إعلان

حبيب العادلي.. رجل ''الصيت ولا الغنى'' ''بروفايل)

07:02 م الأربعاء 13 أغسطس 2014

حبيب العادلي.. رجل ''الصيت ولا الغنى'' ''بروفايل)

كتبت- رنا الجميعي:

تحدث بلهجة الواثق من نفسه، لم يتردد، نظراته الثابتة تطلقان سهامها المباشرة إلى القاضي أمامه، الكذب لا يلوح بمعالم وجهه، غير أن النظارة الشمسية تُخفي عينيه، والتي لا يدري أحد أي لغة تتحدث، يطلق النكات بين الفينة والأخرى، لا يبدو كهيئة متهم أبدًا، الزي الأزرق الذي يرتديه هو ما يدق ذاكرة المشاهد لينبهه بأنه متهم قبع بالسجن ثلاثة أعوام بمحاكمته لقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير.

يقف حبيب العادلي منتشيًا على خشبة المسرح، ليؤدي دوره المطلوب، ماذا يضير إذا اختلف كلامه، هل سيتذكر أحد؟، هل سيقاضيه أحد؟، يقف في حضرة القاضي محمود الرشيدي مستسمحًا إياه بأخذ الفرصة للتحدث وقت أكبر، يبتسم القاضي، دوره المُحدد يُمكن أن يزيد حجمه، ما المشكلة طالما سيشغل الرأي العام لأيام، ويُصبح البطل.

المسرح يتسع أمامه، لا يوجد ممثلين مساعدين الآن، الإضاءة تخفت، تتسلط عليه فقط، ليبدأ الحديث عن المؤامرة الكبيرة، ذات الحديث الذي يلوكه الكثيرون، ثورة 25 يناير هي مؤامرة كما يقول، رُغم أن أقواله عام 2012 تقف أمامه، ففي 2012 اعترف بشباب الثورة ولم يُنكر الحدث ذاته، ''شحن المواطن''، ''حملات إعلانية''، نعم كانت تلك بعض الجمل التي لفظها ''العادلي'' عن القضايا الساخنة التي نشرت قبل الثورة بشهور قليلة، لم يذكر ماهي الحملات الإعلانية التي ساعدت على شحن المواطن لينزل أو يؤيد ثورة 25 يناير، ولكن يبدو أن من ضمن تلك ''الحملات الإعلانية'' قضية خالد سعيد في يونيو 2010، الشاب السكندري الذي انتشرت صورته المشوهة بعد مقتله على يد مخبرين شرطة شاهدهما الجمهور ويبدو أنهما لم يهتما لذلك الجمع، وكانت الثورة وقتها تلوح في الأفق.

يظن ''العادلي'' أن مشهد المرافعة كفيل بمسح أشياء من الذاكرة، إلا أنه غفل عن أناس لهم ثأر مع سياساته لم تحموها الأيام، هؤلاء سيتذكرون مهما طالت الأيام، بسكينة لينة الشفرات نغزها بأجسادهم لتدمي فوق جروحها الأصيلة، جروحًا أخرى، ''مفيش تعذيب'' قالها المتهم عن المعتقلات والسجون التي لم يتأوه بها أحد، ولم يُهتك عرض ''عماد الكبير'' في قسم شرطة بولاق، ولم ينتشر على إثر الواقعة فيديو الموبايل الشهير، ولم يسجن فيها الضابط ''إسلام نبيه'' لثلاث سنوات عام 2006.

دائمًا ما توحي هيئة المسرح بالجلالة التي يتخذها الممثل، لذا كما يقولون فالجلالة أخذت العادلي ليزيد من ألمعيته قائلًا ''مفيش إصابات في المظاهرات''، مدللًا بذلك على أن مظاهرات ما قبل الثورة لم يصاب فيها أحد وبالتبعية مظاهرات الثورة، غير أن اعتداء الشرطة على الكاتب ''بهاء طاهر'' قبل الثورة بأيام قليلة، في مظاهرة بوسط البلد تنديدًا بحادث كنيسة القديسين يرد ما قاله، هذا بجانب اختطاف الكاتب ''عبد الوهاب المسيري'' في مظاهرة بالسيدة زينب عام 2008 في ذكرى مرور 21 عام على الانتفاضة الشعبية في 17 و18 يناير 1977، واعتقال الكاتب ''عبدالحليم قنديل'' وتجريده من ملابسه وإلقائه بالصحراء عام 2006.

أما عن مظاهرات الثورة فحدث ولا حرج، يذكر تحقيق النيابة العامة في تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة بالقرار الجمهوري رقم 10 لسنة 2012، أكد على استخدام قوات قتالية في قتل وإصابة المتظاهرين، وورد ضمن شهادة اللواء أحمد محمد أحمد البغدادي، وكيل الإدارة العامة لإمداد الشرطة للأسلحة والذخائر، وأوضحت دفاتر تسليح قوات الأمن المركزي وقوات الأمن تسليح القوات المشاركة في منع التظاهرات وتفريقها بالقوة بطلقات الخرطوش والمطاطية والحية.

يطيل المشهد لخمس ساعات، ينفض الجمع، يتبقى فقط المنافقون وذوو المصالح، في انتظار انتهائه، للتصفيق، فيما يبقى آخرون يحفظوا للعادلي ورجاله سياسات أججت الثورة وأطاحت به من أعلى عرشه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان