إعلان

الكاميرا تنادي: ما تذوقيني يا كارمن

10:15 ص السبت 11 يناير 2014

الكاميرا تنادي: ما تذوقيني يا كارمن

كتبت - إشراق أحمد:

قالوا إن الضحكة تجعل الصورة ''حلوة''؛ أما هي فتطبق المعنى الأشمل؛ لم تبخل بابتسامة تطلقها كل لحظة يضغط فيها إصبعها على زر الكاميرا، أو يراود العقل فكرة ينيرها إيمانها بضرورة عمل شيء مختلف وجديد، وتعطشها لمعاملة الناس بالحسنى إينما كانوا؛ يسير معها حلم '' تتنفس من أجله''؛ سخرت له ما تحب وما كرهت يومًا، ووضعت نواته متوجهًة بكلمتين لكل مَن ملكت يداه كاميرا احترافية '' دلع كاميرتك''.

لم تكن تعلم ''كارمن حسن'' ابنة الإسكندرية أن كرهها لدراستها سيكون يومًا زخرًا لشيء أحبته فوضعت فيه طاقتها، بدءًا من اختيار تصوير الطعام كتخصص لها، وحتى مشروعها المتعلق بالكاميرات؛ وأما التخصص، فتصوير الأفراح أو غيره وقتها لم يكن فكرة مقبولة لشيوع تصور أن'' بنت وماسكة كاميرا كان فيها حرج''، خلاف أنها أحبت تصوير الأشياء الصغيرة ''macro''، ومع أول تجربة لتصوير الطعام ''لقيت حبي الأول والأخير''، فقد اكتشفت أن ذلك يتوافق مع شخصيتها. دعم قرارها كثرة المقابلات بشأن العمل، حيث وجدت أن ذلك التخصص '' مطلوب''، ليلحقه آخر بأن تكون مصورة حرة مع قلة ذلك في الإسكندرية، الأمر ذاته تقريبًا حدث مع تنفيذ مشروعها في مستلزمات الكاميرا أو ''الاكسسوار''، فمتابعتها ودراستها بنهم لكل ما يتعلق بالتصوير هيأ لها الأمر .

'' الفكرة مش جديدة موجودة بره لكن مفيش في مصر ولا الدول العربية'' هذا ما توصلت له الابنة الكبرى لعائلة سرى بها '' العرق'' الفني من الجد الذي كان يرسم ويبيع لوحات فنية؛ مرورًا بالأم مهندسة الغزل والنسيج، خبيرة الجودة التي شجعت وعاونت فكرتها في انتاج أحزمة كاميرا بشكل مختلف وذات جودة، تأخذ الطابع المصري والعربي ويناسب شخصية المصور، وبأسعار أقل بكثير من المنتجات ذات العلامة المسجلة عالميًا والتي تحمل شكل واحد، أسود اللون مطبوع عليه اسم شركة تصنيع الكاميرا.

وجدت ''كارمن حسن'' وهي ابنة المرحلة الثانوية في أول وقفة لها عن مستقبلها أنها لا تحب هواية بعينها، وإن كانت تميل للرياضة لكن والديها ما كانا يفضلا التحاقها بكلية التربية الرياضية، فانتهى بها الأمر في كلية تجارة قسم اللغة الانجليزية وتخصص إدارة الأعمال؛ لم تحب الدراسة مع نجاحها بها وكذلك أماكن العمل التي ترددت عليها بعد تخرجها عام 2006 رغم مهارتها.

ومع آخر مكتب محاسبة انتقلت له الفتاة العشرينية كانت لها وقفة ثانية؛ حدثتها نفسها أن الوقت حان لتعلم أشياء جديدة، وحركت فيها كلمات والدتها عن زميلها الذي كان له معرض فني، ذكريات الطفولة وحبها لاصطحاب الكاميرا وتصوير الناس جذبوها نحو الأمر، فقررت في 2007 تعلم التصوير ومواصلة العمل بالمحاسبة لتوفير الإمكانيات المادية لذلك.

7 يناير 2013 نشرت كارمن أول صور لمنتجها بصفحتها الخاصة على فيسبوك، مستبعدة فكرة عمل صفحة خاصة بالاسم الذي اختارته '' دلع كاميرتك''، مراعاة لتشكك المصورين من أن المنتج يضر كاميرته فرسالتها عبر ذلك ''أنا مصورة وعارفة الخامات وجربت الحاجات دي فالناس ماتخفش'' .

لاقت الفكرة التي ساهم أصدقاء المصورة الشابة في نشرها إعجاب الكثير خاصة مع أول شراء للحزام الذي أطلقت عليه اسم ''إسكندرية زمان''، وعاونها في تسميته أطفال مدرسة تشارك في التصوير بها؛ تلك الطريقة التي تعلمتها بمحض الصدفة عندما كانت تحاضر بورشة تصوير للأطفال، فاكتشفت قدرتهم على رؤية الأشياء خارج نطاقها ''الأطفال بيقولوا كلمة مالهاش علاقة بالحاضر، أقولهم ورد أصفر وفيه خطوط خضرا وورد أحمر وفي جو الشتاء شايفين ده أيه يقولوا إسكندرية زمان ..''.

أسماء أخرى شارك الأطفال في إطلاقها على منتجات كارمن ''نعناع الجنينية، كوكو واوا''، الأخير الذي أُطلق على تصميم دمية تأخذ شكل طائر يوضع على العدسة لجذب الأطفال وقت التصوير، وغيرها من أسماء التصميمات التي تضيف لمسة فنية مختلفة للكاميرا، وحرصت في غالبها أن تكون مصرية ''هي وهو، يابو الطاجية، الدايرة الحبوبة، فراشة الحاج حسنين زغلو، الحاج متولي، رمضان، عالبساطة البساطة، قوس قزح'' .

جانب صغير من معرض بمنطقة جليم؛ هناك تبيع كارمن منتجاتها المختلفة لمصوري الإسكندرية، بعد أن تنتهي مرحلة التصنيع التي يعاونها بها حاليًا ثلاثة عمال، بينما تتلقى المكالمات من القاهرة وغيرها من المحافظات لطلب منتج تم عرضه على الصفحة، وكان لتوالي الاتصالات منذ بدء المشروع قبل عام ''مؤشر'' لها بأن ما تقوم به ''مطلوب'' خاصة مع تزايد عدد المصورين في السنوات الثلاث الأخيرة، حسبما ذكرت.

''أنا كل ما اتضايق أدخل صفحتك وأخرج أبقى مبسوط'' كلمات لمصور، فرحت بها كارمن التي تلمس سعادتها عنان السماء مع سماع قول ''الفكرة حلوة''، فما تحرص عليه الزوجة المصورة هو الجودة والمعاملة والتزام المواعيد في تسليم ''الطلبية''، التي تضع حد عشرة أيام كحد أقصى لاستلامها لمن خارج الإسكندرية عبر شركة الشحن التي تتعامل معها وغالبًا ما يكون الموعد قبل ذلك.

لم تتخيل ذات الابتسامة الدائمة أن ينتشر مشروعها خلال المدة القصيرة ليصل أن يهاتفها شخص من الكويت والسودان طالبًا منتجاتها، وأن تصبح حزام الكاميرا في لائحة الهدايا المقدمة، فما زادها ذلك إلا إصرارًا على المنافسة العالمية خاصة أن الإمكانيات متوفرة .


دلوقتي تقدر تعبر عن رأيك في مواد الدستور الجديد من خلال استفتاء مصراوي..شارك برأيك الآن

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان