زعيم حزب الاستقلال البريطاني: أوروبا ''ساحرة'' لكن اتحادها ''بغيض''
بورتماوث (إنجلترا) - (د ب أ):
قال نيجيل فاراج زعيم حزب الاستقلال البريطاني في مقابلة مع (د.ب.أ) إن أوروبا ''ساحرة'' ولكن الاتحاد الأوروبي ''بغيض''، وأضاف السياسي المتحمس المناهض للمؤسسات السياسية الحالية والذي نجا من حادث تحطم طائرة كان على متنها، وأيضا بعد إصابته بمرض سرطان الخصية، إن الاتجاه العام بين وسائل الاعلام في بلاده '' تجمع صفوفها '' ضد حزبه القومي في محاولة لتشويه سمعته.
أنت تواجه مشكلات مع أعضاء حزبك الذين يدلون بتصريحات عنصرية، لماذا تعتقد أن حزب الاستقلال يروق للمتطرفين؟
كم عدد من يدلون بمثل هذه التصريحات في حزبنا؟ ثلاثة، أربعة من بين 36 ألف عضو؟
لقد اضطررت لأن تحظر انضمام أعضاء الحزب القومي البريطاني اليميني المتطرف إلى حزبكم، وهو إجراء لم يلجأ إليه أي حزب آخر.
أنت على حق، فعلى سبيل المثال إذا كنت عضوا سابقا بالحزب القومي البريطاني، فيمكنك أن تنضم إلى حزب المحافظين كعضو في المجلس المحلي، ولكنك إذا فكرت في الانضمام إلى حزبنا سيصبح ذلك من العناوين التي تحتل صدر الصفحات الأولى في الصحف القومية في بريطانيا.. لدينا مؤسسة في بريطانيا توحد صفوفها ضد وجودنا نفسه، وليس ثمة مساواة في الانتقاد هنا.. نحن نتعرض للتمييز ضدنا، نحن نعترف بأن بعض أعضاء حزبنا يتفوهون بعبارات حمقاء، وبعد ذلك تظهر محاولات لتصويرهم على أنهم يمثلون الحزب بأكمله، ولكن الأمر ليس كذلك بكل وضوح.
إنك في البرلمان الأوروبي تنتمي لنفس المجموعات السياسية مثل ''رابطة الشمال'' الإيطالية '' الفنلنديون الحقيقيون'' التي تفوهت بعبارات مسيئة للأشخاص السود والمسلمين.
لم أسمع على الإطلاق من أي عضو من ''الفنلنديين الحقيقيين'' أي شيء مسيء، بينما لا نشعر بالرضا عن عناصر '' رابطة الشمال ''، ومن الصعب للغاية أن نعمل معهم مرة أخرى.
عادة ما يتقلص التأييد لحزب الاستقلال البريطاني بعد إجراء الانتخابات الأوروبية، فهل تعتقد أنه باستطاعتك أن تحافظ على قوة دفع حزبك لحين إجراء الانتخابات العامة العام المقبل؟
لا أعلم، وكل ما في استطاعتي قوله هو أنه إذا نظرت إلى الانتخابات المحلية التي جرت العام الماضي في المقاطعات البريطانية ستجد أننا حققنا نتائج طيبة بشكل ملحوظ، وهذا الأداء هو إشارة على أن كثيرا من الناخبين البريطانيين يريدون الآن أن يصوتوا لصالح حزب الاستقلال في كل انتخابات تجرى.
إذن فإنكم الآن أصبحتم أكثر من مجرد حزب احتجاجي؟
بالطبع أصبحنا كذلك، فالناخبون لا يدلون بأصواتهم لصالح حزبنا باعتباره احتجاجيا، ولكن لأنهم يتفقون مع ما نمثله، فحوالي 61 في المئة من الذين يدلون بأصواتهم لصالح حزب الاستقلال يفعلون ذلك لأنهم يتوافقون مع أفكاره.
ولكن كثيرا من الناخبين يقولون أيضا إن أوروبا لا تمثل أهمية بالنسبة لهم وإن حزبكم يعنى بأوروبا بالكامل.
ذلك لأن أوروبا ليست مجرد مجموعة من المناقشات الدستورية والأيدولوجية والسياسية التي تدور في ''جمعية أوكسفورد للجدل''، ولكنها في الحقيقة تتعلق بالتجمعات السكانية والحدود المفتوحة والوظائف واللوائح والأعمال والتجارة، إن المواطنين لا يهتمون بأوروبا كمفهوم دستوري ، ولكنهم مهتمون بما تحققه من نتائج على أرض الواقع.
مثل ماذا؟
مثل الهجرة، فنحن لا نستطيع السيطرة على حدودنا، أراهنك على أنه إذا تحدثنا إلى أية منشأة أعمال في مدينة بورتسماوث عصر اليوم فسوف يقولون لك إنهم يشعرون بالضيق إلى حد الموت جراء القواعد واللوائح التي تأتي من بروكسل والتي لا يستطيعون فعل أي شيء حيالها.
ما الفارق بين وضع حزبكم الآن والحال الذي كان عليه قبل خمس أو عشر سنوات؟
صار ينظر إلينا على أننا على صواب، لقد وجهنا بعض التحذيرات ذات الأهمية الكبرى.. مثلا ما الذي يمكن أن يحدث لمنطقة اليورو، وعما يمكن أن يحدث بالسماح بانضمام الدول الشيوعية السابقة إلى الاتحاد الأوروبي.
لقد ذكرت من قبل إنك من مؤيدي مبدأ الحرية في الفكر والعمل، غير أنك تعارض زواج المثليين، فما السبب في ذلك؟
لست ضد زواج المثليين، ولكني أعتقد فقط أن زواج المثليين يمثل خطرا بالغا علينا.. ومع ذلك، فنحن نخضع لولاية المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وسنواجه تحديات أمام هذه المحكمة سريعا، الأمر الذي يعني أنه يتعين على كنيسة إنجلترا أن تعقد زواج المثليين، وهذا يتناقض مع ضمير معظم رعايا كنيسة إنجلترا.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتها كزعيم لحزب الاستقلال؟
من أكبر التحديات إحداث توازن بين الرغبة في أن نكون حزبا يتمتع بحرية الفكر والمناقشات المفتوحة وألا يكون لدينا أعضاء يجرحون مشاعر نصف السكان، ومن المرجح أن يكون السير على هذا الحبل المشدود هو أصعب شيء.
ما أفضل شيء تحبه في أوروبا؟
الشعوب، وأنا استخدم هذه الكلمة بصيغة الجمع لأن الشعوب تختلف عن بعضها البعض، فثمة تنوع اجتماعي وثقافي ولغوي داخل منطقة جغرافية صغيرة، ولديك كل هذه الاختلافات المدهشة، وهذا هو السبب في أن أوروبا هي بدون شك أكثر القارات سحرا على وجه الأرض، والفكرة هي أن نجمع كل هذه الشعوب المتباينة ونجبرها على الاصطفاف تحت علم واحد ونشيد قومي واحد، ومجموعة واحدة من القواعد، أما الفكرة المناقضة لذلك فهي فكرة بغيضة تماما.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: