إعلان

سكان منطقة جامعة الأزهر: لم نعد نشعر بالأمان

05:08 م الخميس 26 ديسمبر 2013

كتبت-علياء أبوشهبة:

عبثا ما تحاول والدة رضوى إلهاء ابنتها التي لم تكمل عامها الخامس بعد، عن صوت الاشتباكات الواقعة على بعد أمتار من منزلهم الواقع في محيط جامعة الأزهر، وكل ما تمتلكه الأم لمحاولة علاج صدر ابنتها المتعب بفعل الغاز المسيل للدموع هو غلي "أوراق الجوافة" أملا في أن تهدأ قليلا من سعالها المستمر.

الطفلة رضوى واحدة من ساكني العمارات المواجهة للمدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر، وهي المنطقة التي يسكنها في الغالب طلاب الأزهر ممن لم تتوفر لهم الفرصة في العثور على سكن داخل المدينة الجامعية.
حال باقي ساكني المنطقة لا يختلف كثيرا عن حال أسرة رضوى، فوالدة عمرو و إياد، تجتهد في وضع كمادات الخل على عيون أبنائها لكي تخفف عنهم أثار الغاز المسيل للدموع، بينما يتضرر الأبناء من عدم قدرتهم على النزول للشارع مثلما كان الوضع من قبل.

معاناة الأهالي
علي محمود، الشاب العشريني الذي أنهى دراسته الجامعية العام الماضي ويقدم الخدمة العسكرية الآن، وهو من ساكني المنطقة ذكر لمصراوي أن الحال المنطقة تبدل، فقبل ثورة 25 يناير كانت منطقة تتمتع بالأمان نظرا لوجود قسم ثان مدينة نصر، فضلا عن هدوء الطلاب، وانتشار المقاهي في المنطقة. لكن بعد الثورة وقعت العديد من الاشتباكات بين أهالي المنطقة وطلاب الأزهر وصلت إلى إعلان حظر التجوال في المنطقة، عدة مرات لتهدئة الاشتباكات.

استطرد بأنه منذ 30 يونيو والحال أصبح أكثر سوءً، لأن الطلاب لا يهدأون و لا يمر يوم من دون وقوع اشتباكات و إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع التي يقابلها قيام الطلاب بإحراق الأشجار من داخل المدينة الجامعية، لتقليل الشعور برائحة الغاز المسيل للدموع، وتبقى الرائحتين عالقين في صدور ساكني المنطقة.

كما أشار إلى تصدى أهالي المنطقة إلى محاولات الطلاب الكتابة على منازلهم، بـ"الإسبراي" الأسود، وهو ما أصبح مقتصرا على سور المدينة الطلابية لجامعة الأزهر.

خسائر التجار
سيد صلاح، صاحب كشك مواجه لمقر المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر، أكد على تعرضه المتكرر للخسائر سواء من خلال ضرب ثلاجات المشروبات، أو وحدات الإضاءة، فضلا عن اضطراره إلى تسريح جانب من العمالة التي كانت تساعده، نظرا لتأثر دخله.

وأفاد أيضا بأنه بمجرد بدء الاشتباكات بين الطلاب و الأمن يسارع بجمع بضاعته، ويبقى إلى جوارها خوفا من سرقتها، وهو ما عرضه للإصابة بالإغماء عدة مرات، كما أشار إلى أنه لم يعد يشعر بالأمان على نفسه فقد تنفجر قنبلة أو يحدث إطلاق للرصاص في أي لحظة.

بينما كان بائع إكسسوارات المحمول، وكروت الشحن، يحاول البحث عن فتح باب رزق له من خلال بضاعته التي ظن أنها رائجة، في منطقة تعج بالطلاب المغتربين في فترة الدراسة، وفي فترة الإجازة الصيفية تنتشر بها المقاهي التي يرتادها زبائن من كافة المستويات ويقبلون على شراء بضاعته، لكن الحال لم تعد كذلك بسبب الاضطرابات الموجودة في المنطقة.

بائع إكسسوارات المحمول أكد لمصراوي على أنه يكاد يقع في دوامة الإفلاس بسبب الأحداث، والتي أثرت على عمله بشكل مباشر.

إلا أن ذلك لا يمنعه من التحدث إلى الطلاب الذين أشار إلى تنوعهم مشاكلهم ما بين رفض الخدمة المقدمة في المدينة الجامعية من جانب، و المعارضة لاستمرار شيخ الأزهر في منصبه من جانب أخر، فضلا عن عدم الرضا عن أداء رئيس الجامعة، هذا إلى جانب الأسباب السياسية المعروفة.

تقليل العمالة
صاحب أحد المقاهي في المنطقة، أكد لمصراوي على أن عمله تضرر بدرجة كبيرة بسبب الأحداث، والتي دفعته لتقليل أعداد العمالة الموجودة لديه، فضلا عن تعرضه للخسائر نتيجة الحجارة الملقاة من جانب الطلاب
.
وأضاف أن الزبائن التي كانت تعتاد ارتياد المقهى للسهر فيه، قلت أعدادهم بنسبة كبيرة لأن المنطقة لم تعد آمنة، نظرا لتكرر إطلاق الخرطوش و الشماريخ، فضلا عن رائحة الغاز المسيل للدموع و الدخان.

يقوم صاحب المقهى بجمع الكراسي فور وقوع اشتباكات، ويسعى لتهدئة حدة الحوار بين زبائنه حتى لا تنقلب المعركة الكلامية إلى ما لا يحمد عقباه.

محمود علي، الشاب الذي لم يكمل عامه العشرين بعد، أصبح مهددا بفقد عمله في محل العصير الشهير الموجود في المنطقة، مثل بقية زملائه الذين صرفهم صاحب المحل، بسبب تأثر حركة البيع في المحل بالاشتباكات المتكررة في محيط جامعة الأزهر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان