إعلان

''رامي'' و''الست''.. قصة حب شهدت عليها 136 أغنية

02:16 م الجمعة 17 أكتوبر 2014

كوكب الشرق ام كلثوم والشاعر احمد رامي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هناء عز العرب:

''أهلًا يا سي رامي''.. هكذا قالتها شابة جاءت من قريتها لتغني في ''البندر''، فُكتب لهذه الجملة أن تكون أولى جمل الوصل بين كوكب الشرق والشاعر أحمد رامي، بعدما طلب منه الشيخ أبو العلا، وهو أحد أساتذة أم كلثوم، قصيدة من تأليفه كي يغنيها، فـعرض عليه رامي قصيدة ''الصب تفضحه عيونه''.

فـأعطى الشيخ أبو العلا القصيدة لأم كلثوم لكي تغنيها، وكان رامي حينها في باريس، وعندما عاد أخبره أحد أصدقاءه أن هناك شابة من دلتا مصر تغني أشعاره، فذهب رامي ليسمعها وجلس في أول صف، وطلب منها أن تغني قصيدته، فشرعت في غناء القصيدة بدون آلات موسيقية، وكان ذلك في عام 1924.

من وقتها أصبح عاشقًا لصوتها، وسافر بعدها إلى ''رأس البر'' في انتظارها أربعين يومًا حتى عادت وقدمت حفلة في ''البورسفور''، وعندما لاحظت وجوده غنت قصيدته ثانية تحية له، ومن وقتها صارت هي ملهمته وكرس لها كل أغانيه، في شكل سرد لعلاقتهما.

فكتب لها في نفس العام أغنية ''خايف يكون حبك''، وهكذا بدأ في سرد علاقتهما على شكل أغاني فكتب لها ''أنا حالي في هواها عجب''، ''أخدت صوتك من روحي''، ''زارني طيفك في المنام''، ''قلبك غدر بي''، و''ياستي ليه المكايدة''.
ما بين الحب والشكوى والعتاب والهجر كتب أغانيه، فعندما أراد أن يعبر عن حبه لها كتب ''حيرت قلبي معاك''، و''أنت الحب''، وعندما أراد الشكوى كتب لها ''يا اللي انحرمت الحنان''، و''يا طول عذابي''.

عاتبها فكتب لها ''قلبك غدر بي''، ''خاصمتني''، و''فايتني وأنا روحي معاك''، أرهقه الهجر فكتب ''البعد طال''، و''على عيني الهجر''، ظل يسرد علاقتهما في أغاني حتى وصل عددها إلى 136 أغنية.

كان يذهب إلى حفلاتها بكامل أناقته ويجلس في المقعد رقم 8 بحيث يكون في مواجهتها، فكانت الإذاعة المصرية هي من تعطيه تذكرة المقعد في كل حفلة لها، وكانت زوجته تذهب أيضًا لحضور الحفل مع صديقاتها ولا تذهب لمصافحة رامي ولا تشعره بوجودها، فقد كانت تعلم بحبه لأم كلثوم ولم تعترض على ذلك يومًا.

عندما تزوج رامي أهدته أم كلثوم خاتم كُتب عليه كلمة ''Ok''، وظل هذا الخاتم في يده أربعين عامًا، كما ظلت صورتها معلقة في غرفة نومه 50 عامًا، وكان يذهب إليها كل يوم ثنين من الأسبوع حتى يثقفها، كما أنه في بداية مشوارها كان يطلب من أختيه صفية وسعاد أن يعلموا أم كلثوم كيف تختار ملابسها وتهتم بأناقتها بشكل يناسب الحياة في المدينة.
على الرغم من كل هذا الحب إلا أنه لم يطلب منها الزواج مطُلقًا، على عكس ما شاع عنهما، فقال ابن الشاعر أحمد رامي في أحد الحوارات الصحفية التي أُجريت معه، أنه عندما سأل والده لماذا لم يتزوج أم كلثوم، قال له: ''لو تزوجتها سيكون الزواج سببًا في اعتزالها الغناء لأنني رجل شرقي، ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن استطيع أن أقول فيها سهران لوحدي أناجي طيفك الساري وهي بجانبي في بيت واحد''.

وأضاف ابنه أن والده هو من عرفها على زوجها الدكتور حسن الحفناوي، فكان الحفناوي من مستمعيها وطلب من رامي أن يعرفه عليها، فعرفهما ببعض وتم زواجهما.

كانت أخر أغنية كتبها لها ''يا مسهرني''، ووجه فيها عتاب واضح للست، وذلك بعد أن جلس في منزله فترة ولم تسأل عنه، فكتب لها ''ماخطرتش على بالك يوم تسأل عني .. دي عنيا مجافيها النوم يا مسهرني''.

عندما توفت أم كلثوم هجر رامي الشعر وكسر قلمه، وظل ينظر لخاتمه، الذي أهدته له، حتى أصابته حالة اكتئاب نفسي لغيابها .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان