القديسة جون.. أسطورة المرأة التي تنكرت لتصبح ''بابا''
كتب- إياد أحمد:
بدأت عصر الثلاثاء تحت قبّة قاعة ''السيستين'' في حاضرة الفاتيكان، أعمال مجمع الكرادلة (الكونكلاف) المُغلق والسرّي لانتخاب خلف للبابا بنديكتوس السادس عشر الذي استقال في 28 فبراير الماضي، في خطوة نادرة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، بسبب تقدمه في العمر.
وكشفت مصادر مطلعة أن أسماء ستة كرادلة برزت لخلافة البابا خلال الاجتماعات العشرة التي عقدها المجمع منذ الثلاثاء الماضي وشهدت نحو 162 مداخلة لكرادلة، وفي مقدم الأسماء الستة أنجيلو سكولا (كاردينال ميلانو)، وأوديلو شيرر (كاردينال ساو باولو) ومارك ويليه (كاردينال كيبيك).
ومع كل أعمال لمجمع الكرادلة (الكونكلاف) تبرز قصة قد تكون أغرب من الخيال، ولكنها تبقى قابلة للتصديق لدى البعض، ويعاد طرحها مع كل انتخاب لبابا جديد، وتتعلق بأسطورة تولي امرأة سدة الباباوية لفترة من التاريخ، كسرت خلالها المحظورات التي تجعل من المنصب حكرا على الرجال.
ورغم غرابة القصة، إلا أنها ظهرت في فيلمين سينمائيين، يتعلقان بالمرأة التي تعرف بـ''القديسة جون'' والتي أخفت هويتها الجنسية تحت رداء ضخم في القرن التاسع لتصبح كاهنا، وتنطلق في سلم الترتيب الكنسي بعد ذلك، خاصة وأنها تفوقت على جميع الرجال في دراساتها الدينية وارتفع شأنها بين الكرادلة لتصبح البابا.
إنها قصة من القرون الوسطى ذات نهاية محزنة، إذ يقال إن نهاية البابا جون أتت بعد حملها بطفل، ما أثار الغضب عليها وعلى طفلها.
ولكن ديفيد ماكيلا، الباحث في جامعة أوكسفورد البريطانية، والبروفيسور في تاريخ الكنيسة، وبحسب تقرير لـ'' CNN''، يقول إن البابا جون ليست أكثر من قصة خيالية مضيفا: ''إنها أسطورة بشكل كامل، وقصة مشوقة من القرون الوسطى... كانت تجذب الأشخاص الذين عاشوا في القرون الوسطى في البداية، ثم البروتستانت، ثم الكاثوليك الذين أرادوا رؤية أنثى بمنصب كنسي متقدم، وهذا يبدو لي الجانب الأخطر من القصة.''
إلا أنه لا يزال يوجد من يؤمن بوجود البابا جون، و يتساءلون عن سبب جلوس الكرادلة على مقعد يشبه كراسي الولادة في القرن السادس عشر، قائلين إن المقعد -الذي لم يعد يستخدم في الفاتيكان - طريقة للتأكد من أن البابا الجديد ليس أنثى.
كما يتمسك البعض الآخر، للتأكيد على صحة النظرية، باسم شارع ''فيكوس بابيسا،'' والذي يعرف أيضا باسم ''شارع البابا الأنثى'' فهذا الشارع، كما تقول الأسطورة، هو المكان الذي شهد نهاية البابا جون، ويوجد ضريح هناك يقال إنه مخصص لها ولطفلها، ولكن في الوقت الحالي يتفق المؤرخون على أن الفكرة أقرب لأن تكون لفيلم سينمائي بدلا من أن تكون واقعا.
ويحتاج حسم انتخاب البابا الجديد 77 صوتاً من أصوات 115 كاردينالاً، ما يعادل ثلثي مجموع الناخبين، تدخل حيز التنفيذ مع بدء أعمال ''الكونكلاف'' قواعد انتخابية أقرّها البابا المُتنحّي في يونيو 2007، عدّلت الدستور البابوي للكنيسة الكاثوليكية الذي ألغى بموجبه البابا السابق يوحنا بولس الثاني التصويت العلني وفرض التصويت السري، ولا يُتوقع أن يُحسم انتخاب البابا الجديد بالتصويت الأول، كما لا يُستبعد أي احتمال آخر.
وعقدت الكنيسة الكاثوليكية على مدى 167 سنة 11 مجمعاً لانتخاب حبر أعظم استغرق أطولها خمسة أيام العام 1922، حين انتخب بعد 14 عملية تصويت الكاردينال آكيلي راتي الذي حمل اسم البابا بيوس الحادي عشر. أما «الكونكلاف» الأقصر فشهد 3 عمليات تصويت لمدة يومين العام 1878، وأسفر عن انتخاب البابا ليون الثالث عشر.
وبين الكرادلة الـ 115 الذين سيشاركون في انتخاب البابا الجديد، 60 من أوروبا بينهم 28 إيطالياً. وسيصوّت 19 كاردينالاً من أميركا اللاتينية و14 من أميركا الشمالية و11 من أفريقيا و10 كرادلة من آسيا، وواحد من جزر الأقيانوس. ويمثل الكرادلة المجتمعون 66 بلداً.
فيديو قد يعجبك: