إعلان

قرية ''وادي النعم''.. وجه فلسطين المنسي

01:12 م الجمعة 17 أكتوبر 2014

قرية وادي النعم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

تمر الأيام تلو الأخرى، تنتظر دعاء سامي يوم زفافها على ابن عمها، ليتقاسما شيء من الفرح، وكثير من المقاومة والصبر في وجه محتل، اعتادت على أفعاله منذ أبصرت الحياة؛ الأجداد والآباء يذوقون ويلات كونهم عرب، تمسكوا بأرضهم في صحراء النقب أمام مَن ظنوا أنهم الأعلون منذ عام 1948، ترى بيوتهم الفقيرة تتهدم من حولها، تتحرك الجرافات ومن وراءها الشرطة الإسرائيلية، يطردون الأهالي الذين يتصدون بما أوتوا من قوة، حتى صباح الثلاثاء الماضي، كان بيت حياتها الزوجية المنتظرة بعد أسبوع هدف تلك المرة، في معركة يومية يخوضها سكان وادي النعم –جنوب فلسطين-، تحاول إسرائيل جعلها طي النسيان.

في الوقت الذي يجتمع ممثلو عدد من الدول العربية والأجنبية، إلى جانب المؤسسات الدولية، من أجل إعمار غزة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل طيلة 51 يوم، يتحدثون عن السلام وإنهاء الصراع والبناء والتسوية وغيرها من التصريحات التي تلتفت إليها أنظار العالم، تواصل إسرائيل هدم كل ما هو فلسطيني وعربي لترسيخ دولتها بشتى الطرق، لا تلتفت لشيء، فما بين الحرب على غزة واقتحام وغلق المسجد الأقصى، تستمر في تنفيذ مخططها ''برافر'' القاضي بتهجير سكان منطقة النقب إلى ''بلديات التركيز'' وهى أشبه بالمخيمات، ذلك المشروع الذي أقره البرلمان الإسرائيلي 24 يونيو 2013 وسبق أن صرحت حكومة الاحتلال في ديسمبر 2013 بوقفه، لكن ذلك لم يحدث وفق ''سعيد الخرومي'' رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، فبين الحين والآخر تهاجم القوات وادي النعم في محاولة لإخراج سكانها عنوة من أرضهم.

بالعاشرة صباح يوم 14 أكتوبر الجاري، اقتحمت قوات الاحتلال القرية، طوقت أفراد الأمن المنطقة، وأخذت الجرافات تهدم إحدى البيوت بزعم أنها غير مرخصة، للمرة الرابعة التي تهاجم بها القوات القرية منذ الحرب على غزة، كان ذلك بيت ''دعاء''، التي حاولت الدفاع عن جدرانه مع عدد من أهالي القرية أصيب منهم 7 نساء، فيما تم اعتقالها ضمن 6 أشخاص كانت الفتاة الوحيدة بينهم، ليضم سجن الاحتلال العروس، ويصبح المصاب اثنين بعد هدم المنزل.

حال ابنة آل سويلم هو مصير يهدد 15 ألف آخرين هم سكان وادي النعم، وقرابة 230 ألف عربي يسكنون منطقة النقب، تنظر لهم إسرائيل باعتبارهم المعتدين على الأرض وليس العكس ''بيعتبروها الأرض إلهم بيهجروهم ويسكنوا محلهم يهود جدد اللي بيجيبوهم من أوروبا وروسيا'' يقولها ''الخرومي'' موضحًا أن ''وادي النعم'' أكبر قرية في النقب من حيث المساحة وأكثرها تعداد سكاني، لذلك تسعى إسرائيل لكسرها وتهجير أهلها، فإن فعلت سهل عليها كسر شوكة باقي القرى.

ثلاثة كيلو مترات فقط تفصل حسين العُبره عضو لجنة التوجيه لعرب النقب عن الأرض التي ولد بها وحيث يسكن اليوم في بئر سبع بالنقب، وحُرم عليه وأسرته الاقتراب منها، فقد أصبحت مستعمرة صهيونية هكذا وضعت إسرائيل حدودها وقوانينها، عام واحد كان عمر ''العُبره'' عام 1948، حينما وضعت إسرائيل المنطقة تحت حكم عسكري لم ينته حتى الآن، بل استطاعت أن تجعله جزء يُنسى مع وتيرة الأحداث السريعة والمتصاعدة في غزة والقدس، لكن الرجل الستيني على يقين أن أهالي النقب لن يستسلموا بشكل عام ووادي النعم بشكل خاص ''هاي أرض أبائنا وأجدادنا رفضنا نرحل عنها ونبقى في الشتات بمصر والأردن.. هم بيهمهم الأرض وأحنا ما راح نتركها لهم''.

كل أسبوع في يوم لا ميعاد له يحين موعد هجمة جديدة على وادي النعم حسب ''الخرومي''، لم تتوقف منذ بدأت في التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ''كان في هجرة كبرى من روسيا''، فتوجه التفكير للاستيلاء على منطقة النقب وتخصيصها لليهود، رويدًا تواصل إرغام الفلسطينيين على ترك منازلهم بهدمها، في الوقت الذي تمنع استخراج ترخيص بناء لهم، فيكون هناك ذريعة في حالة إن تم البناء، فضلاً عن الحالة الأشبه بالحصار، فالقرية محرومة من أساسيات الحياة ''المدارس غرف متنقلة بدائية أو كرافانات ولا يوجد كهرباء ولا صرف صحى.. قرية وكأن الحياة بها قبل 50 سنة فهي أشبه ما تكون بالمخيمات'' يقولها رئيس لجنة التوجيه العليا بأسى.

تقضي ''دعاء'' أيامًا حتى يحين محاكمتها كغيرها ممن يتم اعتقالهم بين الحين والآخر، وما يكون ذلك سوى استفزاز للأهالي لدفعهم إلى الاشتباك مع القوات الإسرائيلية، حال الذين تم اعتقالهم أول أيام عيد الفطر، وغيرها من الهجمات التي شهدت خلال الشهور الأخيرة هدم قرابة 50 منزل حسب ''الخرومي''، فما تقوم به إسرائيل هو تطهير عرقي حسب وصفه، مطالبًا توجيه الأنظار إلى جنوب فلسطين الذي كثفت فيه إسرائيل نشاطها واستيطانها، ولا يُنسى فهو شأن كل أراضي فلسطين.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان