إعلان

نوال السعداوي.. 83 عامًا من ''التفكير والتكفير''

06:25 م الأحد 27 أكتوبر 2013

كتبت - نوريهان سيف الدين:

من الطب للأدب والكتابة، ومن الجراحة إلى الرواية الأدبية والنشاط في مجال حقوق المرأة والإنسان، سنوات من الرأي والتفكير و التكفير، وخلال تلك السنوات برز اسمها وتنوع الوصف بين ''الجرأة'' في مواجهة أفكار الدين والمجتمع، وبين ''التفسير الخاطئ'' المنافي لتعاليم العقيدة.

تحتفل الطبيبة والأديبة الدكتورة نوال السعداوي، الأحد، بيوم ميلادها الـ83، وخلال رحلة بدأتها من داخل أسوار الجامعة وعبرت فيها كل الأسوار، نسرد نقاط وأهم الملامح من حياتها.

البداية من قلب ''قصر العيني''، كلية الطب المصرية العريقة التي التحقت بها ''نوال'' في نهاية أربعينات القرن الماضي، لتتخرج منها عام 1954، متخصصة في طب أمراض الصدر، وتعمل أيضًا خلال ''فترة الامتياز'' بمستشفى قصر العيني، لكن بعد عام واحد من التخرج والعمل تُفصَل من عملها بسبب آرائها السياسية والمجتمعية.

''مذكرات طبيبة'' أول كتاب صدر للطبيبة ''نوال السعداوي'' في مطلع الستينات، سردت خلاله مشاهداتها وتجاربها مع المرضى المترددين على عيادتها، عبر الحكي والتحليل والنقد لمشكلات المجتمع من خلال هؤلاء المرضى، لكن النقد الأول كان على ''ذاتها الشخصية'' ومعاناة ''التمييز'' التي مرت بها لأنها ''بنت'' وليست ''ولد''، فقالت: ''بكيت على أنوثتي قبل أن أعرفها، منذ أن كنت طفلة في التاسعة، أعيش حالة صراع مبكرة جدًا مع أنوثتي، فكل ما كنت أعرفه في ذلك الوقت أنني بنت كما أسمع من أمي، ولم يكن لكلمة بنت في نظري سوى معنى واحد، هو أنني لست ولدًا.. لست مثل أخي''.

بداية النقد والانتقاد جاءت من خلال دفتي هذا الكتاب أيضًا، فكتبت: ''كل مآسي المجتمع دخلت عيادتي، كل نتائج التخفي والخداع استلقت أمامي على منضدة الكشف، الحقائق المرة التي ينكرها الناس جاءت وتمددت تحت يدي على منضدة العمليات، وأشفقت على الناس''.

أكثر من 40 كتاب بين القصة والنقد الأدبي والمقالات، ترجم أغلبها لأكثر من لغة بخلاف العربية، ودار جل تلك الكتب حول قضايا المرأة، بدءًا من قضايا الجسد والجنس، وحتى قضايا التمكين والمساواة في المجتمع، رافضة كل قيود تضع الرجل والمرأة في نصابهما الفطري الصحيح.

لعل أبرز الكتب الصادرة لها كان ''المرأة والدين والأخلاق''، وكان عبارة عن ''مناظرة فكرية'' بينها وبين الدكتورة ''هبة رؤوف عزت - المدرس المساعد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية''، وكانت المناظرة أشبه بالمبارزة الفكرية المستندة على قيم التحرر من كل القيود من أجل الحصول على الحقوق، وبين الالتزام بفطرة وعقيدة ودين مرن يحفظ للمرأة حقوقها إن التزمت به.

''السجن والمنفى والتفريق بينها وبين زوجها''.. أكثر من موقف صعب تعرضت له ''السعداوي'' في رحلة التحرر والبحث عن ذاتها بناء على تفاسير خاصة بها؛ ففي 1981، تعرضت للسجن والإبعاد عن البلاد، ورفع عليها قضية ''حسبة'' و''تفريق بينها وبين زوجها''، بعد اتهامها بامتهان الأديان والإلحاد، كما تم رفع قضية ''إسقاط الجنسية المصرية'' بحقها، لكن محكمة القضاء الإداري رفضت الدعوى في 2008.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان