إعلان

''باب الدنيا''.. الداخل مفقود والخارج مولود

06:20 م الخميس 20 فبراير 2014

''باب الدنيا''.. الداخل مفقود والخارج مولود

كتبت- نوريهان سيف الدين:

''اطلع باب الدنيا وياعالم ترجعلها تاني ولا لأ''.. لم تكن حكمة رصينة اطلقها رجل يجلس على مقهى يتدبر أمور دنياه، ولا فلسفة عجوز على أعتاب النهاية يتوقعها، بل كانت مجرد ''فيسبوك ستاتيوس'' كتبها ''محمود رضوان'' أحد الاصدقاء المشتركين بين ''يسرا منير ومحمد رمضان''، أعضاء ''مغامرة الثلج'' الثمانية إلى جبال ''سانت كاترين''، والتي انتهت بوفاة بعضهم متجمدين.

متعة أن تزور مكانا جديدا، تتعرف على جزء خلاب من بلدك، تتعجب أن الأجانب يعرفوه أكثر منك، وتتعجب أكثر إذا عرفت أن سعر زيارته أقل بكثير من رحلات الخارج، الأكثر شهرة ودعاية للسياحة إليها، تأخذك الحمية ورغبة تشجيع السياحة في بلدك، تتجمع ورفاقك وتكون الوجهة إلى ''أرض الفيروز''، يتعمق حبك وارتباطك بالمكان أكثر وأكثر، تقودك أقدامك إلى مغامرة صوب ''باب الدنيا''، ينفتح الباب لتجد زمهريرا قد يودي بحياتك، ينقطع بينكم وبين العالم الاتصال، تود أن تعود حيث أتيت، تتمنى أن ترتفع الحرارة قليلا وتخف العاصفة الثلجية، تنادي فلا مجيب، وتنتظر لحظات حتى تأتيك النجدة.. وقد لا تأتي.

هذا ما حدث مع ثمانية شباب شاءت أحلامهم زيارة جبال ''سانت كاترين''، إلا أن أقدارهم وضعتهم في المواجهة من عاصفة ثلجية أطاحت بحياة ''محمد رمضان، أحمد عبدالعظيم، خالد السباعي، وهاجر أحمد''، في حين أنقذت العناية الإلهية رفاقهم بنفس الرحلة ''يسرا منير، إيهاب، محمود، مها''.

منظم رحلات لسانت كاترين: ''البدو هم الحماية الوحيدة''

رحلة لن تتكلف أكثر من 500 جنيه، متاعها (خيمة وجواكت ثقيلة)، وزادها (ماء وطعام وحطب)، وليالي تختلط فيها السحب الكثيفة بصخور الجبال العالية، وأقدام تدق فوق طرقات تلك الجبال، تشابهت فيها الأقدام المصرية والأجنبية، وبدلا من أن يعود الشباب لينشروا صور رحلتهم على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعلت هذه المواقع بمأساة ''رحلة شباب سانت كاترين''.

''فادي قاعود'' مؤسس ومنظم رحلات، قال إن شركته تنظم سنويا ما لا يقل عن رحلتين أو ثلاث إلى مناطق (سانت كاترين وجبل موسى) وما حولها، ومن بين المناطق أيضا ''جبل باب الدنيا''، إلا أن أقل القليل من المصريين هم من يعرفونه، على الرغم من أن ''كاترين وموسى'' أكثر ارتفاعا منه، ووعورة وبرودة أيضا على حد سواء.

''التنسيق بيكون مع البدو، مش مع الجيش ولا الشرطة؛ السيطرة هناك بتكون للأدلة البدو''، يقول ''قاعود''، واصفا الكمائن ونقاط التفتيش التابعة للجيش بأنها قاصرة على ''عد الأنفار جوه كل اتوبيس''، وأن تواجد سائحين أجانب داخل الحافلة، فمهمة الكمين هي التأكد من اكتمال العدد والأفراد الذين دخلوا إلى الكمين مسبقا، حفاظا على السائحين وعدم اختطافهم.

''الهوكي توكي'' بديلا عن ''الموبايل''

مغامرة جبلية تتخفف فيها من أحمالك الزائدة، وهناك يكون هاتفك الجوال لا مكانة له، ليس فقط لرغبتك في الانفصال عن زحام بيئتك الأصلية، ولكن أيضا لانقطاع إشارات شبكات التقوية بشكل شبه دائم.

الحل يكمن في ''هوكي توكي- لاسلكي'' موزع على مشرفي رحلات تسلق الجبال والسفاري هناك، وهو ما اوضحه ''قاعود'' بأن هذه الوسيلة منتشرة ويمكن شرائها من ''محلات لعب الأطفال'' في وسط البلد والموسكي، إلا أن اللاسلكي المستخدم في هذه النوعية من الرحلات يصل مداه لحوالي 10 كيلومتر، ولا توجد أبراج تقوية له مثل الهاتف النقال، ولا خطورة أمنية منه؛ حيث أن الاشارة الموحدة بين الفريق الواحد يتم توليفها، بحيث لا تؤثر على الإشارات المختلفة للأخرين وقاصرة على أعضاء تلك الرحلة لمعرفة أماكن تواجد المرشدين.

في سيناء: ''عيال البدو'' يعرفون أكثر

أما ''حسام فيصل'' مرشد بشركة سياحية، قال إن رحلات سيناء سواء لمناطق شرم الشيخ أو السفاري، يكون الاعتماد بشكل كبير على ''البدو''، ولا أدلة غيرهم في المنطقة، فالرحلة من بدايتها وحتى النهاية يكون المرشد فيها (غالبا من القاهرة) ولا يعرف الكثير سوى في الأماكن المأهولة هناك، أما الطرق الجبلية، فوصفها ''حسام'' قائلا: ''العيال هناك بتشتغل أدلة وتعرف تطلعك الجبل من سكة وترجعك من 10 غيرها، واستحالة تتوه وياهم''.

واستبعد ''فيصل'' أن يكون هناك أي تقاعس لقوات الأمن في الأزمة الأخيرة، قائلا: ''أشك أن يكون هناك تخاذل من قوات الأمن لمعرفة أماكن تواجد أفراد رحلة سانت كاترين، إلا أنه بالفعل استكشاف الجبال يستلزم مسحها لأكثر من مرة، أما الأماكن غير المكشوفة كنتوءات الصخور وأشباه الكهوف، فهي تحتاج إلى دليل وكشاف أثر، وربما زادت برودة الجو والعاصفة الثلجية الأخيرة من تفاقم الأزمة''.

''باب الدنيا وفرش الرمان''.. منطقة روسية أكثر منها مصرية

وعاد ''قاعود'' ليوضح أن الانطلاقة في رحلات المعسكرات تكون دائما من ''سانت كاترين''، وفيها؛ يترك المسافر أمتعته، ولا يأخذ معه سوى حقيبة ظهر صغيرة بها طعامه وشرابه وكشاف وإسعافات أولية، أما الخيم والحطب فيتم نقلها فوق الجمال''، أن أقرب الجبال إلى سانت كاترين بينه وبينها (6 ساعات كاملة)، يتم الوصول إلى سفحه المسمى بـ''فرش الرمان'' مع قدوم المساء، وتستأنف رحلة التسلق مع بداية الشروق.

وعلق ''منطقة باب الدنيا مميزة لأنها على قمة خليج السويس، وأكثر المتسلقين للجبل ده هما (السواح الروس) لأن جسمهم متعود على الجليد والبرودة، كمان مفيش مصريين كتير يعرفوا المكان والتركيز كله على جبال سانت كاترين، حتى إن الأجانب اطلقوا اسم Gate to Life على الجبل ده''.

خبير أمني: تصريح خاص بزيارة الأماكن الحدودية

قال العميد ''أحمد سعيد'' عميد سابق بالشرطة يجب على العاملين بالأماكن السياحية متضمنا معايير السلامة وغيرها، وكما أن هناك تحذيرات للسائحين من التعرض للشمس صيفا فترات طويلة في المزارات السياحية الجنوبية، فيجب أن تعطى إرشادات بالأماكن ذات الطقس المتقلب، أو ذات الطبيعة الجغرافية الخطرة، حسب قوله.

وأوضح ''سعيد'' أن ليست كل جبال سيناء تستطيع القوات المسلحة تمشيطها بشكل جيد، مذكرا الناس بـ''العملية نسر''، فقال: ''العملية نسر اللي كان الجيش بيطهر فيها سيناء من البؤر الاجرامية امتدت وقت كبير لسبب واحد، إن المغارات في الجبال صعب الوصول إليها''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان