لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور: في العيد.. أيتام مسؤولون عن إسعاد غيرهم

04:26 م الإثنين 28 يوليه 2014

كتبت - نيرة الشريف:

لا يهدأ هاني لينام قليلا، فهو لديه كثير من الأشياء التي يسعى لإنجازها، رغم سنوات عمره التي لا تتعدى العشر سنوات، فخياله مشغول بما عليه أن يقوم به في الغد، منذ الليل يقوم هاني مع أصدقائه وإخوته بفرش الحصائر التي سيأتي المصلين في المكان الذي يقطن به قبيل آذان الفجر ليصلوا عليها صلاة العيد، يختلف يوم هاني عن يوم أي طفل أخر في مثل سنه، هو طفل مسؤول، مكلف بإسعاد من حوله في هذا اليوم قبل البحث عن سعادته الخاصة.

يقوم بتوزيع التمر على المصلين الكبار، ويقوم بتوزيع لعب صغيرة على الأطفال الذين قدموا لصلاة العيد مع والديهم، لكي يُزيد من فرحتهم بيوم العيد وبهجة صلاته، يختلف هاني أيضا عن الأطفال الذين يوزع عليهم الألعاب الصغيرة يوم العيد، فهو يسكن في مبنى مجاور للمسجد الذي يقوم فيه بهذه الفعاليات، هو يسكن في دار أيتام تحت إدارة الجمعية القائمة على المسجد.

هاني هو طالب بالصف السادس الابتدائي، بمعهد الحصري الأزهري للغات، واحد من 42 ولدا وبنتا يقيمون بدار الحصري لرعاية الأيتام، يتراوح أعمارهم ما بين الثانية عشر والخامسة عشر عاما، بينهم نحو سبع بنات، يوم عيدهم لا يقضونه في بيتهم ولا بين أسرهم، لا يبكون فيه على شخص يرعاهم أو يمد لهم يد العون، ولا ينظرون فيه بحسرة على الأطفال من حولهم ويقارنون بين وضعهم وأوضاع من حولهم، هم مسئولون عن إسعاد من حولهم، فسعادتهم في مشاركة الصلاة، وفي رؤية البسمة على وجوه أقرانهم، ثم بدء استمتاعهم الخاص في حديقة دارهم هم بخروجهم لزيارة المولات التجارية.

كان هاني هو الأول على المعهد الأزهري للغات الذي يدرس به حيث حصل على مجموع 405 من إجمالي مجموع 410 ويتمنى أن يصبح مهندسا للديكور، لدى هاني اخوته المقيمين معه في الدار وزملائه في المدرسة، بعد أن يؤدي ما عليه يخرج مع أيهم شاء.

''شفتوا لبس العيد بتاعي؟'' هكذا قال هيثم فاروق - 12 سنة، وهو يجري إلى دولابه الخاص ليفتحه ويقوم بإخراج الشماعة التي قام بتعليق ملابس العيد عليها في حرص مبهج على كنزه الصغير، يوم هيثم في العيد حافل أيضا فبعد الصلاة وأداء دوره عليه أن يجتمع مع اخوته ليلعب معهم ''بلاي استيشن'' أو يأخذهم في سباق بحمام السباحة بالدار، أو يقومون باختيار أي لعبة يمارسونها في المركز الرياضي، وعليهم أن يحاول كل منهم إسعاد اخوته قدر استطاعته، ولا ضرر من بعض المقالب الصغيرة التي يمارسونها تجاه بعضهم بالألعاب النارية.

''أنا ببقى مبسوط أوي أوي.. ومش بيجيلي نوم طول الليل لغاية صلاة العيد، بفضل أشغل نفسي وأقرأ قرآن أو ألعب بلاي استيشن لغاية وقت الصلاة''، هكذا قال نور الدين أشرف،12 سنة، بكلمات طفولية، يصف نور أيضا سعادته حينما تأتي لهم زيارات من ضيوف يودون أن يقضوا جزء من وقت عيدهم معهم ''أنا بنزل أقعد في الزيارات مع الناس وببقي مبسوط، وبعدين بنخرج مع اخواتي والمشرف بعد العصر وبنرجع قبل صلاة العشاء أو بعده بشوية''.

أما خالد إسماعيل - 15 عاما، يبدو أهدأ من إخوته الأصغر سنا قليلا، أنضج قليلا، فهو الآن في الصف الثالث الإعدادي ومقتنع تماما أنه أصبح كبيرا بما يكفي ليكون أعقل وأكثر مسؤولية ''أهم حاجة يوم العيد واجبنا تجاه الناس وقت صلاة العيد، وبعدها بنخرج، أصحابي في المدرسة بيبقوا مع أهاليهم أو مسافرين لبلادهم لو أهلهم مش في القاهرة، وأنا بخرج مع أخواتي هنا''.

يقول أحمد الصاوي - أخصائي اجتماعي، ونائب مدير دار الحصري لرعاية الأيتام- ''قضيت مع الأولاد هنا نحو 12 عاما، أخذت الدار مجموعة الأطفال التي لديهم منذ أن كان عمرهم عاما واحدا، وتكون مسؤولة عنهم حتى إنهاء تعليمهم الجامعي، ويصبحون قادرين علي تأسيس بيوت وإقامة أسرهم الخاصة، لدينا نحو 42 طفلا، قمنا بتقسيمهم إلى أسر وفي كل أسرة 4 أولاد ومشرف، أو 4 بنات ومشرفة، يدرس الكثير منهم بمعهد أزهري لغات، والبعض الأخر في مدارس حكومية عادية، على حسب مقدرة الأولاد الذهنية وقدرتهم على التحصيل الدراسي حتى لا نضغط عليهم، الأولاد هنا ليس لديهم بعد ربنا سوى القائمين على الدار، ونحن لا نقبل عليهم أطفالا جدد، لأن ليس لدينا إمكانيات مادية تسمح، كما أننا لا نتخلى عنهم إلا بعد إنهاء تعليمهم الجامعي والاستقلال بأسرهم الخاصة''.

يقول الصاوي عن يوم العيد: ''الأولاد لدينا مسؤولين، مسؤولين عن إسعاد من أتوا ليصلوا في المسجد، ومسؤولين عن إسعاد أخواتهم في يوم العيد، والإدارة بتقبل الزيارات من الضيوف على شرط ألا يتطوعوا بإعطاء الولاد أموال، فنحن نربيهم على أنهم هم من يعطون، فهم من يعطوا الألعاب للأطفال الذين يأتون من بيوتهم للصلاة، ولا نقبل المال إلا من شخص اعتاد على زيارتنا ورؤيتنا لمدة سنوات''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان