إعلان

كوستا ريكا تناضل لضم كراتها الحجرية الأثرية لتراث الإنسانية

01:55 م الإثنين 30 يوليه 2012

سان خوسيه - ( د ب أ ):

من بنى هذه الأحجار ولماذا بنيت ؟ ماذا تعني ؟ تساؤلات عديدة حول الكرات الحجرية الضخمة الغامضة التي تم اكتشافها في مدينة ديبويس جنوب كوستاريكا في عام 1940 وهل آن الأوان أن تقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على إضافتها لقائمة التراث الثقافي العالمي؟.

تعود هذه الأحجار الغامضة إلى حضارة قديمة في عصر ما قبل كولومبوس ومنذ اكتشافها من حوالي نصف قرن أثارت هذه الأحجار الفضول لدي الجميع من باحثين وعلماء وسائحين حتى المقيمين بجنوب كوستاريكا مازالت تشغلهم كينونة هذه الأحجار التي يبلغ قطر بعضها متران ونصف في حين يصل وزنها إلى 16 طنا.

أثارت أحجام هذه الأحجار وأشكالها الدائرية الكثير من المزاعم فربما هي رموز فلكية بدلائل جغرافية معينة وربما لها مدلول ديني أو جنائزي ولعلها مصدرها كواكب أخر وهبطت على الأرض في ظروف لا زلنا نجهلها.

في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ ) قال كريستيان كاندلر رئيس المتحف الوطني في كوستاريكا، وهو من أشد المروجين لضرورة تقدير هذه الأحجار حق قدرها والاعتراف بها ضمن التراث الثقافي الإنساني إنه '' من الأهمية بمكان تحويل هذه المنطقة إلى مركز للثقافة الإنسانية فهذه الأحجار تعود إلى عصر ما قبل كولومبوس وهو عصر ما زلنا نجهله تماما على الرغم من الدراسات المكثفة التي يقوم بها الباحثون سواء من كوستاريكا أو الباحثون الأجانب''.

بدأ اكتشاف هذه الكرات الحجرية حوالي عام 1940 وتختلف أحجامها فبعضها لا يتعدى وزنه  كيلو جرام واحد  وقطره حوالي 50 سنتيمترا وتم اكتشافها مصادفة بينما كان بعض العمال المشتغلون بزراعة الموز ونقله يحفرون في منطقة تابعة لعملهم كجزء من المشروع في منطقة بالمارسورالتابعة لوادي ديبويس على نهر تيرابا والسيربي على مسافة 250 كيلومترا جنوب العاصمة سان خوسيه.

وعندما كان العمال يقومون بحرق الأرض و عزقها وتنظيفها لتهيئة مساحات منها في أدغال كوستاريكا الكثيفة عثروا على عشرات الكرات الحجرية الغريبة الكثير منها كاملة الاستدارة بشكل يبلغ حد الاكتمال.

وتوضح المؤشرات أن هذه الكرات الغامضة صنعتها أيادٍ بشرية من الصخور النارية ولكن من غير المعلوم من الذي صنعها و لأي غرض، والأعجب من كل ذلك كيف أنجزوا هذه الكرات بهذه الكروية الفائقة الدقة.

يزيد عدد الكرات الحجرية على 300 كرة، وتزين مداخل المباني الرسمية في كوستاريكا مثل المجلس التشريعي، والمستشفيات والمدارس، كما يوجد عدد منها في المتاحف، وفي منازل الأثرياء وذوي النفوذ .

ويعتقد أنها نحتت في الفترة ما بين عامي 200 قبل الميلاد و1500 ميلادية، ولا يمكن التأريخ لها بالتحديد لأنها نقلت من أماكنها الأصلية، كما أن ثقافة من نحتوها اختفت بعد الغزو الإسباني .

ونسجت حول أصل هذه الكتل الحجرية العديد من القصص والأساطير، حيث اعتقد البعض أنها أتت من قارة أتلانتيس الغارقة، بينما اعتقد آخرون أنها من صنع الطبيعة، وقالت أساطير محلية إن السكان الأصليين كانت لهم قدرات فائقة مكنتهم من صنعها وهو تفسير تقليدي لمعظم الظواهر الغامضة التي تكون تراث القدماء ويتشابه إلى حد بعيد مع ما يقال عن بناة الأهرام في مصر أو مدينة ماتشو بيتشو في بيرو.

يشار إلى أنه حاليا يطالب المتحف الوطني بدعم بعض المؤسسات المتعاونة من أجل إنشاء محمية لهذه الأحجار على مساحة 10 هكتار بالقرب من بالمارسور حيث لا زالت بقايا هذه الكتل الجرانيتية المهيبة مدفونة ومن المرجح أن يكون ما يزيد على ضعف الكمية المكتشفة ما زالت تحت الأرض.

تعرضت هذه الأحجار منذ اكتشافها بمحض الصدفة كغيرها من الآثار في العالم للكثير من عمليات السرقة والنهب وتم تهريب العديد منها إلى خارج البلاد بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية كما تم استخدامها في الحدائق الخاصة بمنازل هواة جامعي أعمال عصر ما قبل كولومبوس للعالم الجديد.

قام المتحف الوطني في السنوات الماضية باتخاذ سلسلة من الإجراءات من أجل استعادة هذا التراث الثقافي المنهوب على اعتبار أنه جزء من التراث الوطني الإنساني كما يسعى لاستكمال جميع الإجراءات للتقدم لليونسكو في سبتمبر القادم بعد الانتهاء من جميع الشروط التي تطالب بها المنظمة لتقديم طلب ضم هذا المركز ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي.

ومن المعروف أن الرئيسة لاورا شنيشلا قد التقت مؤخرا هي والنحات الكوستاريكي الشهير خورخي خيمينيث دي هيريديا في باريس بأمين عام منظمة اليونسكو ايريني باكوفا حيث طالبا بدعم تطلعات كوستاريكا وأحجارها التراثية المميزة على اعتبار أنها كنز أثري يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للتراث العالمي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان