لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مع كل ''إضراب'' جديد يبحث ''الفيومي'' عن ''تهمة''

09:57 م الأحد 23 فبراير 2014

مع كل ''إضراب'' جديد يبحث ''الفيومي'' عن ''تهمة''

كتبت- يسرا سلامة:

بين تروس المكن الدائرة في مصنع الغزل والنسيج، كانت الهتافات تدوي بعد أن تتوقف التروس قليلاً، وكانت الحناجر السبيل لذلك، ليستعد عمال ''غزل المحلة'' لرفع صوت المطالب عالياً، حين يفيض الكيل، فيما يلاحق كل إضراب ''تهمة'' جديدة تلتصق بهم.

''كمال الفيومي'' واحد من هؤلاء العمال، حمل لواء المطالب منذ البداية، ثلاثين عاماً كاملة قضاها داخل أروقة المصنع، تحول فيها المكان إلى بيته، جزء لا يتجزأ منه، يحفظ تفاصيله، يعطي كل منسوجة تخرج من تحت يديه قبسا من روحه، علي الرغم من وطأة المشاكل التي تداهمه.

الفئوية .. العمالة.. التحريض .. وأخيراً الأخونة، كلها تهم لقفها الجميع علي نسيج الغزل حين يعلن إضرابه، من بين نظام سياسي إلى آخر كانت التهم جاهزة، لم تتوقف أذن ''الفيومي'' عن سماعها.

''إزاي بيقولوا إننا عايزين نوقف عجلة الإنتاج وإحنا نفسنا نشغلها؟''.. كلمات يدافع بها ''الفيومي'' عن نفسه، يقول إن مطالب العمال منذ بداية الإضرابات هي تشغيل المصنع بطاقة إنتاجية 100%، وليس 42% كما كان وقت مبارك، ثم بقي الحال كما هو عليه حتي بعد رحيله ''إحنا نفسنا الفساد يرحل''.

الخصخصة كانت أول من أكل من عمر المصنع، يقول الرجل أن الأزمة بدأت منذ عصر رئيس الحكومة ''عاطف عبيد''، في نهب ثروات مصر وبيع القطاع العام، مثل شركة المراجل البخارية وعمر أفندي وغيرهم من المصانع والشركات، حينها رفع عمال المحلة شعار ''لا لبيع مصر''، ليبدأ أول إضراب في السادس من ديسمبر 2006.

ومع أول إضراب بدأت سيل التهم ينهمر، الاتهام بالعمالة وأن حركة كفاية المناهضة للنظام الحاكم وقتها هي التي تقف وراء الإضراب، وأن عناصر من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة تمول الإضراب، والذي جعل محمود محي الدين وزير الاستثمار في عهد مبارك يقول ''محدش هيلوي دراع الحكومة عشان ينفذ المطالب''، فيما كان ''الفيومي'' بالمرصاد، يرفض الخصخصة، وينادي بحق العمال، والذي تحقق بوقف بيع المصنع في سبتمبر 2009.

''مطالبنا هي هي.. العدالة الاجتماعية'' الشعار استمر حتي وقت المجلس العسكري، الذي كانت فيه الاتهامات عن تعطيل حركة الإنتاج، وإنه ''مش وقته'' رفع مطالب اتهموها بالفئوية، يقول ''الفيومي'': ''حتي بعد سقوط مبارك، طالبنا برحيل مبارك في المحلة، وهو رئيس الشركة لأنه من النظام البائد، لكنه تم ترقيته وأصبح رئيس الشركة القابضة''، بحسب رأيه.

''الإخوان و الحزب الوطني وجهان لعملة واحدة في اتهام أي إضراب'' يقول ''الفيومي'' إنه حتي حين توقف العمل في وقت حكم الرئيس السابق محمد مرسي؛ لأن طاقة المصنع كانت 28%، كانت الاتهامات وقتها تشير إلى أنهم من فلول النظام البائد، ويريدون تعطيل البلاد، وتم اتهامهم بشكل مباشر بإنهم ممولون من أحد وزراء النظام القديم ''كانوا بيقولوا علينا حزب وطني'' يستنكر بها ''الفيومي''.

الاتهامات لم تتوقف حتي بعد بلوغ ثورتين ''إحنا شاركنا في ثورتين عشان يتقال علينا إننا عملاء؟'' سؤال تعجب به ''الفيومي'' من ثلة الاتهامات التي تطال أي اعتصام للعمال، حتي آخر إضراب، فلم تتكلف الحكومة كما يقول أن تسمع لمطالب العمال ''إحنا كنا محتاجين حد ينزل يسمع مطالبنا''.

أقوال تتردد سمعها ''الفيومي'' هو وزملائه عن نية حكومة الببلاوي لبيع المصنع، دفعه لأن يوقفوا الإضراب الأخير، ويعلقوه بعد مدة 12 يوماً، علي أمل أن تتحسن الأحوال قليلاً في الأيام القادمة، يقول ''الفيومي'' :''نفسي أي حد قبل ما يقول أي اتهام يسمعنا ويشوف مطالبنا، إحنا مش عايزين فلوس لإننا موقفناش الإضراب بعد صرف مكافأتنا، إحنا كل أملنا أن المصنع يقف علي رجله''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان