إعلان

مستشفى ''أحمد ماهر'' بعد تفجير ''أمن القاهرة''... مشاهد من ''طرقة'' الألم

07:14 م الجمعة 24 يناير 2014

مستشفى ''أحمد ماهر'' بعد تفجير ''أمن القاهرة''...

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت: دعاء الفولي- إشراق أحمد:

طُرقة طويلة امتلأت بأشخاص يبدو على وجوههم قهر، وقفوا على غُرف الأحبة، يبكونهم، يسألون الأطباء علّ المعرفة تبعث في القلوب طمأنينة، لا أحد يعلم ماذا حدث، سوى انفجار ضخم، تحولت بعدها مستشفى ''أحمد ماهر'' التعليمي بمنطقة السيدة زينب، لبركة من الدماء، فهي الأقرب لمديرية أمن القاهرة بعد حادث التفجير الذي أصابها صباح اليوم.

مشاهد لم تختلف مع كل حادث تفجير يصيب بشظاياه أجساد الضحايا، يبحث المكروبون عن ذويهم، يصطفوا أمام شباك الموظف المسئول عن كتابة أسماء الحالات، أعينهم زائغة بين كشوفات المصابين البالغ عددهم 44 والموتى، ترتفع دقات القلوب خوفًا من إيجاد الاسم بين الوفيات الثلاث، تهدأ الأنفس قليلاً حين التأكد أن الابن ليس منهم، يدلهم العاملون على غرفته، يذهب أحدهم ليراه، تبدأ نوبة بكاء أخرى بعد اللقاء، ثم صوت مختلط بدموع ''حسبي الله ونعم الوكيل''.

بالدور الرابع حيث مكتب المخدرات، دلف ''كريم'' و''إبراهيم'' بصحبة اثنين من رفاقهما الجنود لأخذ قسطًا من النوم انتظار لوردية جديدة تبدأ مع الثامنة صباح يوم الجمعة، لم يكن بالمساء ما يدعو للقلق فالأمور بدت ''عادي'' ، والوجهة في الصبيحة كعادة كل يوم ''حسب ما بنتوزع''.

استشعر ''كريم'' الشاب العشريني -الذي مضى على فترة تجنيده عام ونصف-، شيئًا فما لبث أن وضع يده على مقبض الحجرة، حتى عم الظلام المشهد بعد صوت احتل مسامع مَن تواجد بالغرفة لشدته، لم يبصر أي منهم ما حدث ''لقينا العفرة بقينا ننادي على بعض'' ، حسبما قال ''إبراهيم''.

خرج ثلاثة رفاق وغاب الأخير؛ ''كريم اتصاب روح شوفه''، قالها ضابط ل''إبراهيم سعيد'' رفيقه الذي يسبقه بالتجنيد بنصف عام، فلم يكن يعلم الشاب العشريني بإصابة صديقه .

أمام الغرفة التي انتقل إليها ''كريم'' بين زحام امتلأت به الطرقة بمن هبوا للاطمئنان على ذويهم، وقف ''إبراهيم'' على ملامحه وملابسه آثار ''العفرة'' في انتظار الاطمئنان على صديقه بعد إصابته في الرأس نتيجة اندفاع الزجاج.

''صبحي'' خال ''كريم'' هو الآخر انتظر صامتًا، ينفث فمه دخان السيجارة، ومعه الخوف، ينتظر ابن اخته منذ ساعات حتى يخرج من غرفة العمليات، ''الإزاز جه في دماغه''، علم ''صبحي'' بإصابة الفتى العشريني في السابعة صباحا تقريبا بعدما اتصلت به ممرضة من المستشفى لتُخبره أن الشاب مُصاب وعليهم الحضور لاستلامه.
كانت الغرفة التي وقف لجانبها أهل ''كريم''، مزدحمة، عكس نظيراتها، أطباء يدلفون للمكان، وضباط شرطة، أم خرجت متكئة على رجل، ترتدي السواد، يمتلأ وجهها بدموع، استندت على الحائط المواجه للغرفة، لم تستطع التحامل على قدميها؛ فسقطت مغشيًا عليها، هرع إليها ابنها الذي ارتدى جلباب ''صعيدي''، محاولاً التماسك، على عكس عمه الذي تمزقت كلماته وسط البكاء ''منهم لله الكفرة''، لم يريدوا إلا الاطمئنان على ابنهم ''محمد كامل''، أحد أمناء الشرطة الذين اُصيبوا في الانفجار بقسم المخ والأعصاب.

''محدش يعرف حمادة''، بنبرة زعر وعين زائغة خوفًا قالت ''إيمان'' فتاة أخذت تتجول بطرقة المستشفى، باحثة عن ابن بلدها ''كفر الشيخ'' ، أخبرها أخيه بأن انفجار حدث بمكان عمل ''حمادة'' في مديرية الأمن. أخذت الفتاة تتساءل هنا وهناك فجاءتها إجابة احتبست معها الدموع واختنقت الكلمات ''اتوفى''، همت ''إيمان'' لمهاتفة أخيه فما لبث أن انفرجت أساريرها ''الحمد لله مكنش هناك مشي قبل التفجير'' هكذا قال لها شقيق ''حمادة'' .

مغادران طرقة ''الوجع'' التي استقبلت وجوه الحزن والخوف منذ الصباح الباكر، كانا ''نبيل'' و''فتحي''.

اتكأ ''فتحي'' على اثنين من الأصدقاء، بخطوات عرجاء يسير، بدا الألم على ملامحه، بينما حملت ملابسه الشرطية آثار تراب، ''فتحي'' أمين شرطة وقف على باب محكمة ''جنوب القاهرة'' كعادته قبل ثلاثة سنوات، مدة خدمته لتأمين المحكمة.

''صوت انفجار وماشوفتش حاجة بعدها'' قالها فتحي قبل استقلاله ''تاكسي'' بمساعدة أصدقاءه من الشرطة عائدًا لمنزله بعد إصابته في ساقه اليمنى، جواره على كرسي متحرك كان ''نبيل'' يرتدي زيه الميري، قدمه اليسرى موضوعة في الجبس، وبوجهه بعض جروح، وضع بسببها ضمادة فوق أنفه. لم يكن الرجل الأربعيني داخل المديرية لحظة الانفجار، بل في عمله بمحكمة جنوب القاهرة، عندما رُج المكان، لا يتذكر بعد ذلك سوى استيقاظه في المستشفى، وحالة الهرج فيها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك..اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان