إعلان

بعد إلغاء "الحظر".. النساء العاملات يتنفسن هواء "الرزق"

01:15 م الأحد 17 نوفمبر 2013

كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي:

أجبرتهن الظروف على الخروج للشارع؛ بعضهن خرجت بمفردها، والأخريات خرجن مع أب أو زوج، وفي كل الأحوال يجمع بينهن الشقاء الدائم، والدأب الذي لا ينقطع بحثًا عن الرزق.

"حظر التجول" كما كان يؤثر على أحوال المواطنين في التنقل بشكل عام، وبشكل أكبر على حال السيدات العاملات، خاصة اللاتي يتعلق عملهن بالبيع والشراء؛ فكانت أحوالهن ما بين تراجع حال التجارة وقت الحظر، وما بين الركض للحاق بالمواصلات أو محاولة السير للابتعاد عن خطر التواجد في شوارع خالية.

جوار بضاعتها من لعب الأطفال البلاستيكية المتراصة على عربة خشبية، جلست "دينا" لا تعبأ بمرور الوقت للعودة لمنزلها الواقع بمنطقة "زينهم" في السيدة زينب؛ فالحظر تم رفعه ولا شيء يدعوها للعجلة من أمرها.

"الحال دلوقتي أحسن كتير الحمد لله".. قالتها ابنه التاسعة عشر عامًا وهي تختالها ابتسامة رضا؛ فتلك أول جمعة تمر عليها منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر ترى فيها إقبال لا بأس به "الرِجّل بقت أكتر الناس ما بقتش قلقانة من ميعاد الحظر".

خمس سنوات مرت على عمل "دينا" مع والديها قرب مسجد السيدة زينب، لكنها تحمل عنهم الآن عبء الوقوف جوار "الفَرشة"، تلك السنوات كانت تشفع في أيام "الحظر" خاصة الجمعة التي يقل فيها ساعاته عن بقية الأيام، فإذا مر أفراد أمن لم تكن تتعرض لمضايقات لمعرفتهم بها وملازمتها لمكان عملها هذا.

أذان المغرب كان لحظة استعداد "دينا" لإنهاء يوم عمل "الجمعة" والعودة للمنزل، بينما العشاء هو موعد المغادرة في الأيام الأخرى خاصة أنها تعاود بمفردها أما بعد رفع "الحظر" وحركة البيع والشراء التي ترى فيها زيادة "هقعد شوية بقى".

"هدى" جلست أمام أقفاص الخبز الذي تبيع، ولجانبها كانت "فاطمة" ابنتها الصغيرة تلهو، لم تعانِ "هدى" بشكل كبير وقت الحظر من جهة الأمان؛ فهي تسكن قريبًا من مكان عملها، لكنها عانت من تعامل رجال "البلدية" معها على حد قولها، سواء قبل الحظر أو بعده، فرغم أنها تعمل وحيدة لكن "كذا مرة ييجوا ياخدوا العيش، عيش بـ100 جنيه ولا أكتر، ولسة كانوا هنا من كام يوم".

بعد انتهاء الحظر، بدأت المياه تعود لمجاريها في الشارع قليلاً، لكن الوضع لم يتضح بشكل كامل بعد، برفقة أختها تحمل "صباح" أقفاص خبز قليلة، تحضر من الظهيرة لمنطقة عملها بالسيدة زينب التي لازمتها منذ أكثر من 10 سنوات، ومع دقات السابعة تغادر المكان، كان هذا في "جُمعات" الحظر، أما مع الجمعة الأولى بعد رفع الحظر بدأ يومها مع اقتراب غروب الشمس ساعية لقضاء ساعات العمل؛ كالأيام التي كان يمتد فيها الحظر للثانية عشر؛ حيث تعتزم المغادرة في الحادية عشر مساءً بما أن "الحال أحسن".

على عربة لبيع "البطاطا"، وقفت "صفية"، تتردد على لسانها كلمات من قبيل "الحمد لله على كل حال"، ورغم سكنها قرب مكان عملها، وعدم شعورها بالخوف في المنطقة مع وجود زوجها؛ إلا أن الحال بعد الحظر قد يصبح أفضل مع الوقت، خاصة أن عربتها تقف أمام مسجد السيدة الذي استقبل زيارات كثيرة للمقام في الجمعة الأولى بعد الحظر.

"ساعات كنا بنمشي الظهر لما منلاقيش شغل".. قالتها "صفية"، مضيفة أن وجودها وزوجها يكون من الثامنة صباحًا، وأنها تقف معظم الوقت بدلًا منه على العربة، لكن يعودان للمنزل سويًا، موضحةً أنه لولا الظروف المالية السيئة "مكنتش نزلت من البيت".

تسكن "صفية" بمنطقة أحمد بن طولون، وكانت لا تمانع من السير على أقدامها للمنزل، عندما لا تجد وسيلة تنقلها مع اقتراب ميعاد الحظر.

المبلغ الذي تحصل عليه "صفية" يوميًا من بيع "البطاطا"، كان ضعف الثمن قبل "الحظر"؛ فتقول: "كان بيجيلنا في اليوم بتاع 40 جنيه، وقت الحظر كان يجيلنا 20 بس، وساعات مفيش".

"رِزقة" ذات السابعة عشر عامًا، كانت تبيع بعض المشروبات المثلجة، كـ"التمر والسوبيا"، تقف خلف العربة الحديدية بضحكة بها قدر من حياء، ملابسها أعطتها عمرًا أكبر من عمرها، ورغم وجودها في السوق منذ ثلاث سنوات فقط، لكن بدا وكأنها أصبحت من أصحابه.

"باجي وأمشي مع والدي، إحنا من سوهاج، وقاعدين في المدبح حاليًا".. قالتها "رزقة" عن تجارتها مع والدها، موضحة أنهما لا يعملان سوى في الموسم الصيفي، الذي يبدأ شهر مايو وينتهي أواخر نوفمبر، ليعودا بعدها إلى سوهاج؛ حيث لا تهتم هناك سوى بمراعاة أخواتها ووالدتها.

"وقت الحظر كان بيرجع معانا عصاير أحيانًا".. أضافت "رزقة"، وذلك على عكس "الخميس والجمعة" اللذان عقبا رفع "الحظر"؛ إذ أصبح الوضع أفضل كثيرًا بالنسبة لهما عن ذي قبل "خلصنا العصاير اللي معانا كلها الحمد لله".

خمسون جنيها هي حصيلة بيع يوم واحد وقت "الحظر"، للبنت ووالدها، أما في أول جمعة عقب رفع "الحظر"؛ فقد وصل المبلغ لـ"80 جنيه والحمد لله".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان