إعلان

''عراب البرقوقية'': السيسي وعبد الناصر جيران.. والإخوان ''خربوا البلد''

03:33 م الخميس 21 نوفمبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

بجلبابه ''البلدي'' وسيجارة ينفث دخانها انتظارًا لموعد انطلاق المباراة، جلس ''سيد الزعيم'' على مدخل ''حارة البرقوقية''، يتجول بنظره في اللافتات القماشية المخطوطة احتفالًا بـ''عيد ميلاد ابن حارتهم - السيسي''، منتقدًا ''إخوان الحارة''.

 ''الزعيم'' هو مثال حي لـ''عراب الحارة''، أو ''المرشد السياحي'' الذي يطوف بك في أرجاء الحارة الطويلة إن كنت غريبًا عنها، يجلس على بابها يتابع الداخل والخارج منها، ويسرد لك قصصًا عن تاريخ كل بيت، ومن كلامه تستنبط أنه ''بئر الأسرار'' لتلك الحارة الشعبية.

 ''أنا كنت سواق في هيئة النقل، واشتركت في الجيش الانتحاري أيام الحرب في سيناء، وده كان كله من المدنيين والفدائيين بينقل حاجات للجيش عشان لو عربية تابعة للجيش عدت هناك هتنضرب وتتصادر، وأنا تطوعت وياهم حبًا في عبد الناصر أحسن رئيس جه مصر''، قالها الرجل السبعيني مستعيدًا ذكريات الحرب التي حضرها.

يصمت لبرهه قصيرة ويعاود حديثه ''أنت عارفة إن عبد الناصر كان جار لنا ومولود في عطفة هنا جوه الحارة''، ولا يترك لك الفرصة إلا ويأخذك في جوله قصيرة في الأزقة القصيرة لتصل إلى ''حارة شادر السمك'' التي ولد فيها ''جمال'' نجل ''البوسطجي الصعيدي حسين عبد الناصر'' القادم من ''بني مر'' بصعيد مصر، والذي أصبح فيما بعد ''زعيمًا'' لمصر والعرب.

 ''الحتة هنا طلع منها ناس هما أسياد البلد، ميغركش إنها على أد الحال وناسها على أدهم، بس نجيب محفوظ وعبد الناصر والسيسي و حتى الوزير الجديد بتاع التموين''، بهذه الكلمات البسيطة وصف ''الزعيم'' قيمة ''الجمالية''، وتحديدًا ''البرقوقية'' بالنسبة له، وبدا أنه فخور أن الرجل ''حديث الساعة'' شاء حظه أن يولد في هذا المكان، في البيت المقابل لـ''الزعيم''.

وخلال كلامه عن ''عبد الناصر'' ومنزله الذي شهد ميلاده وطفولته الأولى، تجده فجاه يقف رافعًا يده أمام مدخل بيت قديم وشبه متهالك، لا تميز من ملامحه سوى رقم ''3 حارة شادر السمك''، ليبادرك القول ''أهو ده البيت اللي اتولد فيه حبيبنا عبد الناصر، وفي الحارة اللي وراها اتولد السيسي''.

كأنه ''حكواتي الحارة'' الكاشف لأسرارها، وخلال خطواته تجد يديه تتجه ناحية ''الدكاكين'' ومداخل البيوت؛ فتشعر كأنها هي ''الإشارة السحرية'' لحكاية جديدة وسر جديد من أسرار تلك الحارة، لكنك فجأة تكتشف أنه يتوقف ويستلقط من جيب جلبابه سلسلة مفاتيح، ينحني على قفل حديدي ليفتح دكانه الخاص، ويستخرج ''شنطة'' مملوءة بـ''جرايد قديمة'' عن ''ناصر والحرب'' و''السادات و كامب ديفيد''.

 ''ناصر والسيسي وشيخ الأزهر وبابا الكنيسة''، جنبًا إلى جنب و''الشيخ الشعراوي''، كلهم اجتمعوا على حوائط وأرفف الدكان الصغير، وخلال حديثه الذي لا ينقطع يقول ''السيسي هو اللي لم البلد وطلع راجل ابن بلد، وعرف يحط الإخوان في حجمهم ويلمهم، وهو اللي يستحق يحكم مصر''.

رأيه عن ''الإخوان'' لا يختلف عما تبثه وسائل الإعلام وضيوفها، ورأيه عن الرئيس الأسبق مبارك ''كان حلو أول ما مسك البلد في أول 10 أو 15 سنة، لكن مراته وعياله ضيعوه، واللهم لا شماته''، إلا أن ''النقيض'' التام تجده في رأيه عن ''مرسي'' الذي تمنى أن يزول هو و''الإخوان'' عن مصر؛ فهم في نظره ''خربوا البلد''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان