إعلان

الثانوية العامة'' في غزة: فَرحة بطعم الحرب

05:03 م الخميس 17 يوليه 2014

الثانوية العامة'' في غزة: فَرحة بطعم الحرب

كتب- محمد مهدي:

تلقى المصريون نتائج الثانوية العامة كلا حسب نتيجته، فرحة وزغاريد في حالة النجاح بمجموع كبير، وحزن في الحالة الأخرى، فيما اختلفت الأمور تماما على الجانب الآخر من حدودنا، في غزة الصامدة، فنتائج التوجيهية-ما يعادل الثانوية العامة في مصر- تم إعلانها بينما تُقصف المنازل من الطائرات الإسرائيلية.. لحظات مُربكة للطلاب وذويهم مضت بثُقل وفرحة في القلب وئدت بسبب الحرب.

في خان يونس، أجواء الحرب مستعرة، الأهالي يلتزمون منازلهم، يحتضنون أبنائهم وأحفادهم، ينتظرون ما ستسفر عنه الحرب، ومتى تضع أوزارها، فيما كانت الطالبة ''شادن سفيان'' تجلس داخل أحد منازل الحي تفكر في شيء آخر غير الحرب، في نتيجتها التي ستظهر خلال ساعات، عن توقيتها القاسي، وعن المستقبل المجهول ''كان نفسي تطلع النتائج في ظروف أفضل من هذه''.

رنين مميز انطلق من هاتف الفتاة التي لم تُكمل بَعد عامها العشرين، علمت أنها رسالة ''كنت مشتركة في خدمة جوال توصلي النتيجة''، لتكتشف حصولها على مجموع ما يعادل 92.9 %، تشعر بالفرحة تسري بداخلها، لكنها تبتلع صرخة الفوز قبل أن تصدر عنها، لأن الظرف لا يسمح ''ما قدرت احتفل في ظل الحرب.. فرحنا لكن بصمت الحداد على أرواح شهدائها''.

حينما تتأمل ''شادن'' مجموعها، تشكر الله، لأنها هي وزملائها خاضوا الامتحانات في ظل ظروف محيطة قاسية ''قصة الكهرباء اللي بتقطع كتير''، ترى أن الامتحانات كانت صعبة للغاية، وأن المسئولين وعدوهم أن يراعوا الأمر خلال التصحيح لكنهم لم يفعلوا شيء ''ما راعونا ولا بعلامة حتى''.

في الحرب يُفكر الناس في اللحظة الآنية، المستقبل في ذلك التوقيت ضبابي، لكن ''شادن'' لديها إرادة قوية، وقلب يَحلم، وعقل يتطلع إلى النجاح المستمر رغم ما يحدث حولها ''خايفة على مستقبلي في ظل الحصار على غزة لكني متأملة إن الأوضاع تتحسن''، تنوي دراسة الصيدلة في جامعة الأزهر بغزة، لأنها تحبها، رغم عدم وجود عمل بعد التخرج.

في بيت حانون، الترقب والخوف والقلق كانوا يتلاعبون بـالطالب ''رامي نعيم''، وتساؤلات مُلحة لا تغادر عقله، لماذا لا تؤجل نتائج التوجيهية إلى أول يوم بعد انتهاء العدوان على غزة، كيف تُعلن في توقيت حَرج مُعتم بالأحزان، وما قيمتها الآن وهم لن يتمكنوا من الاحتفال النجاح، استمرت التساؤلات لكنها لم تمنع إعلان النتيجة.

نتيجة جيدة حصل عليها ''رامي''، سعادة غامرة بين أسرتها وأحبائه، داخل القلب فقط حياءً من دم الشهداء ''الفرحة لا يمكن منعها.. لكنها كانت باللون الأحمر'' يتلفظ الكلمات بحزن شديد.. تجاهل الشاب أصوات القصف وبدأ في التفكير عن القادم، وأين يُكمل دراسته، وقرر الانتقال إلى مصر بعد موافقة عائلته وانتهاء الحرب.

الكلمات تصدر من ''رامي'' بحماسة شديدة، ينفض الحزن عن كاهله وينظر إلى الأمام، يشعر بالفخر أنه اجتاز مرحلة دراسية صعبة خلال معوقات لا يتحملها أحد، من حصار وانقطاع كهرباء لمعظم الوقت، لكنه لا يترك هو وجيلها المجال لأي شيء يحاول تدمير أحلامهم بغد أفضل ''عن تجربة لا يمكن التغلب علينا.. نحرض على تحقيق أهدافنا والوصول إلى المراد''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: