إعلان

''عمره 7 سنين وينتظر تأشيرة المدرسة''.. عن ''ضحية الروتين'' نتحدث !

12:52 م الثلاثاء 24 يوليه 2012

كتبت - دعاء الفولي:

يوسف.. طفل له من العمر سبع سنوات.. تظن لأول وهله عندما تعرف عمره أنه فى الصف الثاني الابتدائي أو ربما فى الصف الأول، الغريب أن يوسف لم يدخل الصف الثاني أو الأول بعد.

يوسف لا يزال ينتظر تأشيرة دخول الصف الأول الابتدائي ليكمل تعليمه بطريقة طبيعية كمن هم فى مثل سنه ..وإذا سألت عن السبب فستزداد دهشتك؛ إذ أن السبب الذي يمنع يوسف ليس مشكلة مادية أو عائلية، فهى فى باطنها مجرد مشكلة روتين لايزال يحكم العقول.

وظاهرها مشكلة تكدس سكاني فى منطقة جنوب القاهرة بحلوان لم تسمح ليوسف ذو السبع أعوام أن يدخل أي مدرسة فى منطقته، على الرغم أن منطقته بها أكثر من أربعة عشر مدرسة، بل جعله هذا التكدس يذهب لمدرسة فى منطقة وسط البلد، حتى أنه لم يذهب هذا العام للمدرسة سوى مرة أو اثنتين بسبب المسافة وهو لم يدخل الصف الأول الابتدائي بعد.

تقول إيناس سامي - والدة يوسف - أنها قدمت أوراقه بالفعل من حوالي عامين ولكن لم يتم قبوله لنفس السبب  قامت وقتها بتقديم شكوى فى المحافظة ولم يُستجاب لها، ثم قامت بتقديم طلب آخر فى الوزارة ليدخل "يوسف" مدرسة فى نطاق السكن وتم رفض الطلب أيضاً، حتى أنها قدمت فى النهاية شكوى  لرئاسة الجمهورية ولم يحدث شيء .

والآن وبعد عامين وبعد الثورة وبعد تغيير نظام كامل تعاني والدة يوسف من نفس الأزمة، فلا العقول تحررت من الروتين ولا استطاعت الثورة أن تجعل البعض يثوروا على عاداتهم الخاطئة المتمثلة فى المحسوبية والواسطة والرشوة أحيانا .

تحكي والدة يوسف قائلة:  " كل ما أروح مدرسة سواء تجريبى حكومى أو خاص لغات يقولوا مفيش مكان.. وابقى قابلينا لو عرفتى تنقليه قبل 3 أو 4 سنين كمان.. طب أنا ذنبى إيه إن ابنى يفضل ما يروحش المدرسة وهو دلوقتى عنده 7 سنين ؟!".

وتكمل قائلة أنها أيضا حاولت تقديم أوراقه فى أكثر من مدرسة تجريبية فى مدينة 15 مايو؛ وهى بالمناسبة قريبة من سكنها فى حلوان ولكنهم رفضوا بزعم أنهم ليسوا من سكان 15 مايو، والغريب أن هناك من كان لديه نفس المشكلة فى نفس منطقة سكن يوسف ولكنهم أدخلوا ابنهم فى مدرسة قريبة ولكن بعد دفع مبلغ مالي بجانب المصاريف، على حد قول والدة يوسف.

وبلهجة يأس وحسرة، تقول والدة الطفل ضحية الروتين: "مش معقول يبقى ابني عنده 7 سنين وأوديه حضانة مثلا عشان يعرف يتعامل مع الناس على ما ربنا يفرجها وأعرف أنقله !".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان