وسط البلد''.. منطقة تنبض بين ''حروف الأدباء''
كتبت - رنا الجميعي:
كانت وما زالت وسط البلد، حلم "الخديوي" القديم، حاضرة في ذهن المصريين، وفي ذهن الأدباء على الأخص، حتى الآن يحلم الكثيرون باستعادة جمالها وشكلها الحضاري بعدما امتلأت ضجيجًا من البائعين والمحلات والمطاعم المنشرة في كل مكان.
تغريدة البجعة
شُغِل بها العديد من الأدباء واشتهر بعض الروائيين بحبها والكتابة عنها، أشهر هؤلاء الأدباء ممن يعشقونها هو الكاتب "مكاوي سعيد"، وقد رشحت روايته "تغريدة البجعة" لجائزة البوكر العربية؛ حيث اختار وسط البلد مكانا لأحداث روايته.
"ما زال يشغلني شاغل.. من منا مريض بالشيزوفرنيا.. أنا أم المجتمع؟ ولماذا أنا حائر دائمًا بين مجتمع أحبه ولا أقدر علي العيش فيه أو التعايش معه، ومجتمع أكرهه وألتصق به"، كلمات كتبها "مكاوي" على لسان بطل روايته "مصطفى" الذي يشعر بانفصال مع المجتمع الذي يعيش فيه.
تتحدث الرواية عن واقع أولاد الشوارع في وسط البلد وقصصهم، وعن خيبات بطلها "مصطفى" في الحب والسياسة والحياة، وقد هام في شوارع وسط البلد التي ذُكر منها بعض أماكن مثل فندق الكوزموبوليتان.
مقتنيات وسط البلد
كتب مكاوي سعيد أيضًا "مقتنيات وسط البلد"، وهي محاولة منه لإحياء وسط البلد من خلال رسم بوتريهات لأشخاص يعرفهم ، ويحكي فيها عن مقاهي غابت عن وسط البلد مثل مقهى استرا وحكايا المثقفين المنسية فيها.
قطعة من أوروبا
"أنا الناظر، منظرتي تلّة عمري، أقف عليها رقيبا وحارسا، أنتظر وأعتبر وأقدِّم دلائل المحبة، لأن النظر في لسان العرب دليل محبة، وترك النظر دليل انصراف أو بغض وكراهية".. هكذا بدأ الحكاية "الناظر" مجهول الاسم، بطل رواية "قطعة من أوروبا" للكاتبة "رضوى عاشور"، ولأنه كان يريد معرفة أين تكمن مشكلة المصريين، قام بالنظر إلى مصر وسرد تاريخ وسط البلد.
تسرد الرواية تاريخ المنطقة عن الأثرياء اليهود الذين امتلكوا وسط البلد، مثل جروبي وشيكوريل وصيدناوي وغيرهم، حتى حريق القاهرة الذي أتى على بعض الأماكن بها مثل شيكوريل، وبعدها نزوح كثير من الأجانب اليهود إلى الخارج، كما أتت على ذكر بعض اليهود الذين موَلوا المشروع الصهيوني.
"كيف أوصلتمونا إلى هنا ؟"، كان هذا سؤال "شهرزاد"، حفيدة الناظر، لجدها، لم يكن سؤال بقدر ما كان استنكارًا لما وصل إليه حال مصر.
عمارة يعقوبيان
"البلد دي مش بلدنا يا طه، دي بلد اللي معاه فلوس"، قالتها "بثينة" العاملة الفقيرة في رواية "عمارة يعقوبيان"، لمؤلفها "علاء الأسواني"، للشاب طه الشاذلي الذي يطمح بمستقبل أفضل لهما.
قام "الأسواني" ببناء رواية كاملة بشخصيات مختلفة ومتناقضة بعمارة قديمة بوسط البلد، ويحاول "الأسواني" بالرواية أن يُري القراء كيف وصل بنا الحال.
وتسرد الرواية قصص سكان "يعقوبيان" من "طه"، ابن حارس العقار، الذي تحول إلى متشدد، و"زكي بك"، الذي يعيش على أطلال ماضيه، و"بثينة"، العاملة التي تناضل وسط ظروف لا تساندها، و"محمد عزام"، ماسح الأحذية، الذي تحول إلى رجل أعمال متدين، وسط تلك القصص نلمح أماكن من وسط البلد كممر "بهلر" و"عمارة يعقوبيان" نفسها التي يسرد الكاتب تاريخها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: