إعلان

وعد بلفور.. بداية خيط الصراع

06:52 م الأحد 02 نوفمبر 2014

لاجؤون فلسطينيون - حرب 48 - AFP

كتبت - رنا الجميعي:

أجيال نشبت على الشتات، يصبح منفاهم هو موطنهم، عجائز يتذكرون اليوم الذي ارتحلوا فيه ململمين حاجاتهم الضرورية، لا رفاهية هنا لأخذ ما يشاءون، في يوم فُقدت هويته رحلوا مُخلفين أراضيهم، بيوتهم، وذكرياتهم، لم يتبق مما كان ملئ العين سوى مفتاح خبأته إحدى النساء بجيبها، فتلاقت الخواطر سوية حتى تشابهن في نفس الفعل وصارت الجيوب مساكن، وصغار فُطموا على الاغتراب، بذكرياتهم علقت أيام تجرعوا فيها مرارة المنفى، لم يُسلمهم القدر من كونهم شبوا خارج وطنهم، لتكون المرارة أقل، ولكنهم لا يحتاجون التذكرة كونهم أغرابا، فالعيون تبصرهم وتوصمهم بها.

أحداث يُطلق عليها "جلل"، كونها الأصعب في تاريخ البشرية، هي ما تعرض له الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه، تلك المصاعب الضخام تمخضت من ورقة صغيرة أُرسلت إلى الزعيم اليهودي اللورد "ليونيل روتشيلد"، تلك الورقة كُتبت بتاريخ 2 نوفمبر عام 1917، يقال فيها إن الحكومة البريطانية تنظر بعين العطف لإقامة مقام قومي في فلسطين مراعية فيه حقوق الطوائف غير اليهودية هناك، وخاتما رسالته بالمخلص "آرثر جيمس بلفور"، وهو وزير الخارجية البريطانية آنذاك.

خلفيات كثيرة تحيط بتلك الورقة الصغيرة، منها سبب محتمل لكتابة "بلفور" ذلك الوعد هو اعتراف بالجميل من بريطانيا لوايزمان لاختراعه مادة الآسيتون الحارقة أثناء الحرب العالمية الأولى، تلك الورقة التي كانت بمثابة اعتراف دولي بالفكرة الأساسية الذي حملها "تيودور هرتزل" على كتفه وأصر عليها، فهو مؤسس الحركة الصهيونية، حيث أقام "هرتزل" المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897.

عدة مؤتمرات أقامها "هرتزل" بعدة بلدان، مع ذلك الإصرار العنيد صدر وعد "بلفور"، ليصبح ميثاقا يضع تلك الفكرة التي لقت ترحابا في أوساط قليلة ليتسع مدارها وتشمل عدة دول وافقت على ذلك الوعد من بينهم فرنسا وأمريكا وإيطاليا، على الضفة الأخرى كان العرب يتلقون صدمة لا يدركون معها كيف التصرف.

5% كانت نسبة اليهود داخل مجتمعهم الطبيعي فلسطين، إلا أن تلك النسبة تزايدت مع الوقت، يهود قدموا من جميع أنحاء العالم إلى أرض الميعاد، لم يكونوا فقط قادمين للعيش بسلام، ولكن بعين الاستعمار، بيع للأراضي يحدث تدريجيا حتى سحب بساط ملكية الفلسطينيين من تحت أرجلهم، وجدوا نفسهم يوما محاطين بقوات صهيونية، تحرق الأخضر واليابس، وتقتل فيهم، ليرتحل الباقون ويطبعوا على الشتات القادم منه هؤلاء الصهاينة.

تفرقوا بين ما سمي بعرب 48 وهم من بقوا بأراضيهم، والباقين مشتتين بمخيمات وبلدان، صاروا حاملين لوطنين داخلهم، وليس واحدا، الحرب سجال، تتعدد المعارك الصغيرة، لذا كسب الإسرائيليين جولات كثيرة، آخرها غلق المسجد الأقصى لثلاثة أيام، في ذات الوقت التي تكسب فيه فلسطين اعتراف من السويد وبريطانيا؛ الدولة التي أطلقت فتيل الصراع ولم تُنهيه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان