إعلان

نيويورك تايمز: القلق وعدم الاستقرار في مصر يدفع المواطنين إلى الهجرة

04:40 م الأربعاء 23 أكتوبر 2013

كتبت - هدى الشيمي:

صدم محمد هاشم صاحب ومؤسس دار ''ميريت'' للنشر اصدقائه ومعجبيه عندما أعلن عن رغبته الشديدة في الهجرة، بعد الحالة التي وصلت لها مصر في الفترة الاخيرة، وذلك بحسب ما ورد في صحيفة ''نيويورك تايمز'' الامريكية.

وقال هاشم أنه شعر بالهزيمة واليأس بعد التحول الديكتاتوري الكبير الذي وصلت اليه مصر، كما أنه تعب وأرهق من انتظار الحياة الجيدة التي يجب أن تحياها مصر ويعيشها أبناءها مصر، لذلك أتخذ قراره في الهجرة والابتعاد عن مصر حتى يهرب من العنف والحرب الاهلية والارهاب الذي يسيطر على مصر بعد الاطاحة بمحمد مرسي.

أعلن هاشم عن قراراه عبر حسابه على الفيسبوك، موضحا أنه لن يسمح بأن يحصر بين خيارين فقط لا ثالث لهم، إما أن يختار بين وحشية المجلس العسكري أو تطرف الجماعات الاسلامية.

وتشير الصحيفة إلى أنه يوجد العديد من المصريين الذين يمرون بنفس الحالة التي يعيشها ''هاشم''، إلا أنهم أجلوا فكرة الهجرة الجماعية لأملهم أن تنشأ في مصر حياة ديموقراطية جديدة في مصر بعد الإطاحة بمحمد حسني مبارك بعد ثورة يناير 2011.

وأوضحت الصحيفة أن العديد من المصريين فقدوا الأمل بعد الحروب المتواصلة الناشبة بين الجيش المصري وجماعة الاخوان المسلمين، وتصورا أن هذه الحرب لن تنتهي أبدا.

ولفتت الصحيفة إلى أن مجموعة كبيرة من المصريين يعيشون حالة حزن كبير على الحالة التي وصل إليها بعض جيرانهم واصدقائهم تجاه سفك الدماء، حيث أصبح سفك الدماء والقتل طبيعي عند بعض المصريين بحجة القضاء على الارهاب أو المحافظة على الشرعية.

وترى الصحيفة أن اليأس والاحباط يزيدان تدريجيا داخل نفوس المصريين، بسبب ما يعانونه في الحياة اليومية من ازدحام متواصل في الطرق، وعدم احترام قواعد المرور، وأكوام القمامة التي تملأ الشوارع، وارتفاع الأسعار المبالغ فيه.

نفت الصحيفة وجود أي أدلة احصائية ملموسة عن ازدياد اعداد المصريين المهاجرين للخارج، فلا تسمح ظروف اغلبية المواطنين المصريين لهم بالهجرة إلى الخارج، فالهجرة الآن لم يقدر عليها سوى القادرين ماديا واجتماعيا للقيام بها.

قامت الصحيفة بعدة مقابلات مع بعض المواطنين الذين أصبحوا يرون أن الهجرة هي الحل الوحيد والنهائي لما يشعرون به من احباط ويأس، فقال الطبيب ''طارق نور'' أنه محتاج لمغادرة مصر، وهو الآن يحضر أوراقه للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أصبح أمر الهجرة ضرورة وليس اختيار، وذلك لأن مرتبه بلغ حوالي 380 جنيه مما يعتبره اهانة له.

وأشار نور الذي تطوع للعمل في المستشفى الميداني خلال ثورة يناير 2011، إلى أن حظر التجول الذي تفرضه السلطات المصرية والذي يعيق حركة التقدم المصرية.

وعلى الرغم من الخوف والقلق الذي يزداد في نفوس المصريين يوما بعد يوم، إلا أن الحكومة المصرية مازالت تؤكد على أن مصر تسير على خريطة الديموقراطية التي تم الاعداد لها جيدا، وأن الدستور المصري سوف يصبح جاهزا بعد فترة فصيرة.

أشارت الصحيفة إلى أن العديد من المصريين خائفين من نتيجة الانتخابات الرئاسية، وخصوصا بعد ترديد العديد من فئات الشعب لاسم وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي وموافقتهم ليكون رئيسا للجمهورية.

كما تجهز مهندسة الجرافيك ''سارة رضوان'' أوراقها الرسمية الآن للعمل في قطر، وقالت أنها تشعر بالندم لتركها مصر، إلا أنها فقدت الأمل الذي اكتسبته بعد عزل مبارك من الرئاسة، كما أنها عاشت عاما من الاحباط في ظل حكم الاخوان المسلمين، وهي الآن تخشي بشدة عودة حكم العسكر مرة أخرى.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان