إعلان

''باقي يوسف''.. مُدمّر حلم ''بارليف''

09:42 ص الأحد 06 أكتوبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

بعد توالي أنباء تقدم القوات المصرية، وانهيار ''خط بارليف'' وكذلك ''الساتر الترابي''، صرخ ''بيجين'' ليقول: ''لقد كانت تحصينات الجيش الإسرائيلي مثل قطعة الجبن، بها من ثقوب أكثر مما بها من جبن''، لكنه لم يعرف وقتها أن صاحب فكرة ''ثقوب الجبن'' كان مهندسًا مصريًا؛ التحق بالعسكرية المصرية ليكون جزء من ''خطة الخلاص'' هي نتاج فكرته العبقرية.

لواء أركان حرب متقاعد ''المهندس باقي زكي يوسف ياقوت''، رئيس فرع المركبات بالجيش الثالث الميداني، التحق بالقوات المسلحة فور تخرجه في كلية الهندسة عام 1954، لينضم إلى ''سلاح المركبات''، وبعد 10 سنوات، ينتدب للعمل في مشروع مصر القومي ''السد العالي''، مستمرًا فيه ثلاثة سنوات، حتى خيمت ''نكسة 67'' بظلالها على الجيش والشعب المصري، لتحشد القوات المسلحة جميع أفرادها، وتنهي انتداب ''باقي'' في منطقة ''السد العالي''، ليعود إلى ''القناة'' ويرى كيف يبني الإسرائيليون ''خط بارليف'' والتحصينات الترابية.

الفكرة جاءت له من صميم عمله بالسد العالي؛ حيث أن جسم السد المجاور للجبال والمتكون من الرمال والأحجار، كان يتم التعامل معه من خلال ''الأنابيب وخراطيم ضخ المياه'' ذات الضغط العالي، وكان الشائع والمتوقع وقتها لإزالة ''الساتر الترابي'' و''خط بارليف'' أن يتم استخدام ''قنبلة ذرية'' لتفكيكه وإزالته، وقدرت الخسائر البشرية لهذه العملية بحوالي (20 ألف جندي)، وهو ما خلق حالة من الخوف من اجتياز هذا المانع الصعب، ودعمته ''إسرائيل'' بمزيد من الدعاية النفسية لتكسير المقاومة المصرية.

''ربنا حط المشكلة وجنبها الحل''.. هكذا قال ''باقي'' ليشرح فكرته في تفكيك ''بارليف والحاجز الترابي''، ذلك من خلال جلب ''مضخات المياه'' التي وردها ''الخبراء السوفييت'' لمشروع السد، واستخدام مياه القناة وتوجيهها باندفاع قوي لعمل ''ثغرات'' تستطيع القوات العبور من خلالها لعمق سيناء، وهكذا تجنبت القوات المصرية خسائر كبيرة كان من الممكن أن تتكبدها إن استخدمت طريقة ''التفجيرات'' لتفكيك السواتر الإسرائيلية.

بفضل فكرة ''المهندس باقي''، استطاعت القوات المسلحة المصرية فتح ما يزيد عن 60 ثغرة، على امتداد ''الساتر الترابي و خط بارليف'' الموازي لقناة السويس على طول الجبهة، والتوغل بعمق 12 كيلو داخل سيناء، وذلك خلال الثمان ساعات الأولى من العبور.

''باقي'' الذي خدم في عهد الرؤساء ''ناصر والسادات ومبارك''، كرمه الرئيس السادات، ومنحه ''نوط الجمهورية العسكري'' من الطبقة الأولى عن مجمل أعماله القتالية الاستثنائية في ساحة القتال أثناء ''حرب 73''، كما كرمه الرئيس السابق ''مبارك'' بمنحه ''وسام الجمهورية من الطبقة الثانية'' بعد إحالته للتقاعد عام 1984، بعد ثلاثة عقود من العمل الهندسي والعسكري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان