محمد قنديل.. مطرب ''أم كلثوم'' المفضل و''صديق العصافير''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
قليلاً ما يجود الفن بعبقري يثري الغناء كما أثراه ''محمد قنديل''؛ صوت دافئ تجده يداعب أذنيك في كل المناسبات، ففي الصباح يغني لك ''يا حلو صبح يا حلو طل''، وفي رمضان تسمعه يقول ''والله بعودة يا رمضان''، وعلى رمال الإسكندرية يتغزل ويغني ''يا غاليين عليا يا أهل اسكندرية''.
مدحته ''أم كلثوم'' وقالت أنه الوحيد بين المطربين القادر على إطرابها، ووصفوه بـ''صاحب الألف حنجرة''.. المطرب ''محمد قنديل''
ولد ''قنديل محمد حسن'' بحي شبرا بالقاهرة في 11 مارس 1929، ورث حلاوة الصوت من والدته وجدته المطربة ''سيدة السويسية''، ووالده محترف في عزف آلة ''العود''، وكان شقيقه الأكبر ''عبدالله'' صاحب صوت جميل وعمل بالسينما فترة الأربعينات، إلا أنه لم تكتب له الشهرة واعتزل مبكراً.
التحق ''قنديل'' بمعهد الموسيقى العربية عام 1942، وتتلمذ على يد كبار معلمي الموسيقى، وعاصر فترة مجد أقطاب الموسيقى العربية ''أم كلثوم و عبد الوهاب'' ولحقهم ''عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش ومحمد فوزي'' وغيرهم، واستطاع من خلال التدريب والممارسة أن يكتسب مرونة أكثر و جودة في الصوت، واستطاع أن يغني بجميع المقامات الموسيقية بعبقرية مدهشة.
رحلته مع الإذاعة بدأت عام 1946، وأول أغنياته كانت ''يا 100 لطافة يا تمر حنة''، وقدم للإذاعة المصرية أكثر من 900 أغنية تنوعت بين الأغنية العاطفية والموال الشعبي والتواشيح الدينية، وأيضا أغاني للثورة وأغاني قدمها في أفلامه السينمائية.
بدايته مع السينما جاءت حينما اختارته كوكب الشرق ''أم كلثوم'' ضمن كورال أطفال للمشاركة بالغناء في فيلمها ''عايدة''، وفي فترة الشباب وبعد انتشاره فنيا قدم في السينما حوالي 20 فيلما منها ''شاطئ الأسرار، صراع في النيل، عزيزة، رجل في حياتي''.
عشق ''قنديل'' رياضة رفع الأثقال وكمال الأجسام، وأكسبته الرياضة بسطة في الجسم، كما كان له هواية لطيفة هي شراء لعب الأطفال و''تربية العصافير والطيور''، وكان الراحل يميل للوحدة ولا يحب الظهور كثيرا؛ فكان أنيسه ''بغبغان'' يتبادل معه الحديث والغناء.
وصفه الملحن ''كمال الطويل'' بأنه أفضل مطربي جيله، وأطلقوا عليه ''صاحب الألف حنجرة'' و''صاحب الألف أغنية''، وعلى الرغم من صوته الشجي الدافئ إلا أنه لم يلقى حظه كما ينبغي من التكريم، وجاءه التكريم متأخرا بعد أن ابتعد بإرادته عن الأضواء بسبب مرضه و لم يعتزل؛ حيث منحه الرئيس السابق ''مبارك'' شهادة تقدير، وكذلك كرمه مهرجان القاهرة الدولي الثالث للأغنية، وفي ذكرى موسيقار الأجيال ''محمد عبد الوهاب – النقيب الأول للموسيقيين''.
رحلة المرض بدأت بعد وفاة زوجته الثانية، وعانى جلطة في الشريان التاجي، وسافر على نفقة الدولة للعلاج في الولايات المتحدة، وبعد رجوعه عانى كسرا في مفصل الحوض، وبعد علاجه تعرض مرة أخرى للكسر في نفس المكان، وتدهورت الحالة بسبب مرض السكر وقرحة الفراش، و يرحل ''قنديل'' في 9 يونيو 2004 في هدوء، بعد أن قدم أخر أعماله ''أغاني مسلسل الأصدقاء'' وحققت نجاحاً كبيراً بعد غياب سنوات عن الساحة الغنائية.
فيديو قد يعجبك: