إعلان

''صابرة''.. الموت في البيت ولا ''بهدلة السكك''

09:37 م الأربعاء 30 أكتوبر 2013

كتبت - دعاء الفولي:

كانت ''ندى'' تتشبث بقوة بجلباب والدتها، تتركها أحيانًا لتلهو في فناء المنزل، الذي لم يعد يحوي شيئًا إلا تلفاز وثلاجة مُعطلة، وبعض قطع من الفرش الصغيرة على الأرض، يجلس عليها الأولاد، تخرج أحيانًا لتلعب خارجًا، فتناديها أمها سريعًا أن تعود، خوفًا من اتساخ ملابسها بمياه الصرف الصحي، التي لم تجف تمامًا من الأراضي حولهم.

''صابرة عبد المنعم''، أو ''أم ندى''، كما يناديها البعض، ثلاثينية العمر، تقطن بعزبة ''الجمّال''، تأثرت بتدفق المياه من جسر الصف كالذين تأثروا؛ حيث احترقت الثلاجة وتلف أثاث منزلها، الذي لم يكن كثيرًا بحال، لكنه كان يأوي أسرتها، بالإضافة لتلف بعض المواد الغذائية كالأرز والسكر.

مشاهد من يوم غرق العزبة في مياه الصرف الصحي، تحكيها ''صابرة'' فتقول ''خرجنا في الأرض اللي قدامنا قعدنا فيها''، وعلى عكس الكثير من جيرانها، فـ''صابرة'' يسكن أهلها بعيدًا في محافظة بني سويف، ولذلك لم تستطع الذهاب لهم، وحتى إن أرادت فلن يتوفر المال لها ولزوجها.

''جوزي بيشيل طوب''.. هكذا لخصت ''أم ندى'' حالتهم المادية، فما يحصل عليه زوجها لا يبلغ مائة جنيه في اليوم، ومع وجود خمسة أطفال يذهب أربعة منهم للمدارس؛ فإن الحالة المعيشية تزداد صعوبة.

بعد ثلاثة أيام من نقل الأثاث ومحاولة إنقاذ ما يمكن، جفّ المنزل من الداخل وبقيت الحيطان متشربة بالماء والرطوبة والسقيع ليلًا، ورغم ذلك قررت ''صابرة'' المكوث داخل منزلها على حاله، دون سرير، وأغطية كافية؛ فأهم شيء بالنسبة لها هو ''لو مُت أموت في بيتي ولو عشت أعيش فيه''.

حال ''صابرة'' قبل ما حدث بسبب الجسر ليس سارًا؛ فسقف بيتها من ''عروق الخشب''، وهذا لا يوفر حماية كافية لها وأولادها، كما أنه مع وجود مساحة خلفية من منزلها خالية وعدم وجود باب يُغلق جيدًا؛ فاحتمالات السرقة أو التعدي على المنزل تُصبح أكثر.

''الكهربا هنا واخدينها سرقة، خدنا سلك من واحد ورانا، لما لقى إننا معانا عيال أعطانا وصلة''.. قالتها ''صابرة''، مضيفة أنها لا تريد شيئًا سوى تأمين منزل لها، أو إصلاح منزلها الحالي، ورغم حصولها على 2000 جنيه كتعويض من الحكومة، إلا أنها ترى أنه غير كافي بالمرة، حسب قولها.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان