الجرافيتي.. حكاية ''محمد محمود'' على الجدران
كتبت – يسرا سلامة:
أحداث ملتهبة، أصوات الرصاص مختلطة بالغاز المسيل للدموع، كر وفر أسفر عن قتلى ومصابين، وخلف جروح في نفس ذويهم، وسط هتافات بالقصاص للمتورطين في أحداث عنف، صورة لأحداث وقائع ''محمد محمود''، تلاشت وسط أحداث جمة وأكثر دموية مرت بالبلاد، لم يبق منها الكثير في ذاكرة المصريين، تشكل أبرزها على شكل ''جرافيتي''، لا يزال يذكرنا بالأحداث بعد 3 أعوام.
''جداريات محمد محمود'' أو كما عرف بـ''الجرافيتي'' فن ترك بصمته على الجدران، من ريشة موهوبين وثوار في آن واحد، في أماكن متنوعة انطلقت ابداعات الصورة تحكي أحداث الثورة، وتخلد شخصياتها، تجمع بين الشخوص والكلمات، أعلى سور الجامعة الأمريكية شهد فن الجرافيتي البزوغ ضد أحداث محمد محمود العنيفة وغيرها من الأحداث، وعلى الجدران الخرسانية التي وضعتها القوات الأمنية لفصل الشوارع الجانبية بشارع ''محمد محمود''، وغيرها من الأماكن.
''عمرو بيكاسو'' واحد من فناني الجرافيتي شارك في أحداث ''محمد محمود'' بشخصه، حتى تحمس بعدها إلى الرسم في أحداث تالية، سطرت أمام عينيه صور الجرافيتي بالحدث وعقبه من البداية للنهاية، لا يزال يتذكر ميلاد كل صورة جرافيتي، أو نهايتها إما بالإزالة، أو بجدارية جديدة.
جدارية ''اللي كلف مامتش''.. التي تجمع بين صورة المشير حسين طنطاوي والرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي رسمت في واجهة شارع محمد محمود، من ريشة الفنان عمر فتحي، واحدة من تلك التي اشتهرت عقب أحداث محمد محمود، لتنتقد قرارات العنف الذي اتخذها ''طنطاوي'' كما رأي الرسامون.
''الجرافيتي فن حي''.. يقول ''عمرو'' إن فن الجرافيتي لا يطمح إلى الخلود بعكس فنون أخرى، لكنه يجنح إلى جدران الشارع من أجل التفاعل مع أحداث الواقع، يذكر الرسام أن عدد كبير من لوحات الجرافيتي يتم تعديلها بالإضافة لرسومات أخرى، مثل شخوص راحوا ضحية الأحداث، ليعودوا مجسدين على الجدران، والصور الفوتوغرافية تقوم بدور تخليد الحدث بدلا عنها.
''سامبو''.. الذي راح ضحية أحداث مسرح البالون، رُسم على جدارية بسور الجامعة الأمريكية هو الآخر، وأخرى تحمل وجوه من الشهداء، منهم شهداء أحداث ستاد بورسعيد، التي وقعت في فبراير 2012، وراح ضحيتها أكثر من 73 قتيلا، ليصبح الجرافيتي ليس حكرا على أحداث العنف فحسب.
''ست البنات'' و شعارات ضد حكم العسكر عرفت الطريق إلى الجرافيتي، مطالبات بالقصاص، وجدارية أخرى في ميدان التحرير، شعارات ''كاذبون''، بجانب مطالب بتسليم السلطة للمدنيين، وغيرها عرفت الطريق إلى الحوائط، الشيخ عماد عفت الذي راح ضحية في أحداث مجلس الوزراء، له جدارية شهيرة، ليجسد وخلفه جناحين تعبر عن طيبة شيخ العمود الشهير.
في 18 سبتمبر، وضعت الحكومة كلمة النهاية لجرافيتي ''محمد محمود'' وغيره، وذلك بدهان السور كاملا، الأمر الذي استفز عدد من الرسامين والثوار، ليعاودوا الرسم مرة أخرى في نفس المكان.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: