حوادث الهجوم المسلح..الدولة لا تزال غائبة
كتبت-إشراق أحمد:
خلافٌ لما يعرف بأنه ''لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين''، كان الوضع بنقطة حرس الحدود القريبة من واحة الفرافرة والتي شهدت ارتقاء 22 من أفرادها، بعد شهر من تعرض الكمين ذاته لهجوم مسلح، ففي يونيو الماضي لقى 6 مجندين مصرعهم، لتمر الواقعة الأولى دون شيء وتعاد الكرة بمقتل عدد أكبر، وهكذا الحال طيلة 3 سنوات، لم يتوقف بهم استهداف الكمائن والأماكن الأمنية بشكل عام في حين لا تخرج التصريحات الرسمية عن التنديد، وإعلان عمليات تطهرية ضد البؤر الإرهابية.
الكيلو 100 بالوادي الجديد، الذي شهد الأمس سقوط أكبر عدد من أفراد الأمن، لم يأت معيدًا فقط لحادث رفح الأولى، ومقتل الجنود في الشهر ذاته وقت الإفطار، لكن لجميع الوقائع التي شهدتها المناطق الحدودية وغيرها بل ويتكرر الأمر كل شهر على أقصى تقدير حال كمين وقسم شرطة الشيخ زويد، وكذلك مسائلاً جميع الأطراف المعنية بالدولة عن الإجراءات الفعالة التي تتخذها لتحول دون تكرار الأمر.
إدانة، طائرة عسكرية لنقل الجثامين، استنفار أمني، الدفع بعناصر المشاة والقوات الخاصة لتطهير المناطق الإجرامية، اجتماع طاريء لمجلس الدفاع الوطني، تشديد الإجراءات الأمنية على كافة وحدات وأكمنة الجيش والمناطق الأمنية والعسكرية، هكذا ما أقرته الدولة بعد ساعات ليست قليلة على وقوع الحادث، وهو بالغالب ما يتم القيام به في الحوادث الأكثر فداحة في الخسائر التي تشهدها.
ويرى يسري العزباوي الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن هناك إجراءات يتم تجاهلها رغم تعدد الوقائع التي تنال من أفراد المؤسسة الأمنية، وتتمثل في غياب الخطة الأمنية اليقظة رغم إعلان المسؤولين مراراً أن البلاد في حالة حرب على الإرهاب، ومن ثم رفع كفاءة الدولة من استكشاف خطط الجهات الإرهابية وبالتالي الاستعداد لها.
وأضاف ''العزباوي'' أن سرعة مواجهة الإرهاب أمنيًا وسياسيًا جانب آخر مفقود يلازمه التعامل الاستخباراتي مع بعض الدول العربية، مؤكدًا أن تكرار وقائع الهجوم دليل على تقاعص الدولة تجاه مسؤوليتها قائلاً ''يعني إيه هجوم يتم فيه تبادل إطلاق النار لمدة نص ساعة ومافيش تعزيزات توصل''.
''المبادرة بالهجوم'' النهج الذي تفتقده المؤسسات الأمنية تجاه مثل هذه الحوادث مع العمل بالتوازي على إجراءات التأمين من مراقبة واسعة للمناطق الحدودية بشكل خاص حسب ''أيمن عبد الوهاب'' الباحث السياسي، معتبرًا أن الرسالة التي تعقب وقوع أي من تلك الحوادث لها شأن في التصدي لها، من خلال سرعة ضبط منفذين الهجوم ومعاقبتهم عبر محاكمة سريعة ونافذة وتحديدًا ''أمام القضاء العسكري'' على حد قوله.
فيما أوضح ''جمال مظلوم'' الخبير الاستراتيجي أنه عقب وقوع مثل تلك الحوادث الإجرامية يتم عمل تقرير يوضح أوجه القصور والدروس المستفادة وأن تكرار استهداف مناطق بعينها أو الهجمات المسلحة بشكل عام يعني احتمالية وقوع أخطاء أو وجود بؤر لم يتم القضاء عليها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: