إعلان

''كافيتريا الجمالية''.. مقهى لا يعرف ''الحظر''..فيديو

01:53 م الأربعاء 28 أغسطس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين ودعاء الفولي:

على مقربة خطوات من ''بوابة المحروسة'' القديمة؛ تلك البوابة العتيقة التي كانت تغلق ليلاً على سكانها، وتقيهم شرور تسلل الغرباء، أو تحجب بداخلها''أبناء البلد'' بعيدًا عن معارك أبناء الحارات الأخرى، على مقربة من ''بوابة الفتوح'' بحي الجمالية، وبالسير نهارًا، ترى وجوها يبدو عليها الترقب، إلا أنها لا تعبأ باقتراب عقارب الساعة إلى''التاسعة مساءً''، فـ''الحظر'' لا يسري داخل الحواري المصرية.

على ''كافيتريا الجمالية''، أحد المقاهي الشعبية بشارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، جلس مجموعة من الرجال على باب المقهى، في الخلفية صوت''محلل إخباري'' يظهر على أحد الفضائيات التليفزيونية يتابع المشهد المصري عن كثب، بينما استكمل الجالسون من رواد المقهى حديثهم عن''السيسي'' ابن الجمالية.

''عادل عبد السلام''، أحد الجالسين على المقهى؛ رجل خمسيني يعيش بالقاهرة بهذا الشارع قادمًا من الفيوم، قال إن المقاهي ومحال البقالة لا تهدأ ليلاً أو نهارًا؛ فهي على حد وصفه''أكل عيش'' لا غنى عنه، أما المصانع والورش الكبيرة الموجودة داخل الحي وعلى أطرافه؛ فهي التي تلتزم بقرار سريان الحظر وتغلق أبوابها في الساعة المحددة.

''جوه هنا محدش بينام والشوارع مليانة، إنما في الشوارع الكبيرة هي دي اللي فيها حظر''.. قالها ''عبد السلام'' لوصف الشوارع الرئيسية الكبرة المحيطة بشارع المعز؛ فمن ناحية وعلى مدخل البوابة يوجد''محور شمال الجمالية''، وعلى الناحية الأخرى ''شارع الجيش وميدان باب الشعرية، أما على امتداد الشارع فهناك ''شارع الأزهر''، وهي الأماكن الاستراتيجية والمداخل الأساسية لشارع المعز لدين الله، والتي دخلت منها ''عربة أمن مركزي صغيرة'' أثناء وصفه لمداخل الشارع.

''عربيات الجيش موجودة عند سيدي الشعراني والشرطة ناحية بيت القاضي عند القسم''.. وصف بذلك الرجل الخمسيني التواجد الأمني و''الكمائن'' على مداخل الشارع، مضيفًا أن التعامل بين قوات الأمن ورجال الشارع في حدود تسمح لهم بالسهر أثناء الليل، من ناحية للترويح عن أنفسهم بعد قرار تحديد الإقامة داخل الشوارع، ومن ناحية أخرى لحماية البيوت والورش القريبة بالمكان.

بجواره على المقهى، كان ''كرم السيد'' ممسكَا أحد الصحف التي نشرت صباح في هذا اليوم تقريرًا عن ''الفريق السيسي''؛ حيث لم تخرج كلماته عن طور الثناء على الجيش والشرطة والدعاء أن يخلص الله مصر من هذه المحنة، ذاكرًا أن''ولاد الشارع مسكوا مسيرة للإخوان جاية من رمسيس وضربوهم وسلموهم للجيش''.

الشارع الطويل رغم حر الظهيرة وتوجس الأهالي من الأحداث الدائرة، إلا أن بعض المحال التجارية حافظت على بقائها مفتوحة، غير عابئة بقرار الحظر، خاصة محال''البقالة'' و''صيدلية'' كبيرة تقع أمام مكتب البريد في محاولة من الأهالي لخلق ''مجتمع صغير'' شبه متكامل، بعد أن أجبرتهم الأحداث الجارية والظروف السياسية لتحديد الحركة والإقامة داخل شوارعهم فقط.

''سيد''، صاحب القهوة، الذي جلس مستمعًا لحوار زبائنه في الخارج لم يكن رأيه مختلف كثيرًا عنهم؛ فرغم ''الحظر'' إلا أن ''المنطقة عندنا ونس بليل، وكل المناطق الشعبية كده، القلق كله بيبقى برة''.

مواعيد غلق القهوة تقلصت من الساعة الثانية صباحًا في الأيام العادية وحتى العاشرة مساءً وقت الحظر، ولكن ذلك لم يزعج''سيد'' على كل حال رغم تراجع الحال وقلة الأموال؛ فهو يعتقد أن حال البلد الصعب يتطلب ذلك الحظر وإن لم يُعجب الكثيرين.

''البلطجة قلت في المنطقة''.. قالها ''سيد'' عن الأحوال في شارع المعز في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أن ''دوريات الشرطة موجودة بيعدوا علينا على طول فده خلى في أمان شوية''، كما أنهم وقت الحظر ''ساعات الظباط يشوفونا فاتحين فيقولولنا نقفل القهوة وكده، بس بأسلوب كويس مش زي الأول''.

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان