كيف تمت أخونة وزارة الصحة؟
كتبت-علياء أبو شهبة:
مع تعيين الدكتور محمد حامد مصطفى، بمنصب وزير الصحة، في حكومة رئيس الوزراء السابق دكتور هشام قنديل، تم تعيين عدد كبير من المستشارين والقيادات المنتمية إلى تيار الإخوان المسلمين، وذلك في الوزارة نفسها وفي مختلف المحافظات.
وبعد تظاهرات 30 يونيو وعزل الرئيس السابق محمد مرسي، كانت المطالبة بعزل القيادات الإخوانية على رأس المطالب التي استقبلت الدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة الحالية.
وفي شهر يوليو الماضي نظمت مجموعة من قيادات وزارة الصحة، والمنتمين إلى ''اتحاد شباب وزارة الصحة'' وقفة احتجاجية أمام مكتب الدكتورة مها الرباط للإطاحة بالقيادات الإخوانية، وهو ما استجابت له الوزيرة وأعلنت في نهاية شهر يوليو الماضي عن الإطاحة بستة قيادات إخوانية في الوزارة.
''رفض الأخونة''
وقال مصدر مسؤول في وزارة الصحة ل''مصراوي''، إن القيادات كانت إما من المنتمين إلى الجماعة بشكل صريح أو من الموالين لهم، و أنهم ثبت فشلهم الإداري الشديد في المواقع التي تقلدوها بخلاف من سبقوهم، وكانت كل مؤهلاتهم هو الانتماء للجماعة، وهو ما رفضه جموع الأطباء والعاملون في وزارة الصحة على وجه الخصوص.
أضاف المصدر بأن حركة التغييرات الإدارية شهدت نقل قيادات متخصصة كانت تحقق نجاحا في مواقعها إلى مواقع أخرى غير مجدية، وضرب مثالا على ذلك بوكيل وزارة الصحة للشؤون البيئية الذي تم نقله إلى قطاع تنظيم الأسرة فلم يحقق نفس النجاح مثلما كان في موقعه الأول.
القيادات المعزولة
وأكد المصدر على أن دكتورة مها الرباط أعلنت عن عزل 6 قيادات وإلغاء انتداب قيادات أخرى، وشمل القرار الذي اتخذته الرباط استبعاد الدكتور أحمد صديق رئيس الإدارة المركزية للطب العلاجي، وهو واحدا من القيادات الإخوانية الخمس بديوان عام الوزارة.
وشمل القرار أيضا استبعاد وكلاء الوزارة ومديري الشؤون الصحية المنتمين لجماعة الإخوان بـ6 محافظات هي الجيزة والإسكندرية ومرسى مطروح والشرقية والدقهلية والمنيا، وأبرز هؤلاء المستبعدين الدكتور عبد الناصر صقر، وكيل وزارة الصحة بالجيزة، والذي تربطه صلة نسب بالقيادي الإخواني الهارب الدكتور عصام العريان، حسبما قال المصدر.
وأوضح المصدر أنه تم عزل مستشار الوزير لشؤون التعاون الدولي، ورئيس الإدارة المركزية للمعامل، و الدكتور سعد زغلول، مساعد وزير الصحة لشؤون الطب العلاجي، و الدكتورة عبير بركات، مساعد الوزير للرعاية الأساسية والطب الوقائي وتنظيم الأسرة.
ولفت المصدر إلى استمرار وجود قيادات موالية للإخوان وليست منتمية للجماعة بشكل مباشر في بعض قطاعات الوزارة.
''تدني الكفاءة''
دكتور أحمد حسين، هو عضو مجلس نقابة الأطباء المستقلة، والمدير السابق لإدارة رعاية حقوق المريض بالأمانة العامة للصحة النفسية، والذي تقدم باستقالته في عهد حكومة قنديل بسبب ما اسماه ''ضغوط فرضت عليه أثناء أخونة الوزارة''.
قال حسين ل''مصراوي'' إن غالبية القيادات الإخوانية في وزارة الصحة، تم تغييرها ليس فقط من أجل الانتماء السياسي، ولكن من أجل الأداء الفاشل لهذه القيادات في مواقعها، لأنها عينت بدون كفاءة و لكن من أجل الانتماء للجماعة فقط.
أضاف حسين قائلا ''إن التعيينات الإخوانية المتتالية أدت إلى اشتعال الصراع الداخلي في الجهات التي عينت فيها، وجعلت الموظفين سلبيين وغير منتجين، في حين كان الصراع على المنصب هو هم القيادات الوحيد''.
وتابع ''قراراتهم كانت غير مدروسة وفي غير مصلحة العمل.. ويكفى أنهم أجهضوا اعتصام الأطباء ولم يهتموا بتطوير قطاع الصحة العلاجية''.
كما أشار عضو نقابة الأطباء المستقلة إلى ''اختراع'' مناصب للقيادات الإخوانية، ومنهم الدكتور إبراهيم مصطفى الذي تولى منصب مساعد وزير الصحة للتأمين الصحي، وهو منصب لم يكن موجودا من قبل، وكان صاحب المنصب من قبل يشغل موقع مسؤول المشروع العلاجي للمهن البيئة في نقابة الأطباء .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: