فيديو- كيف يرى الشارع المصري المصالحة مع الإخوان؟
تقرير – هبه محسن وهند بشندي:
''محمد'' شاب في مقتبل العشرينات عندما تقترب منه تجده هادئاً حتى تتحدث معه في السياسة فيتحول هذا الشخص الهادئ إلى أخر ثائر مدافعاً عن رأيه الذي يقتنع بصحته ويحاول إقناع من حوله بجدواه، وعلى الرغم من أنه لا ينتمي سياسياً إلى الإخوان المسلمين ولم يشارك قط في تظاهراتهم إلا انه متعاطف معهم، ويرى أن ما حدث في مصر بعد 30 يونيو ''انقلابا'' أطاح بما يسميه ''شرعية''.
ولكن ''محمد'' رغم تعاطفه مع الإخوان المسلمين تجده متحمساً لفكرة ''المصالحة'' السياسية، حيث أكد أن المصالحة بين الأطراف المتنازعة سيفتح المجال أمام عودة الاستقرار للشارع الذي بات يعج بالفوضى.
ويرى أيضاً أن ما حدث بعد 30 يونيو -رغم اعتراضه عليه- إلا أنه أصبح أمراً واقعاً وعلى الجميع التعامل معه، ولذلك فعلى القائمين على الحكم في مصر إدراك أن الإخوان فصيل سياسي كبير لا يمكن إقصاءه من الحياة السياسية ولابد من إجراء ''المصالحة'' حتى يعودوا لممارسة حقوقهم السياسية مرة أخرى.
''نعم للاستقرار''
رأي ''محمد'' يعبر عن جزء من الآراء الموجودة في الشارع المصري بشأن ''المصالحة السياسية'' والذي انقسم بين مؤيد سعياً وراء الاستقرار ومعارض في انتظار القصاص.
اقتربنا من إحدى السيدات لسؤالها عن رأيها في المصالحة مع الإخوان وإمكانية تحققها، فتمنت السيدة أن تتم المصالحة قائلةً ''احنا شعب واحد، لا يجب أن ننقسم لجيش وإخوان''، وأكدت أنها مع المصالحة ''اه طبعا، مافيش أحلي من المصالحة واننا نعيش في سلام''.
ورغم تمنياتها في العيش بسلام إلا أنها تدرك أن هذه الخطوة ليست سهلة، معللة ذلك بقولها ''الطرفين رافضين، لا ده عايز يسلم ولا ده، والغلابة هما اللي ضايعين''.
وأكملت سيدة سبعينية قائلةً ''في الصلح خير.. وقوة المصريين في توحدهم''، وأكدت أنها لا تستبعد اتمام المصالحة في القريب العاجل ''ربنا يسهل بنطلب خير يارب''.
''القصاص أولاً''
تتدخل في الحديث سيدة أخرى لتقول أنها ضد المصالحة تماما، فهي تخشى أن تؤدي المصالحة لعودة الإخوان للحكم مرة أخرى، وتابعت ''الإخوان دمروا البلد وكل ده عشان الكرسي.. ملعون الكرسي''.
ورفض ''وائل'' بشكل قاطع الحديث عن أي مصالحة سياسية بين الدولة والإخوان المسلمين، وقال ''أنا اخويا مات في رابعة.. ولن نترك ثأره''.
واعتبر الذي يعمل في هيئة السكة الحديد أن ''ما حدث اغتصاب للشرعية''، متسائلا: ''كيف اتصالح مع من اغتصب حقي؟''
وتابع قوله ''أطراف المصالحة ليسوا الإخوان والشعب، والدليل على ذلك أن تحالف دعم الشرعية غير قاصر على الإخوان فقط وهذا التحالف يزداد مؤيديه كل يوم''، على حد قوله.
ويرى ''وائل'' أن المصالحة سترفض من الجيش نفسه قبل أن يرفضها تحالف دعم الشرعية، قائلاً ''الموضوع أصبح أما أبيض أو أسود ليس هناك مجال للحلول الوسط''.
واختتم حديثه ''مكملين للأخر.. حتى عودة الشرعية''.
واستنكرت مديحة أبو دومة الحديث عن المصالحة، وقالت ''عن أي مصالحة تتحدثون.. فهل تجوز المصالحة في الدماء.. فلا يمكن أن يقبل الشعب المصري بمثل هذه الخطوة قبل القصاص لأبنائه من قوات الشرطة والجيش والأبرياء الذين قتلوا غدراً في الشارع على يد الإخوان وأنصارهم''.
وأشارت إلى أن من اختاروا الدكتور محمد مرسي في انتخابات الرئاسة أخطئوا خطأً كبيراً في حق هذا البلد لأن الإخوان كانوا سيحكمون مصر لسنوات طويلة حتى يقضوا على الدولة المصرية وعلى الشعب المصري بأكمله ما عدا ''الأهل والعشيرة''.
وبدون تردد رفض ياسر عبد الحفيظ المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، خوفاً من عودتهم للحياة بعدما اثبتوا عدم قدرتهم على إدارة الدولة، بحسب قوله، لكنه في الوقت نفسه يؤمن بأن الإخوان ''ظلموا''.
وروى ''عبد الحفيظ'' تجربته الشخصية مع حكم الإخوان وقال ''اتصلت بوزير التموين السابق الدكتور باسم عوده، فرد على الهاتف من أول اتصال وحل لي مشكلتي، لكن هذا لم ينطبق على باقي وزراء حكومة الإخوان الذين كانوا يعتمدون على أهل الثقة وليس الخبرة وهذه ببساطة كانت مشكلتهم في الحكم''.
وتابع ''أعلم أن الحكومة نفسها كانت تحارب الرئيس السابق، وأنا شاهد عيان في بلدي بأسيوط على حرق مزارع القمح وسكب سيارات البنزين لافتعال أزمات في الشارع المصري، لكنه للأسف لم يكن رئيساً قوياً فكان مُسير من قبل جماعته''.
وأختتم قائلاً ''لا أريد من يصلي ويقرأ القرآن، أريد من لديه القدرة على إدارة البلاد حتى لو كان يهودي''.
''ما المصالحة؟''
تساءلت هبه علي، ماذا تعني ''المصالحة''؟، مؤكدةً أنه لا يوجد ما يسمي مصالحة لأن ممارسة السياسة حق للجميع بدون استثناء طالما لا يوجد حكم قضائي يمنع الشخص الذي يمارس العمل السياسي من ممارسة هذا الحق.
وعن مدي قبول المجتمع للإخوان في الحياة السياسية مرة أخرى، أوضحت أن المجتمع وحده من له الحق في قبول فصيل سياسي بعينه أو رفضه.
وتضيف مها أحمد أن المصالحة تشترط وجود منطقة وسط يستطيع طرفي النزاع الانطلاق منها لتحقيق هذه المصالحة وهو أمر غير متوفر في الوقت الراهن، لأن الإخوان ومؤيديهم مقتنعين بوجهة نظرهم وكذلك الجيش ومؤيديه.
وأكدت أن مبدأ التنازل لتيسير الأمور، وإعلاء مصلحة الوطن غائب لدى الطرفين وهو ما يستحيل معه إتمام جهود المصالحة، بالإضافة إلى الإعلام الذي يلعب لصالحه في هذا الصراع السياسي.
واختتمت حديثها قائلة ''إذا كان هناك ضرورة من إجراء أي نوع من المصالحات السياسية فلتُجرى مع الجميع وليس الإخوان فقط''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: