46 عاما تشرح العلاقات السعودية- اليمنية
كتبت - نيرة الشريف:
التخلص من الحوثيين.. ربما كان العنوان الأبرز للحرب التي بدأتها عدة دول بقيادة المملكة العربية السعودية داخل اليمن قبل ساعات، عقب مناوشات على الحدود السعودية جهزها عبد الله الحوثي وأنصاره، أججت العلاقة بين اليمن والسعودية من جديد، غير أن تاريخ الصراع يبدأ قبل 46 عاما بالتمام والكمال، حين كانت قرية الوديعة السعودية سببا في اشتعال الأزمة.
"الوديعة" هي قرية سعودية تقع في الطرف الجنوبي من صحراء الربع الخالي، وهي قرية نائية لم يسمع بها أحد، حيث هاجمت وحدات من الجيش النظامي اليمني مركز الوديعة السعودي علي الحدود مع اليمن الجنوبي في 27 نوفمبر 1969، وقام بدفع اللواء 30 مشاة في مهاجمة "الوديعة" فجأة واحتلالها، ثم أتجه إلى مدينة "الشرورة" ولكن تم إيقافه من قبل الجيش السعودي وتكبد الجيش الجنوبي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، الذي كان يقاتل في صحراء مكشوفة دون غطاء جوي.
تدخل الطيران الحربي السعودي في المعركة وحسم الأمر، بعد أن تم إبلاغ القيادة السياسية والعسكرية في المملكة العربية السعودية بأن قوات يمنية جنوبية قد دخلت مركز الوديعة فأصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أمره بطرد المعتدين، وعلى أثره أصدر وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز أمره إلى قوات سعودية برية وجوية باستعادة مركز الوديعة وطرد المعتدين خارج الحدود الدولية للمملكة العربية السعودية.
بدأ القصف الجوي لسلاح الطيران السعودي بعد نحو يومين من بدء المهاجمة في 29 نوفمبر، حيث بدأ القصف من الواحدة ظهرا واستمر حتى المساء، وركّز القصف الجوي على قيادات الجيش اليمني، ومناطق إسناده الإدارية، وخطوط مواصلاته وقواعده الخلفية، بالإضافة إلي الهجوم البري.
وكانت نتائج "الوديعة" أن تمكنت السلطات السعودية بإعادة سيطرتها بالكامل علي "الوديعة" و"الشرورة"، وخلال الحرب بلغت خسائر القـوات السعودية مقتل 39 فرداً وأسر 26 وتدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة، أما خسائر القوات اليمنية فكانت كبيرة حيث تم أسر عدد كبير منهم ودمرت معظم أسلحته ومعداته وتم الاستيلاء على الباقي منها.
على مدار عقود حاولت السعودية تأمين حدودها الجنوبية دعم ركيزة عملية التنمية في اليمن، إلا أن العلاقات اليمنية- السعودية قد تعرضت لخلاف وانقطاع، نتيجة موقف اليمن المؤيد لغزو العراق للكويت عام 1990، وعلى إثر هذا الموقف رحّلت المملكة آلاف اليمنيين، شكلوا حينها عبئا كبيرا علي الاقتصاد اليمني، بعدها شهدت العلاقات اليمنية السعودية تطورا ملحوظا، بعد توقيع اتفاقية جدة لترسيم الحدود في عام 2000، لتُطوى بعد ذلك صفحة من الخلاقات على الحدود، دامت لأكثر من 60 عامًا، وتبدأ العلاقات بين البلدين في مرحلة جديدة.
كما أدت السعودية دورا في التسوية السياسية لثورة عام 2011 على نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعملت على توقيع ما عرف بالمبادرة الخليجية، في الرياض خلال العام نفسه.
بعد تطور الحوثيون وسيطرتهم علي اليمن وتشكيلهم خطرا رئيسيا علي الحدود السعودية، قادت السعودية تسعة دولا أخري في عملية "عاصفة الحزم" لضرب الحوثيين.
فيما نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية من بيان مجلس التعاون الخليجي قوله إن البيان يأتي "استجابة لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية لحماية اليمن وشعبه العزيز من عدوان المليشيات الحوثية التي كانت ولا تزال أداة في يد قوى خارجية لم تكف عن العبث بأمن واستقرار اليمن الشقيق".
فيديو قد يعجبك: