إعلان

''محمد''.. بائع خبز و''صنايعي'' أحيانًا و''السياسة ملهاش لازمة''

02:38 م الأحد 03 نوفمبر 2013

كتبت - دعاء الفولي:

سيارة قديمة وقفت أمام وزارة الأوقاف، لم تبرح مكانها منذ سنين طويلة، يمر عليها الموظفون من كل الوزارات والمصالح الحكومية المحيطة، كُتب عليها ''مشروع سيارات شباب الخريجين بالتعاون مع بنك ناصر''، ولجانبها وقف ''محمد حلوان''، كما يناديه أصدقائه، ليبيع داخلها ''خُبز''.

17 عامًا مرت على وقوف ''محمد'' على تلك العربة منذ عام 1996؛ فوقتها كان الحصول على مشروع من وزارة التموين يسد حاجة كثير من الشباب، ورغم أن السيارة ليست ملكًا له، لكنه يعمل عليها منذ حصوله على ''الدبلوم''، وبمشاركته في العمل مع صاحبها استطاعوا سداد 28 ألف جنيه ثمنها لبنك ناصر لتصبح ملكهم.

''مبقتش جايبة همها زي الأول''.. قالها ''محمد'' عن بيع ''العيش'' في المنطقة، مضيفًا أن اختلاف الوضع هو سبب تراجع البيع عن ذي قبل ''قبل كده كان هنا في موقف الفلكي، الدنيا كانت زحمة أكتر، وكانت إجازة المصالح الحكومية جمعة بس، من ساعة ما بقت جمعة وسبت الحال اختلف''.

بين الخبز و''محمد'' سنين من الصداقة؛ فعائلته تتاجر فيه وهو يعمل بـ''الأفران البلدي'' منذ كان صغير، وبرغم عمله حاليًا كـ''صنايعي'' جميع أيام الأسبوع عدا الجمعة والسبت، لم يستطع الاستغناء عن ''العيش''، كذلك السيارة، لم يستطع هو وصاحبها الاستغناء عنها، رغم عرض أكثر من 5 أضعاف ثمنها للبيع، إلا أنهم ''كل ما يجيلنا حد يقول يشتريها نرفض، العربية واخدة ترخيص مكان، محدش يقدر يقولنا امشوا من هنا''.

''الكلام في السياسة ممنوع''.. هذا هو قانون ''محمد'' في الحياة، وعندما يتعلق محور الحديث بها فهو ''أنا في السياسة مبشوفش''،

جرعة السياسة العالية التي يحصل عليها يوميًا، في المواصلات العامة والمنزل وحتى مع الزبائن الذين يناقشونه، جعلت ''محمد'' يُلقي السياسة خلف ظهره، بالإضافة إلى أن أحوال البلد لا تعجبه.

يرى ''محمد'' أن ''النظام القديم كان فيه ظلم، أنا مرة ظباط خدوا من العربية عندي بـ400 جنيه عيش واتاخدت ع القسم واتعمل لي محضر''، ومع ذلك يعتقد أن الأمان كان أكثر حينئذ، حسب قوله.

لم يذهب ''محمد'' لأي مظاهرات سوى تلك المرة في30 يونيو الماضي، وما عدا ذلك؛ فهو يعتبر رأيه كمواطن غير مهم في تشكيل خريطة الدولة ''سواء قلت رأيي أو مقلتش مش هتفرق، اللي هيمشي على الشعب هيمشي عليا''، كما أنه في حالة وجود انتخابات رئاسية أو مجلس الشعب فلن يصوّت، وبالنسبة للدستور فيعتقد أنه ''هيتفكك ويعملوا واحد بداله شبهه''.

نبرة التشاؤم في صوت ''محمد'' لم تمنعه من التفاؤل لاعتقاده أن البلد ''فيها فلوس''، رغم سرقتها مرارًا وتكرارًا، على حد قوله.

 

لمتابعة أهم  وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان