الدنيا هي الشابة والجدع "صلاح جاهين"
كتبت- نسمة فرج:
"أنا صلاح جاهين.. شفتاي ممتلئتان.. وكذلك باقي أجزائي.. الناس يقولون لي إنني أشبه هاردي.. وأنا أفضل أن أشبه أورسون ويلز.. بعدما سمن وربرب وأصبح عال" هكذا يعرف فارس الشعر واللوحة نفسه، بمثل هذا اليوم ولد لعالم الإبداع صلاح جاهين، هو منفرد بذاته، سطر التاريخ إبداعاته الفنية، مات هو عنها وظلت هي حية تُرزق، تُقال على لسان العارفين بأشعاره التي تحاصر قلوب من يقرؤونها أول مرة.
في شارع جميل باشا في شبرا، ولد صلاح جاهين، كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة، ودرس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق. تزوج "جاهين" مرتين، زوجته الأولى سوسن محمد زكي الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955 وأنجب منها أمينة جاهين وابنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة منى جان قطان عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة اسكندريلا الموسيقية.
اشتهر جاهين بمنتصف الخمسينيات كرسام كاريكاتير في مجلة روزا اليوسف، ثم انتقل لمجلة صباح الخير التي شارك في تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته مثل قيس وليلى، قهوة النشاط، الفهامة، وغيرها من الشخصيات.
كانت لوحات جاهين مثل كلماته مؤثرة حتى أنها تسببت أكثر من مرة في أزمات؛ من أبرزها اختلافه مع الشيخ الغزالي بالكاريكاتير واستباح طلاب الأزهر دمه وذلك لانتقاده مشروع ميثاق. كما أجرى معه المدعى العام الاشتراكي تحقيقًا بسبب كاريكاتير، انتقد فيه تقريرا حول نتيجة التحقيق بشأن تلوث مياه القاهرة.
كما كان صلاح جاهين على شفا دخول المعتقل، فقد وُضِع اسمه على رأس قائمة المعتقلين أكثر من مرة - نظراً لما يعرف عنه من ميول يسارية ونقد للنظام - لولا تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصيًا لحذف اسمه خمس مرات من هذه القائمة.
جمعت السندريلا سعاد حسني والفنان الشامل صلاح جاهين، علاقة " أخوة وبنوة" ، فقد اعتبرته السندريلا بمثابة الأب الروحي لها، فعندما مرض جاهين ونُقل إلى المستشفى، لم تتركه سعاد؛ كانت تقرأ له القرآن وتدعوا له بالشفاء، إلى أن فارق الحياة في 21 إبريل عام 1986. حينها قالت: "الآن مات والدي ورفيق مشواري الفني وصديقي الغالي"، واكتأبت لعدة شهور ورفضت الخروج من منزلها.
رغم التنكيل والتعنت ضده أحيانا، ومرضه اخيرًا، فقد كان "جاهين" يتعاطى مع الحياة بسخرية دائمة، تظهر في كل شيء، يعتبر نفسه "مهرج"، لكن هزله كان حزينًا. بحياته التي لم تكن طويلة، اعتبر نفسه "شاب" يحاول الرقص مع الدنيا التي أسماها "الشابة" في رباعيته الشهيرة "غمّض عينيك وارقص بخفه ودلع.. الدنيا هي الشابة وانت الجدع.. تشوف رشاقة خطوتك تعبدك.. لكن انت لو بصيت لرجليك تقع".
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: