الرجل الذي فقد ''هالته'' ..''بروفايل''
كتبت-رنا الجميعي:
هالة تحيط به، تضوى مع قوة مُعارضته للسلطة، تتدرج في الكبر حتى تتناثر؛ يخفت ''ضوء'' صاحبها وتبقى هي شُعلة لقلوب تتأجج بالثورة.
علمٌ ومثالٌ لتلاميذه ومريديه كان، وقتما بزغت ''هالته''، بدأ الجمع ينفض من حوله، حينما فعل عكس ما يقول، الصحفي الذي جابه رجال الأعمال ذوي النظرات الفوقية التي تعمى أبصارها عما دونها، قرر تعيين 30 محرر بجريدته ''التحرير''، وعدم الاهتمام بباقي الصحفيين الصغار، القرار الذي جعلهم يقيموا إضرابًا عن العمل بالصحفية.
الصحفي الكبير الذي أفرد للمظلومين من العمال والمعارضين من كوادر الإخوان وحركة ستة إبريل صفحات على جريدته السابقة ''الدستور الأسبوعي''، الآن يقف بعيدًا عن صف المعارضة التي كان في مقدمتها ويشير إليهم بالمغادرة ''لترحل المعارضة القديمة مع النظام القديم''، بينما تتضاءل الهالة رويدًا رويدًا.
المدرسة الصحفية التي نهل من علمها الكثير، واقفون في محرابه منتجون صحافة تليق بما كان يقدمه في العهد القديم، وليستمروا على النهج المعارض الذي أسسه، إلا أنه نسي ما كان يعلمه لتلاميذه ليصطف ضمن الإعلاميين المهادنين للسلطة.
الأستاذ الذي أشار من قبل في أحد مقالاته التي ينتظرها معجبيه ومريديه ''عارضوا الرئيس'' قبل ثورة 25 يناير بأيام معدودة ''سيبوا حكومة نظيف في حالها، اتركوا وزير الداخلية وحلوا عنه بلا نقد ولا معارضة، وهاجموا المسئول الحقيقي والوحيد عنوانه في قصر العروبة أو شرم الشيخ''.
خط المعارضة الذي استمر فيه حتى الثلاثين من يونيو مهاجمًا جماعة الإخوان والرئيس السابق، ومرحبًا بعدها بوزير الدفاع الذي ''أنقذ مصر''، وليصبح في كنفه مؤيدًا له، فيما كان من قبل معارضًا لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبينهم ''السيسي''، ''جنرالات المجلس العسكري'' الذين هاجمهم لفكرهم القديم وانتمائهم لعهد لا يعرفون فيه مطالب ثورة بنيت على الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
تحطمت ''هالته''، لتتناثر على صخرة حواره مع المرشح الرئاسي، وقف يؤمن على كلماته بحمالاته الشهيرة، لا ينبس ببنت شفة، يعلم تلاميذه جيدًا أن سلوه المعارضة، يقف دومًا على الجانب الآخر من لسان حال أي سلطة قادمة، لكنه قد قرر إنهاء تلك الهالة والصيت الشهير بموالاته ومهادنته للسلطة القادمة دونما معارضة، صامتًا حينما يُقال له ''مش هسمح لك..''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: