''تخبط'' بين وزارة النقل ومترو الأنفاق.. والمواطن ''لايص''
يقع هو بين السندان والمطرقة، بين غلاء الأسعار، واحتمالية رفع أسعار سلع أخرى، منها قيمة تذكرة المترو، لا يدري أين الحقيقة، وأحاديث متناثرة من المسئولين، حول الخسائر التي قدرتها هيئة المترو بسبب إغلاق محطة السادات 132 مليون جنيه، وتأكيد وزير النقل أنه لا توجد زيادة في قيمة التذكرة في الوقت الحالي.
رغم ذلك أعلن عمال النقابة المستقلة لمترو الأنفاق في بيان لهم أول أمس، جاء نتيجة لما يتردد عن دراسة الوزارة لرفع سعر تذكرة المترو بنسبة لا تزيد عن 25 في المئة، وجاء في بيانهم أنهم يصفون احتمالية تلك الزيادة بالسكين الأخير في نحر الأسر الفقيرة، وقد استعانوا بعدد من الاقتراحات لتقليل خسائر المترو، التي يتسبب فيها نسبة من المواطنين المتسللين دون دفع ثمن التذكرة، وعدم وجود رقابة جادة، كما يوجد عدم استغلال امكانيات المترو بشكل جيدة منها عدم بيع الخردة، ومن ضمن الاقتراحات تطبيق القرار رقم 279 الخاص باستقلال جهاز المترو، وأنه سيوفر مبلغ 130 مليون جنيه، لموازنته تم سرقته تحت بند "حق الانتفاع"، وعدد آخر من الأفكار المقدمة منذ أكثر من شهرين، ومعلنة على صفحتهم بموقع الفيس بوك، منها الإعلانات، ويمكن استخدام التذكرة في الإعلان عن منتج واستخدام "يونيفورم" العاملين في مجال الدعاية، وسرعة البدء في عمل مزايدة على جدران المترو واستغلالها في الإعلانات أيضًا.
التصريحات المتضاربة حول تزايد قيمة التذكرة وعدم التيقن من وقت فتح محطة السادات، وقد شارف عام على إغلاقها، وهو ما لا ينفيه أو يثبته "محمد عز"، من المكتب الإعلامي لوزارة النقل، يقول أن أمر الغلق ليس بقرار الوزارة ويسأل فيها هيئة المترو، كما أن تلافي الخسائر المعلنة عن غلق المحطة ليس من شأنهم أيضًا، ولكنه أكد على تصريح وزير النقل "هاني ضاحي" بأنه لا يوجد رفع لقيمة التذكرة.
أما "أحمد عبد الهادي"، المتحدث الإعلامي بشركة مترو الأنفاق، فقد صرح أن قرار فتح المحطة بتعليمات أمنية، ورفع قيمة التذكرة بقرار سيادي "الشركة مالهاش علاقة"، فشركة مترو الأنفاق تختص بالصيانة والتشغيل فقط، وليس لها علاقة بتفي خسائر الغلق أيضًا.
وفي سؤاله عن بيان العاملين قال "ما اللي يطلع بيان يطلع".
رحلة المعاناة اليومية
خمس أعوام عمر "العشرة" التي تكونت بين "دينا مصطفى" والمترو، شهدت عدة تغيرات به، والخط الأثير التي تمر به "خط المرج -حلوان"، فقد كان المترو هو الرفيق الدائم لها منذ دراستها بجامعة حلوان، وفيما بعد بعملها القاطن بالمعادي.
بالإضافة إلى المعاناة الدائمة التي تقابلها بخط المرج، من ازدحام، وحالة المترو التي تحتاج إلى صيانة، شهدت تجديد عدد من محطات المترو، منها محطة غمرة وحدائق المعادي، تتذكر كيف تأخرت على امتحاناتها بالجامعة في الماضي، بسبب اضراب العاملين به، مما اضطر الأساتذة للسماح لهم بتأخر ساعة عن موعد الامتحان.
اعتادت "دينا" على غلق محطة السادات، عام قارب على الانتهاء منذ غلق المحطة، وتضطر بالنزول لمحطة "الشهداء" إذا أرادت الركوب باتجاه الجيزة، تلك التحويلات جعلتها تحسب الوقت الذي يمكن استغلاله بدلًا من النزول بمحطة "الشهداء" "تقريبًا عشر دقايق وأحيانًا أكتر بيضيعوا لما أركب من الشهداء، تلات محطات أو أكتر بيضيعوا في الفاضي، وكان ممكن لو السادات مفتوحة أنزل ويبقى أقرب لي"، لا تملك الفتاة العشرينية في تلك الأوقات سوى أن "تحسبن، هعمل إيه يعني".
ترفض "دينا" أي زيادة بسعر التذكرة، والتي ستصبح عبئًا إضافيًا عليها، فضلًا عن أجرة الميكروباص المتزايدة "كدا ممكن أصرف في اليوم أكتر من عشرة جنيه في اليوم على المواصلات بس".
فيديو قد يعجبك: