''الفجالة''.. دنيا ''الكُتب الخارجية'' و''البضاعة'' المصرية تتفوق على ''الصيني''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
مع قدوم موسم ''المدارس''، تسعى الأسر المصرية لتوفير مستلزمات أولادها، بدءً من ''الملابس'' وحتى ''الدروس الخصوصية''، مرورًا بـ''المستلزمات الدراسية'' من كراسات وكتب وأدوات، وبمرور الوقت بعد أن كان الهدف من ''الكشكول'' مجرد ''رزمة الأوراق المخصصة للكتابة''، أصبح الكشكول ''الكارتون المفضل'' وشخصية الطالب وموضة هذا العام.
''على مدخل منطقة ''الفجالة'' القديمة، أشهر شوارع القاهرة لطباعة وبيع الكتب والأدوات المدرسية، اصطف الباعة يفترشون بضاعاتهم من ''كراريس وكشاكيل'' و''أقلام'' مختلفة الأشكال والأنواع، وأيضًا ''سبونج بوب'' و''علم مصر''، وغيرها من الشارات المستخدمة كـ''تيمة'' أو''موضة'' لأدوات مدارس هذا العام.
''مدام زينب'' سيدة ثلاثينية، اصطحبت طفليها بالمرحلة الابتدائية لشراء ما يحتاجونه من المستلزمات الكتابية ''زمان كنا ندخل المدرسة ويوزعوا علينا كراريس وكشاكيل، وحتى كراريس التفصيل والموسيقى والـ(تسع أسطر) عشان حصة الخط، حاليًا مبقاش في اهتمام في المدارس وإحنا بنجيب كله من بره والأسعار في زيادة''.
أما طفليها ''هشام وحسام'' فقالا: ''بنجيب الكشكول عليه سبونج بوب أو رونالدينيو عشان بنحبهم، وكنا زمان بنجيب براية وزمزمية كرومبو عشان طالعة موضة''.
بإحدى المحلات لبيع المستلزمات الكتابية ''الجملة''، وقف مجموعة من الشباب دون العشرين من العمر، لا ينادون على بضاعتهم؛ ''الزبون والرزق جاي جاي، ولسه الموسم مدخلش بتقله''.
''محمد رجب'' الطالب بالصف الأول الثانوي، قال إنه ينزل للعمل في موسم قدوم المدارس أو رمضان خلال فترة الإجازة ''عشان أطلع مصروفي، من 6 ابتدائي وأنا بشتغل في الفجالة، في العادي الناس بتيجي قبل المدارس بأسبوع ولحد أول ما المدارس بتدخل بأسبوع مثلاً، والأسعار هنا بتكون أقل بسيط عن المكتبات بره عشان البيع جملة، إحنا أصلا اللي بنطلع للمكتبات''.
''من 30 إلى 50 جنيه''.. ''يومية'' البائع في منطقة الفجالة، وهي يومية ثابتة طوال الموسم، خاصة وأن العمالة فيها مؤقتة تنتقل من موسم لأخر ''مولد النبي ورمضان والأعياد والكريسماس''.
''الكراريس المصري متفرقش عن المستوردة غير في بياض الورقة''.. قالها ''إسلام'' البائع في محل لبيع المستلزمات الورقية، و أوضح أن أغلبية إنتاج الورق الموجود بالسوق الآن مصري بعد تحسن صناعة الورق، وأن ''المنتجات الصيني'' فقط في الأقلام و المساطر وغيرها''.
وأضاف ''إسلام'': ''الأقلام دلوقي تقدر تعرف جودتها من بلد المنشأ، والصيني أغلى الأنواع، وفي أقلام مخصوصة لطلاب الهندسة مثلاً وللرسم، وفي القلم الهندي وده في منه رصاص وفحم، والأندونيسي تجاري وسعره معقول، والمصري موجود من أول القلم البيج والفرنساوي ولحد الشركات الجديدة''.
''الكتب الخارجية'' هي الأخرى عالم مستقل داخل شوارع وأزقة ''الفجالة''، ولكن أزمة ''المناهج والطباعة'' هي الكابوس الأكبر لمطابع الكتب سنويًا، ويقول ''الحاج أحمد عماد''، أحد تجار الفجالة، إنه منذ أكثر من 25 عامًا يعمل في جلب الكتب الخارجية و بيعها، منذ أن كانت العلامة التجارية لا تتخطى كتابين أو ثلاثة على الأكثر في المرحلة الواحدة.
أما الآن فهناك أكثر من كتاب للمرحلة الواحدة، ومع انتشار مناهج المدارس التجريبية زادت الكتب الخارجية، لكن في السنوات الأخيرة وأزمات تغيير المناهج وتأخير صدور الكتاب المدرسي كانت تؤثر على سوق الكتب الخارجية، لدرجة أن منذ عامين لجأ الكثير من الأسر المصرية إلى ''سور الأزبكية'' لشراء الكتب القديمة - مؤقتا - حتى الانتهاء من طباعة الكتب بالمنهج كاملاً، على حد قول ''الحاج أحمد''.
فيديو قد يعجبك: