إعلان

''الجنرال الذهبي''.. أراد مُحاربة إسرائيل لكن الوقت لم يسعفه !

08:41 م الجمعة 05 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:

'' إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية ''.. هذه العبارة تلخص نهاية حياة بطلنا؛ حيث كان على قناعة تامة بها، ولعلها تحققت بحذافيرها عندما قُتل فى ظروف مشابهة لظرف تلك العبارة.

فى صبيحة يوم 9 مارس من العام 1969، ذهب ليتفقد معسكر الجنود المصريين فى الإسماعيلية بعد معركة ''8 مارس'' الضارية التى دارت بين الجنود المصريين والإسرائيليين؛ حيث قامت القوات المصرية بتدمير أجزاء من خط ''بارليف'' ضمن حرب الاستنزاف .

وبينما كان يتفقد موقع المعركة فى معسكر الجنود المصريين الذي كان على بعد 250 مترا فقط من معسكر الجنود الإسرائيلي، فإذا بالنيران تنفتح عليه وعلى جنوده من قبل الصهاينة، وبعد تبادل لإطلاق النيران استمر أكثر من ساعة ونصف، انفجرت بجانبه إحدى طلقات المدفعية لتصيبه الشظايا، فيتم نقله للمستشفى ليموت متأثرا بجراحه قبل أن يصل إليها، ليكون بذلك قد خلد اسمه فى سطور التاريخ ... اسمه بالكامل الفريق '' محمد عبد المنعم محمد رياض عبدالله '' والشهير بـ''عبد المنعم رياض''.

ولد ''رياض'' فى محافظة طنطا فى أكتوبر عام 1919 ثم انتقل مع عائلته إلى الفيوم ليدرس فى الكتاب هناك ثم يكمل تعليمه ليدخل كلية الطب كما أرادت أسرته، لكنه لم يستطيع إخفاء حُبه للعسكرية؛ حيث ترك الطب بعد عامين ليلتحق بالكلية الحربية وانتهى من دراسته عام 1938 م برتبة ملازم ثان، كما نال شهادة ''الماجستير'' في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، أتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامى 1945 و 1946.

أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وانتسب أيضا لكلية العلوم لدراسة الرياضة البحتة، بالإضافة إلى ذلك انتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة لإيمانه بأن استراتيجية الحرب ليست قائمة على الأدوات الحربية فقط ولكن الأدوات الاقتصادية أيضا.

احتل ''رياض'' العديد من المراكز العسكرية التي أهلته ليكون رئيس أركان حرب القوات المسلحة عقب ''نكسة 67''؛ حيث تولى رئاسة مدرسة المدفعية فى أوائل الخمسينات ثم ظل فى المنصب؛ حيث سافر إلى الاتحاد السوفيتي ''روسيا حاليا'' ليحصل على دورة تكتيكية تعبوية في الأكاديمية العسكرية العليا هناك، ثم أتمها بامتياز؛ حيث حصل هناك على لقب ''الجنرال الذهبي''.

وعندما عاد فى 1960 أصبح رئيس أركان سلاح المدفعية فى الجيش، حصل على عدة أنواط وأوسمة منها ميدالية الخدمة الطويلة و 

ووسام الأرز الوطني بدرجة ظابط كبير من لبنان ووسام الكوكب الأردني ووسام نجمة الشرف من الرئيس ''ناصر'' وهو أعلى الأوسمة العسكرية المصرية، ثم وبعد ترقيته لمنصب رئيس الأركان فى 67 تم اختياره فى العام 68 كنائب لرئيس جامعة الدول العربية .

ومن أشهر المعارك التى خاضها الفريق ''رياض'' معركة ''رأس العش'' التى دارت بعد ''النكسة'' بأقل من شهر واحد ومنعت الإسرائيليين من احتلال مدينة ''بور فؤاد'' وهي الجزء الذي كان متبقيا آنذاك من قناة السويس دون احتلال، كما أنه شارك  أواخر العام 67  في تدمير مدمرة ''إيلات'' الإسرائيلية.

من أكثر الأشياء التى فعلها ''رياض'' وكانت لها عظيم الأثر فى حرب اكتوبر هي تدريب الجنود المشاة على تحطيم الدبابات، إذ كانت القناعة السائدة آنذاك هي أن الدبابة لا يتم تدميرها إلا بدبابة، لكنه كسر تلك القاعدة وأشرف على تدريب الجنود سرا على تدمير الدبابات بأنفسهم؛ حيث أدى ذلك لقيام المصريين بتدمير أكثر من خمسين دبابة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر، ووضع ''رياض'' الخطة الحربية ''200'' التى سميت بعد ذلك بخطة ''بدر'' وتم استخدامها كخطة عمليات رئيسية بحرب اكتوبر.

آمن ''الجنرال الذهبي'' دائما أن الحرب مع إسرائيل حتمية إن آجلا أم عاجلا، وعمل على التحضير لتلك الحرب المرتقبة بعدة طرق من خلال المناصب التى احتلها فى الجيش أو خارجه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان