''القرداتي'' و''الأصابع'' و''الحارة المزنوقة''.. هكذا تحدث الرئيس !
كتبت - يسرا سلامة:
قديماً قالوا لكل مقام مقال، فإذا حدث أن تذكر شخصية سياسية ذو مكانة رفيعة في حجم رئيس الجمهورية ''ألفاظ عامية'' ولا تليق بكرسي الرئاسة، ربما تمر مرة، ويحسبها السامعون دعابة رئاسية من رئيس يبحث عن "كاريزما"، ويتودد إلى الشعب، لكن أن يتكرر الأمر فى محفل عالمي، يظل الأمر محل تساؤل أو استغراب.
هذا بالتحديد ما حدث فى "حديث الأصابع" لكلمة الدكتور "مرسى" فى مؤتمر إطلاق مبادرة حقوق وحريات المرأة في، الأحد الماضي، وتصريحه بأن هناك "أصابع خارجية" تسعى للنيل من الوطن، الأمر الذى أصبح محلاً للسخرية والتندر بين الشعب المصري حين سمعوا الخطاب.
"منحدر الصعود، الحارة المزنوقة، أصابع تلعب في مصر، القرداتي، وقعة فى ركابهم".. جميعها مصطلحات تناولها "مرسي" في خطاباته ولم يترك الرئيس، بالإضافة إلى الحديث عن الوعيد والتهديد التي ازدادت فى خطاب الرئيس الأخير، حين قال: "إذا اضطررت لاتخاذ ما يلزم لحفظ أمن الوطن، سأفعل.. وأخشى أن أكون أني على وشك أن أفعل"؛ حيث كان عنواناً فى أحد الجرائد "مرسي يهدد بقطع ثلاثة أصابع خارجية تتدخل في شئون مصر قبل يوم من سفره لقطر لحضور القمة العربية" .
"وتعليقاً على مصطلحات الرئيس، قال "محمود خليل" - أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة - إن الكثيرون توقفوا أمام عدد من المصطلحات من الرئيس التى قالها أمام مبادرة المرأة، وأمام الجالية المصرية بقمة الدوحة، وتعاملوا معه بشكل ساخر، لكنه - وفقاً لخليل - أمر يدعو للرثاء والحسرة، لآنه يعبر عن حالة من حالات العجز "فالرجل استخدم مثلاً لفظ "وقع فى ركابهم" فى وصف مصر فى طريقها للانهيار الاقتصادي، فبدلاً من استخدام عبارات لطمأنة الشعب المصرى، استخدم عبارات عامة تصلح للمواطن العادي وليس لرئيس دولة"، على حد وصف "خليل".
"جراب الحاوى مليان".. هكذا وصف الرئيس مرسي كل من يعارضه في لقائه بالجالية المصرية بقطر، مدللاً أن المعارضة من "الفلول" لديها ألاعيب، بالإضافة إلى وصفه "لو مات القرد القرداتى هيشتغل إيه؟!" .
وفى سياق متصل، وصف "خليل" ردود فعل الرئيس للأزمات بحالة "الدهولة فى الرد والآداء"، محللاً خطاب الرئيس "لإن الرجل يفكر بطريقة القطيع، وهو أسير لفكر أهله وعشيرته؛ فعندما يتحدث بمنطق "ربنا يفرجها"، فالرجل لم يزد عن أي مواطن عادي، ويتبع ثقافة "شد اللحاف" أمام المشكلات التى تواجه مصر، والضغوط المعيشية التي تخضع لها"، على حد وصف "خليل" .
وعن حديث الأصابع الذى تطرق له رئيس الجمهورية، علق "خليل" قائلاً:" قديماً قال "قاسم أمين" إن وجود المرأة في مشهد معين يؤدي إلى تهذيب اللغة من قبل الرجال، وأنه بالبلدي "يختشى" فى حديثه، وبالتالي فالرجل يتحفظ فى لغته، لكن استخدام ألفاظ إيحائية، والتي تحتمل ظللاً؛ فهي تخالف الذوق العام، وتتصادم مع الآداب العامة للمستمعين للخطاب" .
كما أشار الكاتب الصحفي فى تعليقه أن خطابات رئيس الدولة لا يجب أن تلقى الاتهامات جزافا أو يكون الحديث عن "المؤامرات" مرسلاً، مؤكداً أنه من المفترض أن يقدم الرئيس دليلاً على تلك الاتهامات، مضيفاً:" فيما يبدو أن "مرسى" لا يصدق أنه رئيس دولة، أم أنه رئيس معارض، ولازالت تتقمصه روح الاضطهاد والمعارضة كما كانت من قبل، ثم يمارس السلطة ويتحدث بلغة المواطن العادي"، على حد قوله .
حديث "مرسى" أيضاً تطرق إلى الصحافة، عندما قال الرئيس إن هناك جريدة كتبت "إهانة رئيس الجمهورية واجب وطني" ولم يغلقها حتى الآن، فى إشارة إلى حلمه وصبره، وأن "النيل من رئيس الجمهورية هو نيل من الوطن"؛ حيث علق "خليل" قائلاً:" نحن نرفض إهانة أي شخص بكل المقاييس، لكن الإهانة فى بعض الأحوال واجبة، وذلك بموجب نص القرآن الكريم، حين قال المولى عز وجل "وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ"، و"مرسى" لم يصن عهده، وخادع الناس بوعود لم يحققها، وانتمى إلى أهله وعشيرته؛ لذا فإهانته واجبة"، حسب قوله.
مصطلحات الرئيس لم تكن محل سخط من الجميع؛ حيث علق الشيخ السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل - المرشح السابق للرئاسة - فى حديث تلفزيوني أن "مرسى" يستخدم تلك التعبيرات "على ظاهرها" الطبيعي النقي، وأن مدلولات الألفاظ تعبر عن حجم الانحلال الشديد في الأخلاق للمعارضين له.
فيديو قد يعجبك: