شئون الآخرين في مجال الحقوق إلا في ظروف معينة"، مؤكدا أن المطالبات الدولية والأمريكية لمصر بالاهتمام بحقوق الإنسان لا تعتبر تدخل أيضًا، مضيفًا أن التطاول على خصوصيات الدول يكون بتأجير البعض للتخريب فيها أو التجسس أو تمويل جهات معينة لصالح دول أخرى، أما التعقيب وانتقاد وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان لا يُعد تدخل.

وأشار "فهمي" إلى أن البيان المصري لا يتبع منطق الـ"واحدة بواحدة" لأن المجتمعات صارت تتقبل الانتقادات، وكون مصر دولة تحدث بها مخالفات لا يمنعها من إبداء رأيها في العالم، وأوضح أن السياسات الأمريكية بصفة عامة تُجبر أي شخص على الوقوف ضدها، فمنذ حادث برجي التجارة العالميين 11 سبتمبر أنشأت أمريكا 17 جهاز أمنى واستخباراتي، بدعوى محاربة الإرهاب، فينتهي الأمر بقمع المواطن العادي، قائلًا إنه رغم مظاهر الديمقراطية التي يُصدرها الرئيس أوباما للعالم إلا أن ثمة مطاعم في ولايات أمريكا الجنوبية يُمنع فيها دخول الكلاب والزنوج حتى الآن.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان