لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''علي شريعتي''.. طريق ''الثورة'' مفروش بـ''الأذى''

02:40 م الأربعاء 16 يوليه 2014

''علي شريعتي''.. طريق ''الثورة'' مفروش بـ''الأذى''

كتبت-دعاء الفولي:

العام 1933، سيدة بإقليم خراسان بدولة إيران تضع مولودها، "علي محمد تقي شريعتي"، تيمنًا بالإمام "علي بن أبي طالب" أسمته الوالدة، من الثورة ولأجلها كان فكره، حتى أن البعض أطلق عليه لقب "مُلهم الثورة الإسلامية"، رغم موته قبل أن يشم ريحها؛ ثورة "شريعتي" لم تكن في الاعتراض على النظام الحاكم فقط، منهجه الشيعي لم يمنعه من معارضة كثير من شيوخ الشيعة خاصة بموطنه، اعتقاده أنهم يُحرفون أصول الدين تبعًا لأهوائهم، رؤيته بشكل عام أن "الدين الذي يبرّر الفقر ويحرص على بقائه يبرر العبودية أيضًا ويخدّر الناس ويخدعهم لصالح الملأ والمترفين".

من كلية الآداب بجامعة "مشهد" بإيران، بدأت ثورة "شريعتي"، ضد الشاه "محمد رضا بهلوي" وقف الشاب العشريني، خرج في مظاهرات للمرة الأولى، كان تابعًا لحركة رئيس الوزراء "محمد مصدق" الذي ناهض نظام الحكم، تم اعتقاله في الجامعة مرتين، ثانيهما عقب اعتقال "مصدق" نفسه من قبل جهاز المخابرات التابع للشاه (السافاك)، في 1959 غادر إيران، متجهًا إلى جامعة السوربون بفرنسا، لإنهاء الدراسات العليا بها، تفاصيل التظاهر لم تبرح عقله، مع أول قدم وضعها في فرنسا، خرج للاعتراض على اغتيال أول رئيس منتخب للكونغو على يد المخابرات البلجيكية، فاعتقل للمرة الثالثة بباريس.

"حسينية الإرشاد" أنشأها "شريعتي" _عقب حصوله على دكتوراه في التاريخ الإسلامي والاجتماع -في طهران- عام 1969 بعد العودة من فرنسا، هدفها تربية الشباب على الوعي، منها كانت محاضراته التي تتحدث عن سطوة رجال الدين على أموال الفقراء باسم الروحانيات، وأن السلطات الدينية غاشمة، مبينًا آليات المزج في الموروث الشيعي الروائي ما بين السلطة الإيرانية والنبوة الإسلامية، كانت تلك الجمعية عوضًا عن تركه التدريس بجامعة مشهد، لتصبح "حسينية الإرشاد" قاعة محاضرات خاصة ممتلئة عن آخرها بالطلاب، إذ سجّل في محاضراته أكثر من 50 ألف طالب، 15 مليون نسخة تم طبعها في السبعينات بجميع أنحاء العالم من كتبه وأفكاره، "الحسين وارث آدم"، "مذهب عليه مذهب"، "معرفة الإسلام" و"النباهة والاستحمار"، تأتي تلك المؤلفات ضمن أشهر كتب "شريعتي".

أربع سنوات هو عُمر "الحسينية"، أواخر عام 1973، أُغلقت، أُعتقل بعض طلابها مع أستاذهم، الضغط العالمي هو ما دفع للإفراج عن "شريعتي" 20 مارس 1975، " عمل المفكر هو إيقاظ ضمير المجتمع، ومنح العوام الوعي الذاتي وتقديم تفسير وتحليل ايدلوجيين وعلميين للظروف الاجتماعية الموجودة وبيان المثل وخطوط السير"، كان ذلك دستور الكاتب الأربعيني حورب بسببه من قبل السياسيين وكثير من رجال الدين، عام 1977 سُمح له أن يذهب إلى لندن، فخرج من إيران بلا رجعه.

شقة صغيرة بالمدينة البريطانية عقب السكن بثلاث أسابيع، وُجد فيها الكاتب البالغ من العُمر 43 سنة ميتًا، أزمة قلبية قتلته طبقًا لتقرير مستشفى "ساوثهامبتون"، "إن النظام الطبقي الحاكم يمسخ لصالحه دائمًا ثمار الحركات الاجتماعية ويستخدمها من أجل تحكيم وجوده وتثبيت سلطانه"، أصابع اتهام كثيرة أشارت للنظام الإيراني، إلا أن ذلك لم يتم إثباته بعد، صلّى عليه الإمام "موسى الصدر" بدمشق، إذ منعت الحكومة الإيرانية جثمانه من العودة لموطنه. رحل "شريعتي" قبل التغيير الذي أطاح بالشاه الإيراني عقب موته بعامين، لكن روح الثورة التي لم يعايشها ظلت بقلبه طوال الطريق.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان