التسونامي في اليابان والسيول في مصر.. الحكومات مش إيد واحدة
كتبت- دعاء الفولي:
كانت الموجة قوية، زلزال بقوة 9 ريختر يضرب سواحل اليابان الشرقية، نجم عنه موجات تسونامي في المحيط الهادئ بلغ ارتفاعها 40 متر، أدى ذلك لتسجيل أعلى نسبة من الخسائر في الممتلكات وتدمير للبنية التحتية وفي المحطات النفطية والمحطات النووية توقفت عن العمل باليابان، كان ذلك في 11 مارس 2011، مرت 3 سنوات على الكارثة، وفي العام 2014 كانت كارثة مصغرة الحجم، كبيرة الأثر في مصر بمحافظة أسيوط، الأمطار الموسمية التي تضرر على إثرها أكثر من 2000 فدان، ليكون رد فعل الحكومة في الدولتين في ميزان المقارنة.
بصباح يوم الأحد الماضي، علم ''مصطفى نور''، بوجود سيول غزيرة قادمة من أعلى الجبل بأسيوط. السدود الترابية التي أقامتها القوات المسلحة المصرية، لتمنع مياه الأمطار، انفتح أحدها، لتغرق المياه البالغ ارتفاعها 5 أمتار أراضي المنطقة ''لقينا صفارات بتدوي وعربيات بتمر بيمكروفون عشان نخلي البيوت، كان الكلام دة قرب وقت العصر''.
انتفض ''نور'' الذي لم يتم عامة الثامن والعشرين بعد، ليحاول إنقاذ بعض من أثاث منزله المكون من 3 طوابق ''خرجنا اللي قدرنا عليه والباقي جوة''، ثم احتمى أعلى سطح منزله يشاهد المياه تجرف الأراضي الزراعية القائمة على القمح بالأساس وفدانين من أشجار الرمان عمرها 8 سنوات، لم يعد ''نور'' يراها ''المية كانت مغطية الشجر معرفش بقى باظ ولا اتجرف ولا حصل له ايه''.
عدد القتلى باليابان بعد التسونامي بلغ 15884 شخص، 90 في المئة منهم ماتوا غرقًا، بالإضافة إلى 2640 مفقود حتى يناير 2014، وتكبدت اليابان أكبر خسائر اقتصادية عالميًا بسبب الكارثة الطبيعية، وانهار ما يقرب من 130 ألف منزل.
''المحافظ موجود هنا بقاله يومين والمسئولين بيحاولوا يقدروا حجم الخسائر''، قال ''نور''، لم تكن تلك التجربة الأولى له مع الفيضانات، ففي عام 1994، كان عمره سبع سنوات عندما ضرب فيضان آخر ناتج عن الأمطار قرية ''وادي شيح'' التي يعيش فيها ''وقتها كان الوضع أشد لأن الجيش كان لسه مكنش لسة بنى السدود''. بعد خروج أهالي القرية من المنازل ''بدأ كل واحد فيهم يدور على مكان تاني يسكن فيه عند قرايبه أو حاجة''، لم يستطع أحدهم العودة حتى الآن، لأن المنازل لم تجف تمامًا بعد، بالإضافة لتوقف المدارس عن العمل، وبدء عمليات شفط المياه من الأراضي من قبل الحكومة.
كانت أولوية اليابان عقب الدمار هو إعادة الإعمار؛ اهتمت الحكومة بتسريع إعمار الأماكن المنكوبة، زيادة الميزانية المخصصة للإعمار من 202 مليار دولار أمريكي، إلى 266 مليار دولار لعام 2012، وخصصت اليابان عقب الكارثة منازل لحوالي نصف مليون شخص تم إجلاؤهم، وعقب 3 سنوات، عاد 267 ألف منهم إلى مساكنهم القديمة، بينما عادت الصناعات والتجارة في الأسماك كما كانت قبل التسونامي.
على حافة الخراب يقطن أهالي القرية، ينتظر بعضهم تعويضات الحكومة التي صرح بها محافظ أسيوط، وبعضهم لا يفعل ''التعويضات المالية مش هترجعلنا الأراضي الغرقانة''. أما ما يطمح إليه الجميع، فهو إجراءات وقائية تمنع تكرار المأساة مرة أخرى ''الموضوع ده مش أول مرة يحصل وهيتكرر تاني لأنها ظاهرة طبيعية فالحل إن الحكومة تعمل احتياطها''، نقل المواطنين إلى قرى بديلة كان أحد الأشياء التي تمناها الشاب الأسيوطي ''فيه قرى فيها أراضي فاضية وعالية عن مستوى الأرض وملك الدولة''، كقرية ''العتمانية''، ''نفسنا الدولة تبني فيها بيوت بديلة عشان لما يحصل موضوع الفيضان نتجه ليها بدل التشريد''، أما الأراضي الزراعية فلم يتوصلوا لحل بعد ''كان فيه كلام إن الضرائب اللي بندفعها على الأرض هتتشال بس لسة مش عارفين''، والسدود ''ياريت يعملوا سدود خرسانية، لأن في الآخر التراب ممكن يقع مع دفع المياه''، مما يؤدي لنزول السيول محملة بطمي ضار بالمزروعات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: