ما بين ''الجندي'' و''كريستي''.. سياسة ومصير وهتاف !
كتبت - إشراق أحمد:
تصوير - علاء القصاص:
''يا نجيب حقهم يا نموت زيهم''.. لم يكن ذلك هتاف بإحدى المسيرات المنادية بحق من ماتوا بثورة 25 يناير التي مر على ذكراها عامين، بل هو هتاف خرج غاضباً من أرجاء مسجد عمر مكرم اليوم 4 فبراير 2013، وقف له حشود ليست قليلة على أرض ميدان التحرير بل وفي المباني المحيطة به.
فها هي أيام قليلة تمر على الذكرى الثانية للثورة وأحداثها التي ملأت أرجاء مصر ليعود المشهد الجنائزي إلى ميدان التحرير الذي لم يلبث أن بعد عنه منذ تشيع جنازة ''صلاح جابر'' الشهير بـ''جيكا'' والذي توفى في ذكرى أحداث محمد محمود نوفمبر الماضي.
لكن هذه المرة خرج المصلون والحاضرون للميدان لتشيع جنازة عضوي التيار الشعبي ''محمد الجندي'' و''عمرو سعد''؛ أما الأول فلفظ أنفاسه بعد أيام من دخوله بغيبوبة في مستشفى الهلال منذ 27 يناير الماضي؛ حيث خرج في مظاهرات ذكرى الثورة لكنه اختفى بشكل مفاجئ ليعود أيضاً بشكل مفاجئ لكن بدا عليه آثار التعذيب.
لتتناقل الأخبار حول تأكيد تعرضه للتعذيب الذي جاء إثر مشادة بينه وأحد الضباط، انتهت بسب الأخير لوالدة الأول الذي رفض ذلك، فكانت النتيجة كدمات وكسور وآثار كهرباء على الظهر نتيجة التعذيب بعد اعتقاله في إحدى معسكرات الأمن المركزي، حتى أن البعض رأى فيما حدث عودة بالذاكرة لشهيد '' التعذيب الأول'' قبل الثورة ''خالد سعيد''.
وأما الثاني فكان ''عمرو سعد'' الشهير بـ''كريستي''، والذي لم يكن بعيد عن ''الجندي''؛ ففي محيط الاتحادية كان تواجده في ذكرى الثورة الثانية وسط المتظاهرين الذين خرجوا رافضين لسياسة النظام القائم بعد الثورة واستمرار سيل الدماء المهدرة على أرض الوطن، ليسقط إثر رصاصة اخترقت رأسه الأحد 3 فبراير الماضي.
وربما كان نداء كل من الشابين العشرينيين يوما مثل هذا الهتاف، وربما لم يعلما أنهما على موعد لتحقيقه، وكما جمعتهما السياسة بانتمائهما للتيار الشعبي جمعهما الميدان بمسجده ''عمر مكرم'' ولم يفرقهما سوى مسيرتهما بذهاب ''الجندي'' لدفنه بطنطا، بينما احتضنت سوهاج جسد ''كريستي''، تاركين لافتة حملتها أيدي المشيعين ''في الجنة يا شهيد.. هنجيب حقهم ونحقق حلمهم.. دمك هيكون شرارة ثورة من جديد''.
فيديو قد يعجبك: